كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

 

الجمعة 23/11/ 2012

مصر: مرسي وإطاحة الخصوم ! مصطفى الأدهم *  يبدو ان الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي، طور "تكتيكا" خاصا به لإطاحة الخصوم. وقد يكون لخلفيته كمهندس دور في التوصل الى هذا التكتيك عبر "معادلات" معينة.. التكتيك كما اراه كمتابع هو "صيرفة الحدث الخارجي الى نصر داخلي". بمعنى توظيف الحدث الخارجي الحاصل على الحدود المصرية، أو الذي له احتكاك أو بعد مصري الى "نصر" داخلي يتمثل بإطاحة احد خصوم الداخل بتوجيه لكمة له ترديه من على حلبة المشهد المصري. وهنا سنتطرق الى مثالين لهما أهميتهما ودلالاتهما.. حيث قام الدكتور مرسي باستثمار الحدث الذي له بعد خارجي الى لتسجيل نقاط على اقوى خصومه في الداخل. المثال الأول: ما ان تم دفن الجنود في سيناء، حتى سارع الدكتور مرسي الى لكم المجلس الاعلى للقوات المسلحة، بوضعه السابق ورموزه، وازاحهم بسرعة من واجهة المشهد السياسي المصري وان بشياكة ولباقة. موظفا حادث الحدود الذي له بعده الخارجي والداخلي لصالحه وصرفه داخليا، والنتيجة كانت انتصارا له على خصمه المجلس العسكري. المثال الثاني: ما كاد الدكتور مرسي يفرغ من حصد الميداليات والشهادات التقديرية التي حصل عليها من الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، لجهوده في البقاء ضمن دائرة الحراك الديبلوماسي في الصراع بين اسرائيل وحركة "حماس" وعمله كوسيط وضامن بينهما، ولم يكد يفرغ من تعليق هذه الميداليات والشهادات حتى وقع على الاعلان الدستوري الجديد، الذي منحه صلاحيات مفتوحة ومطاطة، وجه من خلاله عدة لكمات من ضمنها واحدة للنائب العام المستشار محمود عبدالمجيد وعين محله المستشار طلعت ابراهيم نائبا عاما لأربعة اعوام. مسدلا بذلك الستار على مسلسل الصراع بينه وبين النائب العام السابق. وبذلك يكون الدكتور مرسي قد صرف الحدث الخارجي من دخول مصر على خط غزة - اسرائيل الى نصر داخلي على خصومه. بغض النظر على التأييد أوالتحفظ أوالاعتراض النسبي او الكلي على هذه الخطوة. المثير للاهتمام هنا، هو سرعة حركة مرسي في توظيف الحدث الذي له بعد خارجي لتسجيل نقاط على خصومه في الداخل!؟ والسؤال هو، هل يتطور هذا التكتيك الى استراتيجية؟ وما هي النتائج المترتبة على ذلك؟ 22.11.2012   * صحفي وكاتب عراقي.