| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى الأدهم

 

 

 

الأثنين 14/1/ 2013                                                                           


 

لعيون الوطن: التحالف الوطني.. تراصوا

مصطفى الأدهم

لا يمكن ان تستقر العملية السياسية، ولا يتحول اقتراح حل البرلمان وتحويل حكومة (الشراكة الوطنية) الفاشلة، من "مخدر موضعي" الى مشروع حل، بتشكيل حكومة أغلبية سياسية متجانسة وجامعة للتمثيل المجتمعي، ترتكز على أغلبية نيابية مستقرة ومتفاهمة وداعمة لها، توفر الدعم التشريعي وفقا للبرنامج الحكومي، إضافة الى ممارسة الدور الرقابي البرلماني، أقول لا يمكن الوصول الى هذه المرحلة و(التحالف الوطني) على ما هو عليه اليوم والأمس من حالة "الإتفاق على الأختلاف" - بصيغة اقرب ما تكون من "الحرب الباردة" - التي تزداد سخونة بين ركنيه (إئتلاف دولة القانون) و (الإئتلاف الوطنيِ) ونرى إرهاصاتها تتجلى من خلال جروح اللكمات، ومن بين سطور الكلمات، وتناقض الخطابات، وأستفحال المزايدات.

فالأول؛ لا يلتفت الى الثاني إلا في الأزمات أو المخاطر التي تهدد بقاء الحكومة. والثاني؛ يبدو انه او بعضه يلعب "التكي" بالقفز من طاولة مجلس الوزراء الى منصة المعارضة، أو بالأحرى وضع رجل هنا، وأخرى هناك، بعد أن أصيب بفيروس "إزداوجية الأداء" الذي ورثته (العراقية) عن والدتها (جبهة التوافق). الفيروس الذي يبدو ان عدواه قد إنتقلت من (العراقية) الى (التحالف الوطني) و (التحالف الكوردستاني). مع الأخذ بعين الإعتبار ان (العراقية) "مسيّرة" والبقية يفترض إنها "مخيّرة".

ان ازدواجية الاداء ممثلة في ممارسة الأضداد - السلطة والمعارضة - في آن واحد، تناقض فطري، محصلته عدم الإنتاج. فكلاهما معرقل ومعطل للآخر وليس مكملا له.

قبل الإقدام على حل البرلمان وتحويل الحكومة الى تصريف الأعمال، يتوجب على (التحالف الوطني) الأتفاق على مبادئ وأساسيات المرحلة المقبلة المتمثلة بالدورة البرلمانية القادمة، كي يتم التحاور والتفاوض والتحالف على ضوئها. وفي المقدمة السؤال الأهم؛ هل ستكون حكومة أغلبية سياسية أم الإستمرار في عملية إعادة تدور الفشل الممثل بصيغة "الشراكة الوطنية"؟.

ما لم يحسم (التحالف الوطني) هذا الموضوع داخليا، ويتفق على إجابة له، بوصفة؛ الكتلة النيابية الاكبر، والممثل للغالبية الشعبية وأغلبية القوى الناخبة، لن تكون الانتخابات المبكرة سوى عملية ترحيل لسلة الأزمات الى البرلمان القادم، وسنشاهد حينها مسلسلا مشابها لمسلسل عملية تشكيل هذه الحكومة وما تضمنته هذه الدورة البرلمانية من أزمات.

(التحالف الوطني).. لعيون الوطن؛ رصوا صفوفكم يرحمكم ألله.


"الحقيقة" العراقية

 

* صحفي وكاتب عراقي.

free web counter