مصطفى الأدهم
الأحد 20/11/ 2011
الكويت.. اقتحام "مجلس الأمة" والإعلام الخليجي!
مصطفى الأدهم *
أثار خبر اقتحام الآلاف من المتظاهرين الكويتيين مع عدد من نواب المعارضة لمبنى "مجلس الأمة" صدمة وازمة في ذات الأن. الصدمة؛ كانت داخلية وخارجية. كونها مفاجئة وغير متوقعة، لحدث غير منتظر. فخضوع الأغلبية للصولجان في دول الخليج هو السائد. وعليه، أن يتظاهر الآلاف ويقمعون كالعادة، ولا يتفرقون، ويصرون على المضي قدما نحو ايصال صوتهم من بين ضجيج ضربهم بالهراوات من قبل الشرطة، يعد مؤشرا له دلالاته الجديدة في هذه الرقعة من المنطقة.
أما الأزمة، فهي داخلية كويتية، على المستوى الرسمي بالذات. فالموقف بين الشجب والتأييد. من الموالاة والمعارضة على التوالي. وما بينهما الحكم، غاضب، وساخط على شعبه الذي تجرأ على دخول "مجلسه" دون طلب رخصة، وبعد أن قمع بوحشية من قبل رجال الأمن، لا لشيء سوى أنه تظاهر سلميا مطالبا بأسقاط الحكومة غير المنتخبة - المتهمة بقضية رشى بملايين الدولارات، استقال على اثرها في حينه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية.
الصدمة؛ كانت متدحرجة، ووصلت أصدائها الرياض التي هالها ما رأته في جارتها الصغيرة، بعد أن أرقها شعب جارتها الأصغر في الأشهر الفائتة، فأحتلته.
السؤال هنا، هو ليس عن أحقية التظاهر أو لا في الكويت. ولا هو مدى قانونية قمع الشرطة للمتظاهرين. ولا عن قانونية اقتحام المجلس. وفي كل ذلك، مشاركة من نواب؟
لكن، السؤال هو، ماذا لو أن ما حدث قد جرى في مكان أخر غير الكويت وغير الخليج؟ كيف كانت وسائل الإعلام "الثورية" الخليجية ستنقله؟ وبأي اطار ستضعه؟ وكيف ستخرجه للعالم؟
ألم تكن وسائل الإعلام الخليجية "الثورية" ستنقله على أنه ثورة شعبية سلمية، اقتحمت ما يفترض أنه بيتها بكل سلمية، احتجاجا على قمعها من الشرطة والأمن، والحكومة التي لا تريد أن تستمع لمطالب الشعب المحقة؟!
وان هذا الأقتحام يعبر عن فقدان النظام لشعبيته وشرعيته. لذلك، وجبت مناصرة الشعب هناك؟ ... ألخ
والسؤال الأهم هو، ماذا سيكون عليه موقف النظام في السعودية أن تكرر مشهد الأربعاء المنصرف في الكويت؟ - وتطور الأمر نحو التصعيد؟ - هل ستقدم السعودية حينها على احتلال الكويت كما فعلت بالبحرين؟
أن ألسبب الأهم الذي دفعنا لكتابة هذا المقال، هو ابراز التناقض الذي وصل حد العري لدى الإعلام العربي وبالخص الخليجي، في توصيفه وتعاطيه مع الأحداث والشعوب.
19.11.2011
* صحفي وكاتب عراقي.