| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى الأدهم

 

 

 

الثلاثاء 12/2/ 2013                                                                           


 

ما الغريب في خطاب النجيفي ؟

مصطفى الأدهم

إستغرب، وإستهجن، وأدان البعض من القوى السياسية الخطاب الاخير لرئيس مجلس النواب، اسامة النجيفي. وبصراحة؛ نستغرب إستغراب هذا البعض السياسي من خطاب النجيفي الأخير، وما قبله، وما سيلحقه!.

أين الجديد في أن لا يحترم النجيفي منصبه كرئيس لمجلس النواب الذي يفترض انه يمثل كل الشعب العراقي؟ وما هو الغريب في أن لا يرتقي النجيفي لمصاف أنصاف رجال الدولة ويقدر وضعه الدستوري، وانه ليس رئيساً لحكومة قد تكون محكومة بأكثرية او أقلية، ولا هو رئيس لكتلة نيابية، بل انه رئيس لبيت الامة ونوابها؟
وهذه مسؤولية وتكليف أكبر من ان يتحملها كاهل النجيفي المثقل بأعباء مطالب "الأشقاء" الأتراك والقطريين والسعوديين، والكل يتذكر الفيديو الفضيحة الذي سجله سرا للنجيفي، المدان الهارب طارق الهاشمي، حيث اعترف الأول أمام الثاني بالضغوط التي يمارسها عليهم "الأخوة" في تركيا والخليج.

ان الكتل والشخصيات السياسية التي إستغربت وإستهجنت خطاب النجيفي هي من شاركت في إيصاله الى سدة رئاسة مجلس النواب وهي تعلم علم اليقين عدم حياديه، بل وتحيزه القومي والطائفي والمناطقي. وشاهدت، وشهدت على ذلك أيام توزيره، ونيابته؛ في الدورات السابقة.
حتى انه لم يركن الخطاب الاعلامي المتشنج والطائفي الا قبل أيام من صفقة الرئاسات الثلاث.. وها هو اليوم يعود لسحبه من الرف كمل فعل من قبل خلال رئاسته غير الموفقة للبرلمان.
خطاب النجيفي التحريضي والمتشنج لايختلف عن خطاب وأداء القائمة "العراقية" بكتلتيها؛ النيابية، والوزارية. وإيحاءاته الطائفية، وايماءاته المناطقية؛ جزء لا يتجزأ من خطاب "العراقية" السياسي والاعلامي.. فما الجديد اليوم؟
يفترض بمن يعترض على أداء، وخطاب النجيفي ان لا يكتفي بالشجب الاعلامي ويتجه الى العمل البرلماني لازاحته عن رئاسة مجلس النواب.
فمن يمتلك الشجاعة لخوض هذه المعركة القانونية تحت قبة البرلمان، لا على منصة المؤتمرات الصحفية في القسم الاعلامي لمجلس النواب؟

 

* صحفي وكاتب عراقي.

free web counter