| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى الأدهم

 

 

 

الأثنين 26/9/ 2011                                                                                                   

 

السعودية .. ديكور نسائي !

مصطفى الأدهم *

القرارات الأخيرة لحاكم السعودية عبدالله عبد العزيز، حول السماح للمرأة بعضوية مجلس الشورى والترشح لانتخابات المجالس البلدية من الدورة القادمة، ما هي ألا رسالة تحسين صورة - مرسلة للمجتمع الدولي - لتلميع الصورة الكالحة للنظام المتخلف، بالأخص؛ عند أميركا والغرب. فحوى هذه الرسالة هي محاولة ترسيخ خرافة "رجل الإصلاح وملك الإصلاحات" - وهي البدعة التي اخترعها الإعلام السعودي الموجه لعبدالله عبد العزيز. كل هذا من أجل تجنب أي نوع من أنواع الضغط الدولي على نظام القرون الوسطى في مجالات حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية والمشاركة السياسية والعدالة والمساواة وهي كلها جوانب مقموعة في ظل النظام الوهابي.

أما على أرض الواقع فلا أثر يذكر لهذه القرارات الكارتونية، سوى التطبيل التهليل الرسمي والإعلامي الموجه. فمجلس الشورى ما هو ألا "برلمان" صوري، معين، غير منتخب. لا سلطة له. ولا صلاحيات. سوى ألختم على قرارات "ولي الامر" وحكومته "الرشيدة" التي يرأسها. فالحاكم هو من يعين أعضاء هذا المجلس. وهو من يجدد لهم، أو يعزلهم. فليس هو بالسلطة التشريعية، أو الرقابية. انما مجلس ديكور لا أكثر ولا أقل .. لمكافأة من يريد النظام بأعطاهم منصب شرفي له امتيازات وجاهية واقتصادية.

والانتخابات البلدية، كانت قد قوطعت من الشعب. والأسباب عديدة، منها؛ عدم وجود الصلاحايات لها. في ظل هيمنة وزارة الشؤون البلدية والقروية على الأمر، والتي يرأسها أحد أعضاء آل سعود. فهذه المجلس ليست بسلطة محلية، بل هي أقرب ما يكون إلا نوادي اجتماعية، لا تملك أن تقدم ،أو تؤخر، أو تؤثر؛ محليا - سياسيا.

وعليه، فأن هذه القرارات فاقدة للمضمون الديمقراطي. لأن هذه الكيانات ليست ديمقراطية أو مستقلة، في ظل نظام من القرون الوسطى، لا يعرف سوى الطائفية وتصدير التكفير. يدار كأقطاعية عائلية لآل سعود، بمساعدة آل الشيخ (محمد عبد الوهاب). يرتكز على تصدير فكرة أساسية مفادها: "أن الشعب هو عبارة عن شعب متخلف، منغلق، ظلامي، همجي. وغير قابل، وغير راغب بالتمدن والتحظر والإنفتاح على الأخر. والعائلة المحتكرة للحكم، ما هي ألا منفتحة، متحظرة، مصلحة وراغبة بالتمدن. لكنه الشعب الذي لا يرغب. وهي من تسيطر عليه، وتكبح جماحه، كي لا يفلت على الغير خارج الحدود ومنهم والأهم الغرب. لذلك، أيها الغرب الحليف، اصبر علينا. لا تضغط علينا. فنحن أهل مكة أدرى بشعابها. ونحن رعاة هذا القطيع ونعرف كي تقوده. فدعونا لسياسة الخطوة خطوة وان طال الوقت. فالصبر جميل. كي لا يفلت العقال، ويفلت هذا القطيع عليكم".

لذلك، فأن القصة ما هي ألا ديكور نسائي لتجميل الصورة القبيحة للنظام السعودي المتخلف  أمام المجتمع الدولي، بالأخص؛ أميركا والغرب. 


26.09.2011
 

* صحفي وكاتب عراقي.
 

 

free web counter