| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى الأدهم

 

 

 

الأحد 24/4/ 2011                                                                                                   

 

البحرين: إلى متى تنتهك حقوق الإنسان!   

مصطفى الأدهم *

تعيش البحرين وشعبها تحت الإحتلال السعودي المباشر ، ذلك بعد دخول 1000 من القوات السعودية الغازية إلى البحرين بمعداتهم واسلحتهم يساندهم مئات من "اشقائهم" من دول الخليج ضمن قوات ما يسمى ب-"درع الجزيرة"- وهي القوات التي كانت عاطلة عن العمل منذ انشأها، سوى مشاركة رفع العتب الرمزية في حرب تحرير الكويت من صدام - وعلى ذكر صدام فأن اعضاءا في ميلشياته المسماة "بفدائيو صدام" قد استقدمهم نظام البحرين الطائفي منذ سقوط النظام عام 2003 ، كي يقوموا بما يحترفوه وهو الإرهاب وقتل الشعب على "ألهوية" أي الخلفية الطائفية. وبالفعل شارك "فدائيو صدام - سابقا" فدائيو حمد - حاليا" في عمليات ارهاب وقمع وقتل شعب البحرين في مختلف احتجاجاته السلمية ، وصولا إلى قمع ثورته السلمية الأخيرة.

لم يكتفي النظام الطائفي الحاكم في البحرين (رغما عن أرادة غالبية شعبها) بعمليات الإرهاب والقمع والقتل المنظم تجاه شعب البحرين ، عبر قواته المسلحة من الجيش (قوة دفاع البحرين) والأجهزة الأمنية والشرطية  بالإضافة إلى ميليشياته ومرتزقته من فئة ´المجنسين´ - والمقيميين الذين شاركوا وباللباس المدني والرسمي مع القوات العسكرية والأمنية في عمليات القتل والقمع الممنهج ضد من تظاهر سلميا من شعب البحرين الذي حمل ابنائه وبناته الورود والإعلام الوطنية واللافتات الوحدوية للمطالبة بالحريات المسلوبة والعدالة المفقودة والمساوة المعدومة وايقاف التمييز الطائفي الرسمي تجاه أهل البحرين وغالبيتها التاريخية والسكانية والجغرافية - ذلك التمييز الذي كانت وما زالت سلطات النظام الحاكم طائفيا في البحرين تمارسه في أبشع صوره واشكاله ، على مرأى من عين "العدالة الدولية" ومسمع من أذان "العالم الحر" ..! الذي تحرك متأخرا في دعم خيارات الشعوب الثائرة في الإقليم على الأنظمة الدكتاتورية الحليفة "استراتيجيا" للدول الديمقراطية - في "مفارقة" تراجيدية تستفز المباديء السامية والمنطق السليم - لكن قد تبررها "ضرورات" البزنز..!
أقول ، لم يكتفي نظام البحرين القمعي بكل ما قام به من قمع وقتل ضد الشعب، ولم يشفي غليله شدة بطشه، ولم يروي عطشه ما أراق من دماء، ولم يشبع شرهه ما زهق من أرواح لأبناء من يفترض انهم "شعبه"!
بل إن هذا النظام الوحشي قد تنازل طواعيتا عن مفهوم "السيادة الوطنية" وشرع البلاد "سدح مدح" للقوات السعودية الغازية - المحتلة حاليا، واوكل لها مع قواته وميليشياته أمر قمع العباد في البحرين، في واحدة من أفظع مشاهد القمع والتمييز الطائفي في العصر الحديث - ضاهت بطولات القائد الضرورة في القمع الطائفي والشوفيني لكل ما هو مختلف.
فمن القتل العمد، والرصاص الحي والمطاطي، إلى الغازات المسيلة للدموع، مرورا بالهراوات، والدهس، والسحل، وال"بسط"، والإعتقال، والإهانة، وسحق الرؤوس والأجساد بال"البصطال" للتحقير والإرهاب والإهانة، حتى غياهب السجون وانتهاك الأعراض وحرمة البيوت، إلى منع التجوال، والأحكام العرفية، وتعليق القانون - المفقود، إلى التحريض الإعلامي الرسمي طائفيا، إلى التحريض الشعبي، حملة التضليل والشتائم وتهم العمالة بحق الثوار، إلى التوعد بالمحاكمات تحت شماعة الإرهاب والعمالة والخيانة والأمن الوطني والتي معروفة نتائجها - اعدام.
واستمر مسلسل القمع الدموي حتى شمل في أحدى حلقاته ازالة دوار "اللؤلؤة" السابق (الذي كان مركز الإعتصام السلمي) بحجة انسيابية السير! ووصل الأمر إلى تهديم المساجد والحسينيات والإعتداء بشكل مذهبي وطائفي واضح من أجل ترهيب واذلال كبرياء الشعب واثارة النعرات الطائفية أكثر مما هي عليه الأن - لأن في اثارة العصبية الطائفية ، مصدر قوة للنظام الطائفي الحاكم ، حيث يشعد عصب الأقلية الطائفية تجاهه قسرا وطوعا, بحجة الخوف من الغالبية المقموعة والتي تريد "الإنتقام" ناهيك عن طائفية الدول والإعلام والصحافة التي اشتد عودها هي الأخرى في الوقوف مع النظام في حربه المقدسة ضد غالبية شعبه.
ولم ينتهي مسلسل القمع الدموي هنا، بل في أحدى حلقاته الجديدة، طالعنا المخرج (النظام) بعمليات قمع وترهيب واعتقال ممنهج ضد الكوادر الصحية في المؤسسات والمستشفيات الصحية في البحرين، بحجة القيام ب"أعمال ارهابية" وعمليات "احتلال" ودعم للتخريب وتهديد أمن الدولة! - كل هذا يفعله أطباء وطبيبات وممرضون وممرضات!!!!! ماذا تبقى لتنظيم القاعدة الإرهابي أذن!؟
إن النظام الحاكم طائفيا في البحرين ما هو إلا نظام قائممقامية للإحتلال السعودي الطائفي للبحرين وشعبها، بعد أن كان (حتى مباشرة الإحتلال) نظاما ممثلا للوصاية السعودية على البحرين وشعبها. ذلك إن هذا النظام الفاقد للشرعية والسيادة ، يفعل وينفذ الأجندة الطائفية السعودية ضد شعب البحرين ، وهو العالم بالفكر الوهابي التكفيري الحاكم في السعودية وما هو رأيه تجاه أبناء شعب البحرين، حيث يكفرهم مشايخ الحركة الوهابية علنا ومن على منابر رسمية ، مطالبين بقتل البحارنة وسبي نسائهم واسترقاق ابنائهم واستحلال أموالهم ، لا لشيء سوى الإختلاف!
إن هكذا نظام لهو ابعد ما يكون عن الوطنية، والعدالة والثقة. وهو الذي وبعد كل جرائمه يشرع في حل جبهة المعارضة الممثلة في "برلمانه" وهي الوحيدة المنتخبة شعبيا! - رغم إن قانون الإنتخاب فصل طائفيا من أجل الإتيان "باغلبية نيابية" من أقلية شعبية و"أقلية نيابية" لأكثرية شعبية!
إن نظام قائممقامية الاحتلال الطائفي السعودي للبحرين وشعبها، هو نظام فاقد للشرعية، حيث ثلاثة أرباع الشعب ترفضه، وهو يستمد "شرعيته" من أربعة عوامل ´ متفاوتة الأهمية ´:

أولا: الوصاية والرعاية وال"شرعية" السعودية الطائفية له. حيث هو نظام حاكم بالإنابة والتمثيل للنظام السعودي في البحرين. كأيام المندوب السامي، بل أقل درجة شبيهة بقائممقامية.
وما توفره له هذه "الأبوة" والتبني السعودي له من "شرعية" - قمعية وموارد وامكانيات عسكرية. أمنية. سياسية. ديبلوماسية. اعلامية ومالية، ناهيك عن شد عصب دول الخليج طائفيا معه فتلحق بركبهم بقية دول الجامعة العربية. وما لهم أي دول الخليج من تحالفات "استراتيجية" دولية.

ثانيا: وجود الأسطول الأمريكي الخامس ، الذي يتخذ من سواحل البحرين مقرا له. وما يوفره من أمن وامان للنظام (من البعبع الإيراني) وبالتالي "شرعية" دولية تضاف لرصيده. وهو ما حصل حيث يقع النظام الشعب حتى اليوم والعالم "الحر" - مغلس.!!

ثالثا: ولاء "أقلية طائفية" ضمن الأقلية الشعبية. مما يدعو النظام للضرب المتكرر على "عود" الطائفية من أجل لملمة "شمل" أبناء الطائفة في الحرب المقدسة ضد أبناء الوطن "العملاء  - الصفويون الجدد".

رابعا: قوة الأمر الواقع وارهاب القمع ، وفئة "المجنسين" طائفيا والمقيمين والمرتزقة والمستوردين.

هذه العوامل الأربعة هي ما يستمد منها نظام البحرين "شرعية" وديمومة حكمه ، لكنها كلها غير دائمة بل وغير مستقرة ، فالنظام يعلم أنه يؤجل سقوطه الحتمي ويطيل عمره في أحكم يوما اضافيا - كما هو الحال مع العلاج الكيميائي لمصابي السرطان - لكن في النهاية مصير مريضه السرطان معروف - وهو مصير نظام البحرين ، إن ليس اليوم فغدا لناظره قريب. 

وما تصريحات المنظمات الدولية ضد نظام البحرين وقمعه إلا دليل اضافي على وحشية هذا القمع الذي يركب بشكل ممنهج ورسمي بعيدا عن عدسات الكاميرات بل وفي تعتيم أعلامي متعمد من حاملي الكاميرا والمايكرفون والقلم - في مشهد أعلامي مخزي في سجل الصحافة والإعلام العربي - الطائفي.
ومن أخر هذه التصريحات الدولية ما جاء على لسان ثلاثة منظمات حقوقية في لندن حيث دعت السلطات البحرينية إلا وقف ما اسمتها "حملة على المستشفيات" لإعتقال أطباء ومرضى، ممن يعتد أنهم كانوا مشاركين في الإحتجاجات.
وانضمت "منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان"، إلى عدا منظمات وجماعات حقوقية أخرى، تتهم قوات الأمن البحرينية بشن هجمات ممنهجة، ضد الأطباء والمرضى، في اطار حملتها لقمع الإحتجاجات المطالبة بأصلاحات دستورية وسياسية.
وقال مدير المنظمة، هانز هوغريف: "وقع الإستخدام المفرط ضد المدنيين غير المسلحين، والمرضى والمستشفيات، وافراد الطواقم الطبية، والتي وثقها محققون من أطباء من أجل حقوق الإنسان، تدعو لقلق الشديد، وتتطلب تحقيقا دوليا فوريا". الرابط أسفل المقال.

وعليه نحن نؤيد دعوة مدير "منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان" إلى تحقيق دولي فوري في الإنتهاكات الممنهجة من قبل نظام البحرين وسلطات الإحتلال السعودي هناك، تجاه حقوق الإنسان في البحرين. حيث كل شعب البحرين رهينة في يد القوات السعودية الحاقدة طائفية عليه والتي لا تتوانى على القتل لانه سنتها وفق فكر الحركة الوهاببة التكفيرية الحاكمة.



23.04.2011
 

رابط الخبر:
http://www.elaph.com/Web/news/2011/4/649207.html?entry=homepagemainmiddle


ولمزيد من الإستزادة يرجى مشاهدة الروابط التالية على اليوتيوب حيث القمع الرسمي ونظاق حقوق الإنسان في البحرين:
http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2011/03/110313_bahrain_new.shtml
http://www.youtube.com/watch?v=SU8BAy48nAc&feature=related
http://www.youtube.com/watch?v=wdEMj1c2OK8&feature=player_embedded
http://www.youtube.com/watch?v=-xNQurFBkKU&feature=related
http://www.youtube.com/watch?v=6lblEdZf1M0&feature=related
 

* صحفي وكاتب عراقي.
 

 

free web counter