| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى الأدهم

 

 

 

الخميس 17/1/ 2013                                                                           


 

لعيون الوطن: الأغلبيـــة البعثيــــة !

مصطفى الأدهم

في برنامج "لقاء خاص" على فضائية "العربية"، صرح فضيلة الشيخ أحمد عبدالغفور السامرائي، رئيس ديوان الوقف السني، ان " ٧٠ الى ٨٠ بالمئة من الشعب العراقي كانوا أعضاء في حزب البعث، فماذا نفعل بهم؟ ". بداية، لا أعلم على ماذا إستند الشيخ السامرائي في تصريحه هذا. ومن أين له هذه الأرقام. وما الفرق بينها وبين تصريحات الهارب عزت الدوري، الذي مازال يعيش في أوحال مستنقع البعث ويصورها على انها "جنات تجري من تحتها الأنهار" وان "كل الشعب العراقي مع البعث الا صفحة الغدر والخيانة والزمرة الانفصالية". ان القول بأن ثلاثة أرباع الشعب العراقي كانوا أعضاء في حزب البعث، يعني ان البعث يمثل الأغلبية الساحقة التي تفوق أغلبية الثلثين في العراق. فعلام إذن كانت الانتفاضات ومنها الشعبانية؟ وضد من كانت مجازر حلبچة والأنفال والمقابر الجماعية؟ ـ ان كانت غالبية الشعب بعثية!. وهل تستطيع أقلية بالكاد تناطح الربع ان تجتث من يفوقها حجما بثلاثة أضعاف؟ نعم، في حالة واحدة؛ لو كانت هذه الأقلية إستبدادية على الطريقة الصدامية. ما يعني تشويه صورة الشعب العراقي وديمقراطيته الوليدة.

ان احصاءات الشيخ السامرائي استفزازية ومهينة للشعب العراقي ونضاله ضد الفاشية البعثية واستخفاف بدمائه الزكية التي أريقت في مقارعته للبعث. فالشعب العراقي ليس قطيعا ضربت عليه الذلة والخنوع حتى يدخل في صفوف البعث أفواجا؛ "تقية" و "نقية". ويحق لنا ان نتساءل لمصلحة من يقزم الشيخ السامرائي الشعب العراقي وفي المقابل يضخم خصمه حزب البعث؟ وهل يصح لرجل دين في مركزه ان يأتي بنبأ اقل ما يقال عنه انه غير صحيح البتة؟ والى متى ستبقى قضية البعث والبعثية كقميص عثمان ترفع في وجوهنا وتصور على إنها "كربلاء" جديدة؟ أما آن لها ان تحسم وتغلق بعد عقد من سقوط نظامهم البائد الذي لم ينهي جرائمهم فتحالفوا مع الارهاب الوافد؟.

ان ما في العراق من عزل سياسي للبعث ليس بدعة. فهو مطبق في ألمانيا وإيطاليا، والنمسا تحظر على آل هابسبورغ الترشح. وها هي دول "الربيع العربي" تستنسخ "الصيغة العراقية" فتشرع وتطبق قوانين "العزل السياسي" في ليبيا وتونس ومصر بحق أركان الأنظمة السابقة والأحزاب التي كانت حاكمة هناك. فلا يعترض الشيخ السامرائي، ولا تندبهم "الجزيرة"، ولا تبكيهم "العربية"، ولا تلطم عليهم "الشرقية"، فلماذا حلال على تلك الدول وحرام على العراق الجديد؟ ـ مع الفرق الشاسع بين جرائم البعث والحزب الوطني في مصر. ما قاله الشيخ السامرائي يفوق بأضعاف ما قاله هارون محمد في البعث. فهل يصحح الشيخ خطئه؟ ـ أم يصر عليه وفي الوقت نفسه يعظ غيره عن فضائل العودة عن الخطأ والتصحيح والإصلاح؟. كيف يحب الشيخ لأخية ما لا يحبه لنفسه !. قالوا؛ الإعتراف بالخطأ فضيلة. ونقول؛ الإعتراف بالخطأ لعيون الوطن فضائل.

 

 

* صحفي وكاتب عراقي.

free web counter