| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى الأدهم

 

 

 

الأثنين 21/2/ 2011                                                                                                   

 

السعودية تهدد شعب البحرين!

مصطفى الأدهم *

اوردت صحيفة إيلاف السعودية الإلكترونية اليوم خبرا، حصلت عليه من مصادر اسمتها الصحيفة خليجية مطلعة جاء فيه ما نصه:
"إن عاهل البحرين تلقى إتصالات هاتفية نقلت رسالة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والتي أكدت جاهزية القوات السعودية لدعم أمن البحرين واستقراره، متى ما دعت الضرورة إلى ذلك."  واضافت إن ما اسمته الصحيفة "تطمينات" سعودية "كانت على أعلى نطاق رسمي" تضمنت حسب مصادر الصحيفة "تخصيص السعودية لقوات مهمتها تلبية النداء البحريني ما دعت الحاجة إليها، على إن تنضوي تحت قيادة القوات البحرينية المسلحة" إنتهى.

إن من يقرأ الخبر أعلاه يصاب بالدهشة من مضمون ما اسمته مصادر الصحيفة "تطمينات سعودية لحكومة البحرين"، خصوصا إن هذه التطمينات جاءت على شالكة الجهوزية العسكرية للتدخل السعودي تلبية لما اسمته "النداء البحريني ما دعت الحاجة إليها" - وكأن البحرين والحال هذه في حالة حرب مع عدو خارجي أو داخلي عجزت أو ستعجز عن مواجته بمفردها اعتمادا على قوتها المسلحة؟! وكأن الأمر في البحرين ليس عبارة عن إنتفاضة شعبية سلمية تدعو إلى الإصلاح وانهاء التمييز الطائفي وما إلى ذلك من مشروع المطالب كوقف التجنيس ذو البعد السياسي والطائفي لتغيير التركيبة الديموغرافية للبحرين، عبر تكثير الأقلية لتقزيم الأكثرية وفق إستراتيجية طائفية مقيتة، تهدد وحدة الشعب الواحد.

لم تكتف الحكومة السعودية بما قامت الأجهزة الأمنية التي يفترض انها بحرينية (وجل أعضائها إما اجانب أو من لون طائفي أقلاوي معين) من عمليات قمع وحشية واستهداف مباشر لصدور المتظاهرين العزل بالرصاص الحي ومن ثم منعهم من الوصول إلى المستشفيات لتقلي العلاج. وما تبع ذلك من هجوم أمني بربري على مفترشي دوار اللؤلؤة في المنامة من شيب وشباب واطفال ونساء عزل وما نتج عنه من عمليات قتل واصابه لتفريهم بقوة السلاح وهذا ما تم. وما لحقه من إنتشار عسكري مثله نزول الدبابات والمدرعات إلى الشوارع لمواجهة الشعب الثائر ألذي رفع شعار " لا سنية لا شيعية .. بحرينية بحرينية".

أضيف ولم تكتف حكومة السعودية ب"الفزعة" الخليجية لنصرة حكومة البحرين ضد مواطينها العزل ، بل ولم تكتفي السعودية بالدعم السياسي والإعلامي والتعاون الأمني والتلويح بالتدخل العسكري ، ولم يكن كافيا بالنسبة لها إي حكومة السعودية ما قامت به وسائل إعلامها من تعتيم في البداية على إنتفاضة الشعب البحريني ، تحول الى نقل ناقص رافقه تشويه وتحريف متعمد لأهداف هذه الإنتفاضة السلمية ، هذا التشويه الذي جاء على شاكلة الردح الطائفي المقزز والنفخ من خلال الإيعاز لأبواق التكفير والفتنة من مشايخ الوهابية الذين هبوا هبة رجل طائفي واحد ، لدعم الثورة في كل من مصر وتونس وتحريمها وتكفير من يشارك فيها في البحرين ، وفق منظار طائفي جاهروا به ولم يخجلوا منه.

أقول لم تكتف حكومة السعودية بكل ما ورد أعلاه ، والذي يدور كله في فلك وصالح شقيقتها حكومة البحرين غير المنتخبة ، والظاهر إنه لم يشفي غليلها الطائفي، لذلك تراها تدعو من جهة  إلى تلبية دعوة ولي عهد حاكم البحرين جميع الأطراف للحوار (الذي رفضته لحد كتابة هذا المقال المعارضة البحرينية ، ما لم تسبقه تلبيه لمطالب الجماهير كبادرة حسن نية بعد القتل العمد الذي قامت به أجهزة النظام الحاكم في المنامة) وفي الجهة الأخرى تعلن استعدادها للتدخل العسكري في تهديد واضح وصريح وعلني تجاه شعب البحرين وبصراحة أكثر تجاه الغالبية التاريخية والسكانية للشعب البحريني. وكأن لسان حال الحكومة السعودية يردد محذرا على مسامع البحارنة الشعار الفاشي الطائفي "لا شيعة بعد اليوم" وهو الشعار الذي استخدمه الصنم المقبور في قمعه للإنتفاضة الشعبانية في العراق عام 1991. لكننا لم نرى أو نسمع بهكذا "عنتريات" سعودية لدعم النظام في تونس أو مصر وان كانت البحرين بمثابة الخاصرة الرخوة للدولة الوهابية، ذلك لكون تونس ومصر لا يوجد فيهما غالبية أو حتى أقلية شيعية وازنة ، تستدعي هذه "النخوة" الطائفية المسعورة.

واكثر ما أعجبني عند قراءتي لهذا الخبر هو عدد من التعليقات عليه تمثل ردا موجزا على هذا التهديد "العظروطي" أوردها للقاريء الكريم منهيا بها هذه المقالة :
التعليق الأول لشخص إسمه SANT وبعنوان جيش مكة لمحاربة المسلمين، يقول فيه :
(ههههههههه باليمن ضد الحوثي واليوم ضد شعب البحرين آنا أقول للسعودية لا تنجري إلى مواجهة مع طائفة شعارها من عمق التاريخ هيهات منا الذلة).

التعليق الثاني لشخص أسمه تامر عبد الرزاق وعنوانه لماذا الجيوش؟ ، يقول فيه :
(ما الحاجة لجيوش المنطقة في مواجهة متظاهرين لا يحملون سوى الإعلام والورود).

 

21.02.2011
 

* صحفي وكاتب عراقي.
 

 

free web counter