| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى الأدهم

 

 

 

السبت 19/3/ 2011                                                                                                   

 

عندما يكذب صاحب الفضيلة .. الشيخ يوسف القرضاوي

مصطفى الأدهم *

تحدث الشيخ يوسف  القرضاوي رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين خلال خطبة الجمعة في العاصمة القطرية الدوحة أمس، قائلا :«أن ما يحدث في البحرين «ثورة طائفية»، وأن باقي الثورات الأربع «كلها ثورة شعب ضد حاكمه الظالم»، واعتبر أن مشكلة ما حدث في البحرين أنه حدث من الشيعة ضد السنة، وأضاف: «أنا متهم بطبيعتي بأني ضد الشيعة، وأنا لست ضد الشيعة، أنا ضد التعصب وضد الطائفية وضد التفريق بين الناس بعضهم وبعض على أساس المذهب أو الفرقة، ولهذا ليست الثورة البحرينية مثل الثورات الأخرى». وقال القرضاوي: «الشيعة جميعا ضد السنة جميعا، الثورة قامت طائفية شيعية.. أهل السنة لما شافوا هذا قاموا عملوا 450 ألفا أخرجوهم في جامع الفاتح وقالوا ونحن لنا مطالب أيضا، إذا كنتم أيها الشيعة لكم مطالب فنحن – أهل السنة – لنا مطالب أيضا، وقالوا مطالبهم.. وذكر إخواننا هناك أن الشيعة حينما كانوا في دوار اللؤلؤة لم يكونوا سلميين كما كنت أظن، قالوا لا إنهم لم يكونوا سلميين، بل اعتدوا على كثير من أهل السنة واستولوا على مساجد ليست لهم، واستعملوا الأسلحة كما يفعل البلطجيون في اليمن وفي مصر وغيرها ضد كثير من المستضعفين من أهل السنة! ومن أجل هذا، لم أتحدث لأني لا أجد نفسي حرا تماما، ولا أجد عندي المعلومات الكافية عما يحدث، وأنا كل ما أستطيع أن أقوله إني أتمنى أن يجتمع العقلاء من الشيعة والعقلاء من أهل السنة ويتحاوروا». إنتهى.

قد يكون من غير المستغرب إن لا يتطرق الشيخ القرضاوي للثورة في البحرين، لأن الرجل والحالة هذه يتخذ من العاصمة القطرية الدوحة مقرا له. وكما هو معلوم فإن قطر تشارك مع القوات السعودية المحتلة للبحرين ضمن ما يسمى بقوات "درع الجزيرة" - والتي بالمناسبة لا تتحدث نصوصها عن امكانية استقدامها أو استدعائها أو استخدامها في حالات "حفظ الأمن الداخلي" للدول الستة الموقعة عليها. بل إن الحالة الوحيدة التي يمكن استخدامها فيها أو استدعاها هي لصد العداون الخارجي من حرب أو غزو أو احتلال ... ألخ.
وعليه فأن ما قام به نظام قائممقام  الوصاية الطائفية السعودية في البحرين التي تحولت إلى احتلال يعد انتهاك واضح لنصوص ميثاق ما يسمى بقوة "درع الجزيرة" ناهيك عن الإنتهاك الحاصل للسيادة البحرانية جراء الغزو والإحتلال السعودي للبحرين وشعبها الذي تظاهر بشكل سلمي وحضاري مطالبا بأنهاء حالة التمييز الطائفي المقيتة التي يمارسها وبشكل ممنهج ضده نظام قائممقام الوصاية والإحتلال السعودي في المنامة (نظام ال خليفة). 
أقول "قد" لا يستغرب ذلك من الشيخ القرضاوي، لكن المستهجن والمستنكر هو ما صدر منه من على (منبر الجمعة)، حيث نطق فضيلة الشيخ بجملة من الأكاذيب ضد الثورة البحرانية وشعب البحرين (وللأسف لا أجد تعبيرا اخرا أصف به أقوال الشيخ) المحملة بالطائفية المقيتة والتمييز الطائفي المقزز والإنحياز الطائفي الأعمى واصطفافه إلى جانب نظام القمع والتمييز الطائفي في البحرين وراعيه النظام السعودي المحتل للبحرين وشعبها، لا لشيء سوى "الهوى الطائفي الغلاب"..!
ومن هذا المنطلق قررنا الرد على جملة الأكاذيب والأباطيل التي قالها وروج لها صاحب الفضيلة من على منبر صلاة الجمعة والتي ستكون على شكل نقاط للتسهيل على القاريء الكريم:

1. يقول الشيخ القرضاوي :«أن ما يحدث في البحرين «ثورة طائفية»، وأن باقي الثورات الأربع «كلها ثورة شعب ضد حاكمه الظالم». 
إن هذا الوصف هو غير دقيق واستدلال ساقط من أساسه لجملة الأسباب الأتية:
أ- اعترف الشيخ القرضاوي إن ما يجري في البحرين بأنه ثورة، والدليل تسميته اياها ب-"الثورة" كما ورد أعلاه. لكنه اختلف في وصفها حيث نعتها ب"الطائفية" وهذا بحد ذاته هو خطيء طائفي من  فضيلته، ناتج أما عن الحماسة الطائفية للشيخ تجاه ما يحدث في البحرين أو ناتج عن قلة المعلومة لديه، كما اعترف هو في أخر ما ورد على لسانه.
ب- إن الثورة في البحرين ليست "ثورة طائفية" بدليل شعاراتها الوطنية التي رفعها المتظاهرون سلميا من الشيعة والسنة ومنها :"سلمية سلمية" و"لا سنية ولا شيعية ... سلمية سلمية" و الشعار العراقي الذي ردد في ميدان اللؤلؤة سابقا (ازالته السلطة الإحتلال السعودي ونظام قائمقامها اليوم بحجة انسيابية السير!) "اخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعة".
وكلنا قد شاهد وسمع وقرأ هذه الشعارات عبر الإعلام والصحافة ومن على شاشات وصحف خليجية لدول تشارك اليوم في احتلال البحرين وقمع شعبها طائفيا.
ويضاف لما ذكر إن من تظاهر في البحرين كان خليط من الشيعة (الأكثرية التي تشكل أكثر من 70% من السكان انتماءا لا تجنيسا) ومن ألسنة (أقلية تضخمت إلى 30% بفعل التجنيس الطائفي الممنهج لتغيير التركيبة الديمغرافية للبلد)، وهذا كان أيضا بأعتراف القنوات والصحف الخليجية نفسها للدول التي تشارك قواتها في احتلال البحرين اليوم. 
ج- إن ثورة الشعب في البحرين بشيعته وسنته كانت وما زالت ثورة شعب سلمية ضد نظام ظالم، والدليل هو اعتراف الشيخ القرضاوي نفسه بذلك في زلة لسان لم ينتبه لها حيث قال ما نصه :" إذا كنتم أيها الشيعة لكم مطالب فنحن – أهل السنة – لنا مطالب أيضا، وقالوا مطالبهم.. "
أذن هو يعترف بأن لكل من الشيعة والسنة مطالب وظلامات تجاه نظام الحكم في المنامة، وبما إن لكل من الشيعة والسنة مظالم وظلامات، أذن هي نتيجة ظلم النظام الحاكم لهم أي أن النظام هناك ظالم. وعليه تكون الثورة شعبية لا طائفية وتجاه نظام ظالم. مما يتنافى مع ادعاءات الشيخ القرضاوي، حيث كذب الرجل نفسه بلسانه.
أما الأدلة على ظلم النظام الحاكم في البحرين فهي كثيرة ومنها ما هو موجه ضد الطائفة الشيعية التي يتكون منها غالبية الشعب البحراني تاريخيا وجغرافيا وسكانيا ومنها ما هو ضد بعض فئات الطائفة السنية الحاكمة ومنها ما هو مشترك أي يظلم الطائفتين معا. والدليل هو أيضا أعتراف الشيخ القرضاوي بإن لكل من الطائفتين مظالم ومطالب.
إن سياسة التمييز والإضطهاد الطائفي الممنهج التي كانت وما يزالت تمارس من قبل نظام قائممقامية الوصاية والإحتلال السعودي في البحرين، ابتداءا من التجنيس الطائفي لتغيير التركيبة الدموغرافية للبلد، واحتكار السلطة التنفيذية (العرش. ولاية العهد. رئاسة مجلس الوزراء. غالبية أعضاء مجلس الوزراء - أكثر من نصف أعضاء مجلس الوزراء (16 عضو) المكون من (26 عضو) من العائلة الحاكمة أي (سنة) يضاف لهم أكثر من نصف العشرة المتبقية من الطائفية الحاكمة وما تبقى من 3-4 أعضاء من الطائفة الشيعية - أي الموالين للنظام الحاكم.). والبرلمان الصوري هناك هو وليد قانون انتخابي ينتج أغلبية نيابية لأقلية سكانية واقلية نيابية لأغلبية سكانية، ناهيك عن تعيين الملك لكل أعضاء مجلس الشورى. واحتكار الجهاز الأمني والشرطي حيث تحرم العضوية والإنتساب على أبناء الغالبية السكانية من الشيعة، بينما جل أعضاء هذه الأجهزة أما من الأقلية الطائفية أو المستوردين المجنسين أو من المرتزقة. والحال يسري على القوات المسلحة (قوة دفاع البحرين) حيث تحرم الأخرى على الأغلبية وتفتح للأقلية والأجانب.
وكذلك الأمر هو مع السلك الديبلوماسي ألا من من هو موالي من الغالبية.
ناهيك عن سياسة عدم تكافؤ الفرق في التعليم والصحة والتنمية والعمل والتنافس عل الوظائف. فمناطق الغالبية الشيعية لا تعاني الإهمال المقصود ونقص الخدمات، ونعدام التنمية والإستثمار والعكس يسري على مناطق الأقلية. وفق كل هذا سياسة التكفير الديني والإرهاب الرسمي والتحقير الإعلامي والتخوين التي يمارسها النظام تجاه الأغلبية السكانية انتماءا عبر التاريخ. 
أفبعد كل هذا لا يجوز لهم الثورة على هكذا نظام؟ 
اذا كان النظام يقمعهم طائفية، وفقط لكونهم شيعة، فمن الطبيعي أن تكون ردة فعلهم مساوية لفعل النظام القمعي ومعاكسة له في الإتجاه (أي إن اتجاه فعل النظام هو طائفي. وردة فعل الشعب المعارض وطنية لأن أثجاهها معاكس لإتجاه فعل النظام الطائفي) وفقا للقاعدة الفيزيائية العريقة. وهذا ليس بعيب تعاب به الأغلبية الشعبية. بقدر ما هو عار وعيب يعاب ويعير به النظام القمعي الطائفي الحاكم.
فهل يعير أو يعاب على الدلاي لاما مثلا دفاعه المستميت عن الحقوق التاريخية والقومية والدينية والثقافية لشعب التبت، تجاه القمع الصيني الممارس ضدهم؟
وهل يجرؤ أحد أن يعير الدلاي لاما بذلك ويتهمه بالطائفية أو ينعته بالشوفينية القومية لكونه يدافع عن حقوق قومية ودينية لشعبه؟ الجواب هو كلا.
إن كل شعب في العالم وعبر التاريخ وفي حال ما مورس ضده القمع والتمييز لأسباب عرقية. قومية. دينية. مذهبية. طائفية. جغرافية. لونية. فكرية. فأنه والحالة هذه يدفع دفعا للتمسك بهذه الحقوق المهدورة ظلما. وله كل ألحق على المستوى الشرعي والقانوني الدولي والإنساني للمطالبة بها والعمل على تحصيلها بكل الوسائل السلمية. وفي حال ما مورس ضده الإحتلال والغزو والقتل يكفل له الدفاع عن نفسه.
والشعب في البحرين ليس دون مستوى الشعوب أو الحقوق كي يكون استثناءا عن سنن التاريخ وطبائع الشعوب وكفالة القانون الدولي والتشريع الإنساني والشرائع السماوية. فشعب البحرين حاله هنا حال زملائه من الشعوب وان كانت أغلبيته من الطائفة الشيعية. ومن يحاول أن يدفع هذه الحقوق عن شعب البحرين لأسباب طائفية مقيتة كون غالبيته شيعية، يكون شريكا في جرم التمييز الطائفي الممارس ضد شعب البحرين ويتحمل كل تبعاته شرعيا وقانونيا وانسانيا واخلاقيا وتاريخيا. 

2. ويقول الشيخ القرضاوي أيضا :«الشيعة جميعا ضد السنة جميعا، الثورة قامت طائفية شيعية».
هذه أيضا مردود عليها، لانه وكما أسلفنا أعلاه وكما نقلت كل وسائل الإعلام الدولية والإقليمية والخليجية (حتى تلك التي تعود إلى أنظمة شاركت في غزو شعب البحرين واحتلالها) بإن من قام في البحرين هو الشعب من الشيعة والسنة بشكل احتجاجي سلمي ضد النظام الحاكم وان كان سنيا وليس ضد المواطنين ألسنة، بدليل مشاركة ألسنة فيها. فهل يصدق عاقل مثلا أن يقوم الشخص ضد نفسه؟ الجواب كلا.
ومن البديهي والحالة هذه عن تكون الأغلبية المحتجة سلميا من الشيعة كونهم كما هو معلوم هم غالبية البلد، فهل عليهم الركون إلى السكون، فقط لكونهم شيعة وغالبية سكانية في البحرين! وهل تعير غالبية سواء كانت قومية أو دينية أو مذهبية بقيامها ضد نظام ظالم لها!
فهل يدين الشيخ القرضاوي مثلا حلفائه في مصر جماعة "الإخوان المسلمين" لقيامهم ضد نظام الرئيس السابق حسني مبارك ومن قبله نظام الرئيس الراحل السادات ومن قبله نظام الرئيس الراحل عند الناصر لكون هؤلاء الرؤساء من المسلمين؟ الجواب كلا.
وهل يدين الشيخ القرضاوي مثلا قيام  بعض من الأقلية المسيحية القبطية ضد نظام الرئيس السابق في مصر حسني مبارك، لكونه مسلم؟ وهل ينعتهم بالطائفية؟ الجواب كلا. 
ونضيف هل يدين مثلا الشيخ القرضاوي قيام الأقلية السنية في كل من العراق واليمن ولبنان وايران بالتظاهر؟ وهل ينعتهم بالطائفية كما فعل مع شعب البحرين؟ الجواب بكل تأكيد هو كلا. بل العكس هو الصحيح، حيث يستشهد الشيخ القرضاوي بمشاركة الأقباط في مصر في الثورة المصرية ضد نظام الرئيس السابق مبارك، رغم رفض البابا شنودا لذلك وهو زعيم الطائفة القبطية المصرية! بل وان الشيخ هو من أشد المدافعين عن كل من ألسنة في ايران والعراق واليمن والبحرين ولبنان. حتى وان كانت المشاركة السنية في العراق فاعلة ووازنة في العملية السياسية كونها ديمقراطية ولك مجتهد فيها نصيبه على قدر وزنه.

3. ويضيف الشيخ قائلا :«وذكر إخواننا هناك أن الشيعة حينما كانوا في دوار اللؤلؤة لم يكونوا سلميين كما كنت أظن، قالوا لا إنهم لم يكونوا سلميين، بل اعتدوا على كثير من أهل السنة واستولوا على مساجد ليست لهم، واستعملوا الأسلحة كما يفعل البلطجيون في اليمن وفي مصر وغيرها ضد كثير من المستضعفين من أهل السنة!».
وهذه الأخرى هي أم الأباطيل وفرية لا تليق أن تصدر  من شيخ يشغل منصب "رئيس اتحاد علماء المسلمين" يقولها بلا حذر أو مصدر، ومن على منبر صلاة الجمعة وفيها ما فيها من الشحن الطائفي الذي يستثير العصبيات المذهبية، وكأنا والحالة هذه  في حرب جاهلية أو وكأني بالشيخ القرضاوي يشحن الناس لحرب "التحرير المقدسة" لكن ضد من! ضد اخوانهم المسلمين الشيعة. ولم يعد بينه وبين شيوخ الحركة الوهابية التكفيرية من مسافة أو فرق يذكر...
أقول إنه من العيب بل من الحرام يا "صاحب الفضيلة" أن تكذب دونما برهان أو إن تدعي دوما دليل وتتهم بلا بينة.. سوى إن اخوانك (مجهولون) كانوا على حد زعمك قد نقلوا لك ما افتريته، والذي يتعارض مع كل الصور والمشاهد الحية التي نقلتها كل وسائل الإعلام المرئية. حيث نقل الإعلام صور ومشاهد لمظاهرات ومسيرات شعبية شيعية سنية، بشعارات وطنية، شارك فيها الرجال والنساء الشباب، بشكل سلمي، دونما تكسير أو حرق أو تخريب للممتلكات العامة أو الخاصة، رافعين الإعلام البحرانية، ويوزعون الورود على رجال الأمن وشرطة مكافحة الشغب الذين قاموا بدورهم برد التحية الحسنة والسلمية للمتظاهرين بأسوء منها بما يتعارض مع الحديث النبوي، حيث قام الأمن والجيش بقتل المتظاهرين بالرصاص الحي ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى وقمعهم بشكل بربري، في غزوتي ميدان اللؤلؤة ومداهمة مستشفى السلمانية لقتل وخطف الجرحى والمصابين الراقدين للعلاج بعد أن منع من قبل المئات من الوصول اليها لنيل العلاج وهو ما أدى إلى استقالة وزير الصحة البحراني. واردف النظام بأنزال الجيش بدباباته ومدرعاته والياته الثقيلة إلى الشوارع لإرهاب الناس وقمعهم. ولم يكتفي بذلك بل قام بأنتهاك سيادة ألبلد وفتحها للقوات الأجنبية الغازية التي أحتلت البحرين منذ أيام وما زالت ترتكب المجازر بحق أهلها بشكل طائفي سافر.
ولم يسمع أو يشاهد أحد غير "اخوانك مجهولي النسب" بأن قام الشيعة في البحرين بأحتلال مساجد ألسنة هناك! أو انهم استخدموا الأسلحة وهم العزل. حيث وكما نقل العالم قام بلطجية نظام قائممقامية الوصاية والإحتلال السعودي في البحرين بأستخدام الأسلحة النارية والبيضاء في الإعتداء على المتظاهرين، وهذا ما اعترفت به وزارة الداخلية هناك في بيانها حول مسيرات الرفاع السلمية، وهي بذلك تكذب "اخوانك" وفريتك يا فضيلة الشيخ. كما شاهدنا أفلام الفيديو التي تصور قتل الأمن لمواطن أعزل ودهسه بالسيارات ومن ثم قامت صحيفة "ايلاف" السعودية بنشر الخبر بشكل كاذب على أنه جموع تقتل شرطي! كما شاهدنا كيف قام مرتزقة امن النظام بلباسهم الرسمي بتكسير سيارات عائدة إلى مواطنين مصفوفة في مواقف عامة خالية لا أحد فيها أو حولها. 

4. ويختم الشيخ القرضاوي خطبته قائلا :«ومن أجل هذا، لم أتحدث لأني لا أجد نفسي حرا تماما، ولا أجد عندي المعلومات الكافية عما يحدث».
وهنا لا يمكننا سوى ابداء الإستغراب يا فضيلة الشيخ! فكيف بك والحالة هذه تقول ما قلت أعلاه من أكاذيب وفي الختام تعترف بأنك لا تجد نفسك حرا تماما! ولا تجد عندك المعلومة الكافية عما يحدث! 
فقلي بربك أذن علاما بدر منك ما بدر وقلت ما قلت وانت غير الحر في نفسك، المفتقد للمعلومات الكافية التي تؤهلك للدخول في هكذا موضوع؟ وانت الذي تجاور "الجزيرة" التي نقلت بدورها ما يناقض اقوالك ويدخلها في خانة الأكاذيب، رغم كل ما بذلته القناة وتبذله من جهد متعمد للتشويه والتعتيم على ثورة البحرين، ورغم مشاركة القوات القطرية في احتلال البحرين.

وعليه فأنك يا فضيلة الشيخ قد افتريت دونما دليل وباعترافك أنت، واقوالك ناقده بعضها الأخر كما أوردنا أعلاه. بالإضافة إلى إن ما سقته يا فضيلة الشيخ من جملة التحريض الطائفي يتناقض هو الأخر مع ما نقلته وسائل العالم من صور ومشاهد، ومن جملتها جارتك قناة "الجزيرة" وبذلك تكون يا فضيلة الشيخ القرضاوي قد كذبت عامدا أو جاهلا ومن على منبر الجمعة وعلى الهواء مباشرة. وانت الإدرى من غيرك بعاقبة الكذب والكذابين. لذلك ننصحك أن تكون التائبين التوابين عسى الله أن يغفر لك ما بدر منك. وان لا يكون دليلك هو "ألولو" .. لأنها تصلح للمسرحيات وليس للمنابر.

وفي الختام قد يتبادر السؤال التالي إلى الذهن، وهو لماذا يحل الشيخ القرضاوي للأخرين ما يحرمه على الشيعة سواء اكانوا أغلبية أم أقلية في بلدانهم وحتى لو كانوا تحت القمع الممنهج؟
الجواب الذي لا مناص منه وللأسف هو الطائفية المقيتة. وهو بذلك قد رسخ ما حاول فاشلا إن يدفعه عن نفسه لجهة قوله إن "متهم بالكره للشيعة" وهو بعد هذا مذنب بالدليل وليس متهم بالتحليل.  
والله من وراء القصد.

 

19.03.2011
 

* صحفي وكاتب عراقي.
 

 

free web counter