| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى الأدهم

 

 

 

الجمعة 27/5/ 2011                                                                                                   

 

شمت بنا البعث يا علي اللامي ؟!

مصطفى الأدهم *

(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا)

من صنف المؤمنين بفاشية البعث كان. فحاربه حتى قضى نحبه شهيدا ولم يبدل المبدأ.
لم يخالف القانون، ولم يخون القضية الوطنية، ولم يخذل ضحايا البعث والبعثية.
أنه فارس هيئة المساءلة والعدالة الذي قصم بقوة الدستور ظهر البعث الفاشي، وصال وجال في ميدان ´الحرب القانونية´ ضد البعثية مانعا اياهم ما مكنه الدستور وسمح له القانون, من العودة من باب "حزب العودة" تارة، أو شباك "المصالحة الوطنية" تارة أخرى.

كان الشهيد علي فيصل اللامي بحق بطلا من ابطال العراق الجديد، تصدر واجهة المعركة الوطنية ذات البعد الشعبي ضد البعث الفاشي وحلفائه وداعميه والمروجين له. فبات أسمه يرعبهم كما يقول الشاعر الأستاذ فالح حسون الدراجي. نعم لقد كان اللامي أسم يرعب البعث، وجبل عثرة وليس حجرا في وجه مخططات البعث للعودة إلى مفاصل الدولة، رغم الإختراقات و"الإستثناءات" التي التفت بمختلف المسميات على الهيئة وقراراتها.

والله ليعز علينا فراقك يا علي.
ولسوف تشتاقك ´سوح القتال´ الديمقراطية ضد عودة الدكتاتورية.
وستبكيك المعارك القانونية والصولات الدستورية ضد عودة القتلة.
وسنذكرك عند كل انتخابات قادمة. وسنترحم عليك عند كل ترشيح.
لأنك لم تهادن، ولم تجامل، ولم تبيع، ولم ترضخ، والأهم لم تخاف ولم ترهب.
أستفردوا بك اليوم يا علي، حيث لا مصفحة، ولا مدرعة، ولا مرافقات، فغدروا بك والغدر عادتهم، وقتلوك والقتل شيمتهم.
لكن القتل لك عادة وكرامتك من الله الشهادة.
الشهيد حي لا يموت. وعلي اللامي شهيد العراق الحي الذي لا يموت.
ستبقى يا ´أبو زينب´ حيا في ذاكرة ضحايا البعث من الأرامل والإيتام وسجناء الرأي والمهاجرين والمهجرين، وستظل ذلك النجم الذي هوى من سماء حماية ضحايا البعث من عودة ارهاب البعث.
وسيصعب على من يخلفك عمله، لأنه سيكون دائما تحت عين الشعب ومحل مقارنة مع أفعالك واقوالك.
لكن العشم بالرحم العراقي الطاهر كبير، فأن استشهد علي اللامي اليوم، فألف علي لامي جديد سيولد.
فلا قرة عين البعث والإرهاب بعدك يا ´أبو زينب´ - يا من قررت الأعين، واطربت الاسماع، وشفيت القلوب المكلومة من ارهاب البعث الفاشي.
لقد شمت بنا البعث والإرهاب يا علي ساعة هويت من صهوة جوادك.
لكنها الشهادة التي أشتهتك فنالتك، فهنيئا لكما - والى جنة الخلد ´أبو زينب´ -  والهم الله أسرتك ومحبيك وهم غالبية الشعب العراقي الصبر والسلوان.

وانا لله وانا اليه راجعون.
رحم الله علي اللأمي وطيب ثراه.

 

26.05.2011
 

* صحفي وكاتب عراقي.
 

 

free web counter