| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى الأدهم

 

 

 

الثلاثاء 11/10/ 2011                                                                                                   

 

آل سعود .. العائلة المرتشية 

مصطفى الأدهم *

في كشف جديد، عن فضيحة جديدة، أماطت صحيفة "صاندي تايمز" اللندنية اللثام عن عملية رشوة كبرى تقدر ب (أحد عشر مليون جنيه استرليني) اعطيت لأعضاء العائلة المستأثرة بالحكم في السعودية، من قبل شركة "بي جي تي" المتخصصة بالإتصالات، وهي واحدة من فروع شركة "أي أي دي أس" ومقرها في لايدن، هولندا، ضمن العقد الذي وقعته الشركة بقيمة ملياري جنيه استرليني لتحسين أنظمة الإتصال في القصور الملكية والحرس الوطني السعودي. حيث كشف أن الشركة في الرياض حولت أموالا إلى جزر كانيان لحسابات مسؤولين سعوديين، ثم حلت تلك الرشى إلى حساباتهم المصرفية في سويسرا.

الخبر أعلاه، هو عبارة عن نسخة مصغرة من فضيحة صفقة "اليمامة" المليارية - العسكرية مع المملكة المتحدة، والتي فاحت منها رائحة الرشى ذات الوزن الثقيل، وانتشرت في ارجاء العالم، حتى كانت الفضيحة بجلاجل عن الراشي الإنجليزي والمرتشي أعضاء عائلة آل سعود، ومنهم سلطان عبدالعزيز - وزير الدفاع. لكن، توني بلير، رئيس الوزراء السابق، هو من لفلف الفضيحة، دون نكرانها، والداعي كان "المصحلة البريطانية العليا" - بعد تهديد سعودي بقطع العلاقات.  

واليوم، فاحت ذات الرائحة؛ الجديدة - القديمة، والراشي هي الشركة المتعاقدة، والمترشي هم آل سعود. والتعتيم الإعلامي، هو ثالثهما (كما العادة). فالإعلام السعودي الموجه، عمله التلميع للصورة الكالحة لنظام القرون الوسطى، وفق كراسات وزارة الإعلام، وان حاد كان سوط "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" بانتظاره، لأعادته إلى جادة "الصواب".
أما الإعلام السعودي غير الرسمي، أي الإستثماري، فما هو ألا الحصان الرابح - الذي يراهن عليه هذا النظام في عملية تلميع الصورة والترويج لها في المنطقة وحتى على المستوى الدولي. لذلك، وامام "هيبة" الريال، يتبين زيف الشعارات كالمهنية، الموضوعية، الحيادية  واخواتها ... التي تتنطع بها قناة "العربية" في تغطيتها للأخبار والتي لا تشمل بأي حال من الأحوال أخبار "المملكة" - والمقصود هنا، هي الأخبار الحقيقة ومنها خبر هذه الفضيحة، وليس أخبار الدعاية والترويج، المرسلة من وزارة الإعلام والديوان الملكي، ك "أستقبل وودع، وكان في استقباله، وكان في وداعه، ورافقه، ووصل بحفظ الله ورعايته" ... وما الى ذلك من "الأخبار" التي يمكن ادراجها تحت بند الإعلانات أو الترويج/ التسويق"
Marketing" - لأن هذه "الكلايش" ليست بأخبار، انما نصوص ترويج وتسويق لأفراد العائلة المستأثرة بالحكم. 

أين "العربية" - من هذه الفضيحة المدوية عن فساد العائلة الحاكمة - أو على أقل تقدير حتى لا يزعل علينا البعض - بعض أفراد العائلة الحاكمة من الأمراء - ولماذا لم تغطي "العربية" الخبر الأكثر من مهم، خصوصا اذا مع قورن بقطعة انشاء ك "وصل خادم الحرمين الشريفين اليوم إلى مطار جدة قادما من الرياض، وكان في استقابله ..... وكان في وداعه ..... وحضر معه ...." !! 
أيهما أهم للمواطن والمشاهد بالاخص السعودي، خبر الفضيحة، الذي يمس حياته، ورزقه ورزق عياله، لأنها أموال الشعب، من ثروة الشعب. وليست هي بأموال "خادم الحرمين" ولا هي ثروته، أو ثروة عائلته. وان قال الإعلام، واللوكية، "مكرمة" عن كل حق يناله المواطن من الحاكم. فقبلهم استخدم صدام ذات الكلمة، وها هو الأن في مزبلة التاريخ هو ولوكيته.

أين "العربية" - من فضح الفاسدين والمرتشين من عائلة آل سعود - وهي صاحبة برنامج " من العراق " والذي تسلط فيه الأضواء على الفساد في البلد. لماذا السرقة والرشوة للمال العام في العراق، تعد فسادا بحسب قاموس "العربية"، وهي كذلك بقاموسي. لكنها، ليست كذلك عند "العربية" عندما يكون المرتشي أمير سعودي!

- أهي العبودية للريال، أم لآل سعود، أم شراكة في الفساد، أم  هي من هذا وذاك؟
الجواب متروك لكم ....

لكني، على جاري العادة، أقول:
كنت اتمنى أن يغطي الإعلام العراقي هذا الخبر، ويفرد له ما يستحق من الوقت والتغطية والمناقشة. لا سيما قناة "العراقية" – كي يساهم هذا الإعلام - غير البعثي، في الحرب الإعلامية غير الشريفة التي تخوضها القنوات العربية "الثورية" ضد العراق الجديد منذ أكثر من 8 سنوات.
لا أدري كم مرة ستراودني هكذا أمنية، حتى يحين وقت تحقيقها ؟!!
 
أنها حقيقة صارخة؛ آل سعود عائلة مرتشية.


http://alquds.co.uk/index.asp?fname=today\10qpt955.htm&arc=data\2011\10\10-10\10qpt955.htm


 


11.10.2011
 

* صحفي وكاتب عراقي.
 

 

free web counter