| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى الأدهم

 

 

 

السبت 26/11/ 2011                                                                                                   

 

السعودية وتصاعد القتل على الهوية

مصطفى الأدهم *

واصلت الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السعودي قتلها المنظم على ألهوية للشبان في المنطقة الشرقية، تحديدا في القطيف. هذا المسلسل الدموي الذي كانت أولى حلقاته يوم الأحد الماضي، تمادت حتى وصل عدد الشهداء ل (4) شبان. فبعد تشييع جثامين الشهيدين ناصر الجشي والسيد علي الفلفل يوم الأربعاء الماضي، قامت قوات الشغب بالدخول في مواجهات مع الشباب في منطقة القطيف، خلفت شهداء وجرحى جدد، هم؛ السيد منيب عثمان آل عدنان وعلي حسن قريريص من بلدة العوامية. مع انتشار لقناصة النظام على أعلى برج ماء القطيف واطلاقها النار بشكل عشوائي على الناس.

كل ما سبق مغيب عن الإعلام العربي بشكل عام والخليجي بشكل خاص. لا سيما الإعلام "الثوري" منه، بعد أن كان أعلام الطغاة العرب حتى مع بداية انطلاقة شرارة "الربيع العربي" في تونس الخضراء. أن هذه المنهجية الطائفية للإعلام الخليجي تعريه من ورقة توت "الثورية" التي يدعيها هي الأخرى لمصالح طائفية عليا في حالات، وفي حالات أخرى لتقية مرحلية - كما هو الحال مع كل من الحالة المصرية والحالة التونسية. وفي ظل هذا التعري الطائفي، يطالعنا هذا الإعلام الخليجي وبكل وقاحة بمعلقات عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وحق التظاهر السلمي.. وكأنه أعلام حر، مهني وموضوعي!
فبينما يقبر هذا الإعلام هكذا أخبار، يبرز فقط تصريحات الناطق الرسمي بأسم وزارة الداخلية، الذي أعاد اجترار الأسطوانة المشروخة عن "الفئة المأجورة، المدفوعة من الخارج، من أجل زعزعة استقرار البلاد ... وانها ستواجه بالحزم".. ألخ من الذي ينتقده الإعلام "الثوري" السعودي في بلدان أخرى، لكنه يدعمه ويروج له بل يبرره في السعودية! في مفارقة طائفية لا يجديها سوى هكذا أعلام لهكذا نظام من القرون الوسطى.

أن العزف على لحن الديمقراطية لا يعني أن العازف ديمقراطي. والدق على طبل الحرية لا يعني أن الداق داعية حرية، بل أنه لا يتعدى عن كونه طبال ودمبكجي في هذه الحالة ليس ألا. وكذلك الحال مع القاء المعلقات عن حقوق الإنسان لا يعني بالضرورة أن من القاها شاعر، بل هو ناظم وليس بشاعر. والفرق بين الأثنين لا يخفى على اللبيب. وكما أن دعم حق التظاهر السلمي هنا وتخوينه هناك، يعني أن الأمر عبارة عن تعري أعلامي في حفلة رقص على شرف الطائفية، التي يسعر هذا الإعلام نارها - التي لن يسلم بدوره منها ولا نظامه الحاكم بمنهجية التكفير لإرهاب التغيير..

كل يوم يزداد انكشاف العورة الطائفية لهذا الإعلام. ومعه تزداد فضيحة النظام. وسيأتي اليوم الذي يعريه فيه حماته على الصعيد الدولي، كما فعلوا مع مبارك وقبله بن علي.

 

25.11.2011
 

* صحفي وكاتب عراقي.
 

 

free web counter