| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى الأدهم

 

 

 

الأثنين 26/3/ 2012                                                                                                   

 

الدكتور أياد علاوي والإدمان على اللاعراقية

مصطفى الأدهم

كتبنا في مقال سابق موسوم ب "الدكتور اياد علاوي والإصرار على اللاعراقية"، أن الدكتور علاوي يصر في تحركه السياسي - اذا ما جازت السياسية لنا هذا التعبير - على تدويل خلافاته السياسية مع خصومه وحلفائه.
وهذه مثلبة له، ويمكن أن يستخدمها خصومه وحلفائه على أنها منقبة لهم.
وهنا "الصوج" هو صوج علاوي - الذي يهديهم هذه المناقب على أطباق من ذهب وفضة.

اليوم، يدفعنا الدكتور علاوي وقائمته اللا"عراقية" - لأصرارهم على "Made in: out - of - Iraq" في ادائهم، تحركهم، مناوراتهم ولعبهم "السياسي" الذي فقد بعده السياسي، مكتبسا بعدا خامسا متروك "حزره" لنباهة القراء، للكتابة مجددا عن هذا الموضوع.

يبدو أن الرجل تجاوز مرحلة الإصرار على التدويل إلى مرحلة ادمان التدويل.
فلا يمكن تخيل؛ أن يصر سياسي، وزعيم كتلة نيابية ووزارية كبيرة كعلاوي على ألإستمرار في الغرق في مستنقع اللاعراقية. - الضد النوعي لما يدعيه الرجل وقائمته من ما يسمى ب "المشروع الوطني".

علامات هذا الإدمان على التدويل، التعريب، التخليج، التتريك، والإستعانة بكل ما هو أجنبي، وبهذا الشكل الفضائحي "غير المستور" ليس ضد حلفائه وخصومه فقط، بل ضد كل ما يمكن أن يكون انجازا عراقيا للجميع، أقول أن هذه العلامات من الشهرة بمكان، بحيث أنها أصبحت اليوم "شهيرة - باللهجة العراقية" تلاحق علاوي وقائمته؛ قيادات واعضاء.

مرة أخرى، ومع قرب انعقاد قمة "بغداد" العربية، شنت "عراقية" - علاوي، صولة جديدة من عار التدويل، داخلة مستنقعه من باب "التعريب"، لنشر "الخلافات السياسية العراقية" على حبل القادة العرب - الرخي، كي "يساهموا بحلها"! - وهم الذين لم يستطيعوا أن يحلوا "رجل دجاجة" طيلة عقود طويلة من عمر الجامعة الأنتيكة.

غريب هذا "المنطق" - واستميح المنطق عذرا على هذه الإهانة التي لحقت به - الخاص بعلاوي و"عراقيته" !
كيف يمكن لديكتاتور أن يساعد أو يحل خلافات سياسية في بلد أقل ما يقال عنه، أنه أكثر ديمقراطية بكثير من نظام حكم ذلك الديكتاتور العربي الذي يريد علاوي مساعدته!
الديكتاتورية هي الضد النوعي للديمقراطية.
بالتأكيد عندما يكون الحاكم العربي ديكتاتورا - فأنه والحال هذه لا يمكنه، ولا يستطيع، ولا يريد أن يساعد في حل خلافات أو مشاكل في بلد ديمقراطي. والأسباب، ذاتية وتقنية.

زبدة الكلام :
علاوي مصر على الإنتحار السياسي بلاعراقيته السياسية وادمانه على التدويل.
فمع كل خطوة في طريق التدويل، يبتعد خطوات عن العراقية السياسية. وهذا سلبية عليه، وايجابية مجانية لخصومه وحلفائه.

الإصرار على اللاعراقية، لم يجدي نفعا مع أمريكا عندما كانت في العراق، وبعدما خرجت منه. والإصرار اليوم على "التعريب" السياسي للخلافات السياسية العراقية، لن يأتي هو الأخر أكله. لأن لعلاوي لم ينجح حتى الساعة في جلب قوة خارجية تستطيع أن تجلسه رغما عن أنف الشعب العراقي على كرسي رئاسة الوزراة - كما فعل بريمر سابقا. ولا حتى زعمائه العرب يمكنهم مساعدته في حلمه. بل هم من يحتاج إلى المساعدة اليوم.

نعم، يمكنهم عمل شيء واحد؛ التخريب في العراق، ودعم علاوي ماديا واعلاميا.. ما يعني بقاء الحال على ما هو عليه. والذي فيه ما فيه من خسارة للعرب مع اراقة كل قطرة دم عراقية طاهرة. وخسارة لعلاوي وقائمته.

علاوي وقائمته بحاجة صحية إلى الإستشفاء من حالة ادمان التدويل.
وهذا الإستشفاء لا بد أن يكون في مصح عراقي.
بعدها، يمكن ومع التمارين الرياضية، وبرنامج غذائي، ومراقبة الأطباء، أن يستعيد الرجل وقائمته صحتهم.
لكن، قطعا لن يكون الغد كاليوم. كما لم يكن اليوم كالأمس.
هذا كله في حال ما اعترف الرجل أولا بأدمانه (الإعتراف بالإدمان الخطوة الأولى في طريق العلاج) حتى يمكن بعدها معالجته.

فهل سيتغلب الدكتور علاوي على المدمن علاوي ؟
لندع الجواب للأيام.



26.03.2012
 

هامش لا بد منه:
(1) اعتبرت القائمة "العراقية" السبت (24.03.2012)، أن طرح المشاكل العراقية الداخلية في القمة العربية التي ستعقد في بغداد لن يؤدي إلى فشلها. مشيرة إلى أن الغاية من ذلك اشراك الزعماء العرب بحلها.
(2) هددت "العراقية" في (19.04.2012)، بتوجيه رسائل خطية إلى القمة العربية عن حقيقة الأزمة في العراق.
(3) في (18.03.2012) طالب رئيس مجلس النواب (القيادي في "العراقية")، اسامة النجيفي، ببحث الوضع العراقي الداخلي خلال مؤتمر القمة العربية.
(4) كشف وزير الخارجية، هوشيار زيباري، الأمس (25.03.2012)، عن وجود رسائل ذهبت إلى الأمين العام للجامعة العربية بأن العراقيين يطالبون بألغاء عقد القمة في بغداد.
(5) بحسب مصدر برلماني، امتنع الأمين العام للجامعة العربية، الدكتور نبيل العربي، عن لقاء قيادات من "العراقية" لطرح ورقة خاصة بالأزمة العراقية في مؤتمر القمة القادم.

المصدر:
(1) http://qanon302.net/news/news.php?action=view&id=14501
(2)  http://qanon302.net/news/news.php?action=view&id=14469


 

* صحفي وكاتب عراقي.
 

 

free web counter