| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى الأدهم

 

 

 

الخميس 10/11/ 2011                                                                                                   

 

العراق .. المطلوب: صولة فرسان لإجتثاث البعث

مصطفى الأدهم *

لا نبالغ أن قلنا أن البعث هو شقيق النازية. وليس من باب المديح القول، أن البعث هو التلميذ الذي فاق استاذه (الفاشية). فهذا الحزب الإرهابي، لهذا الفكر الإجرامي، عبارة عن حلقة مفرغة من الخير، قائمة على الشر المطلق. ولا داعي هنا للتذكير، بجرائم البعث والبعثية، تجاه العراق؛ بلادا وشعبا. فهي أكبر من الوصف، لهول بشاعتها، واكثر من أن تحصيها هذه السطر.
الأهم أنها مسجلة في ذاكرة التاريخ وحبر أسطرها دم لم يجف بعد. كما لا يفوت الإشارة إلى أن خارج العراق على اتساع أفقه ناله نصيب من وصل البعث الإجرامي. لذلك، لم يكن بالغريب أن يأتي الدستور العراق الدائم لعام (2005) على تحريم حزب البعث، فكرا وانتماء وترويجا..

ومن نافلة القول، أن البعث والصدامية، وما بينهما من نظام بائد أسس لمثلث الموت الذي أهلك الحرث والنسل في العراق. وكان ألسبب في كل ما وصل اليه العراق. وان مثلث الموت هذا، هو من عمق الشروخ الطائفية، واقام السواتر القومية، ونمى الفوارق الجغرافية بين مكونات الشعب الواحد. وأن طبيعة هذا الحزب؛ انقلابية. وجوهر عمله؛ السرية. ووسائله؛ تأمرية. لا يحترم غير القوة، ولا يؤمن بغير الإجرام. ولا يرتكب ألا الحرام. لا يعترف بالديمقراطية. ولا بالتداول السلمي على السلطة. ولا احترام الرأي الأخر.. بل أنه يمقت التعددية لأنها أحد المضادات الحيوية التي تميته.

لفد تغلغل البعث؛ فكرا وافرادا كالسرطان في جسد العراق الجديد، مخترقا مناعة الديمقراطية الوليدة. مستغلا الظروف المحلية، وبمساعدة اقليمية. واحيانا دولية، حتى وصل عتاة البعث إلى مناصب حساسة، وتم استثاء كبارهم من الإجتثاث في سابقة خطيرة أدت إلى تماديهم في حلم العودة، عبر فكرة الإنقلاب واسلوب التأمر، لأنها ذكرتهم "بعفى الله عما سلف" للزعيم الوطني الراحل عبد الكريم قاسم. أن البعث جرثومة يجب الوقاية منها، بدواء الإجتثاث الدستوري، وهذا الدواء بحاجة إلى الإلتزام بتطبيقه حرفيا بلا مجاملة أو أستثناء، كي يعطي مفعوله الناجع في حماية البلد والمجتمع.

لن تتقدم الديمقراطية في العراق، والبعث حي يرزق. ولن تستقر العملية السياسية والبعث جزء ظاهر وباطن فيها. ولن ينعم الوطن والمواطن بالأمن والأمان وللبعث يد لم تقطع بعدالة القانون. فهم لا يؤمنون بالوعود ولا يفون بالعهود وان تبرؤا؛ فما هي إلا تكتيك "ذكي" على قاعدة الغاية تبرر الوسيلة - التي يحترفون.

أن أي سياسي، وأية كتلة، واي حزب، يعمل على اجتثاث البعث حقا وفعلا، دونما مجاملة، أو مهادنة، أو رضوخ لظغوط تحت يافطة "الوحدة الوطنية"، و"اللحمة الوطنية" سوف يرفع من رصديه الشعبي أضعاف مضاعفة، وستكون له الحظوة عند الشارع.. فمحاسن اجتثاث البعث تجب ما قبلها من تقصير.
لذلك، فأن المطلوب اليوم هو، صولة فرسان لإجتثاث البعث. تماشيا مع ما تقدم من رئاسة الوزراء. واهم نقطة في هذه الصولة؛ عدم تكرار الإستثناء أو الإعفاء عن أي بعثي مشهود عليه دستوريا، قانونيا أو شعبيا. لأن الاستثناء كان النقطة السوداء في جبين العملية السياسية. أكلت من الرصيد الشعبي لمن قبل بها. وهذه المرة ستكون هي الفيصل لتحديد اتجاه البوصلة الشعبية.
لتكن المعركة القادمة هي؛ صولة الفرسان لإجتثاث البعث مركزيا ومحليا، على كل الصعد، دون الإلتفات إلى نهيق الناهقين ونعيق الناعقين.

 

10.11.2011
 

* صحفي وكاتب عراقي.
 

 

free web counter