| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ماجد زيدان

 

 

 

الأثنين 9/3/ 2009



المصالحة الوطنية

ماجد زيدان

بعد سقوط النظام الدكتاتوري بفترة قصيرة دعت اطراف سياسية داخل العملية السياسية وخارجها الى تحقيق المصالحة الوطنية وطي صفحة الماضي الاسود واشاعة روح التسامح ونبذ الانتقام، وعفا الله عما سلف. ولكن هذه الدعوة التي هي اقصر الطرق لتمتين الجبهة الداخلية جوبهت بمعارضة قوية بسبب من ثقل جرائم النظام البائد وسعتها ووحشيتها بحق ابناء شعبنا ، واصرار انصار الطاغية على معاداة النظام الديمقراطي ومحاولات استعادة السلطة بأي ثمن. اضافة الى ان حسابات القوى التي شاركت في العملية السياسية لم تتطابق مع الواقع واخطأت التقدير السياسي واندفع بعضها في مسالك وممارسات لم تكن موفقة ولا مطمئنة وحفزت الخائفين على التخندق في مواجهة الحكم الجديد من دون تمييز.

اليوم يخطو رئيس الوزراء في اجتماع عشائر بني وائل خطوة جريئة بالاعلان عن الاستعداد للمصالحة الوطنية مع انصار النظام السابق بشرط العودة الى بغداد.

استغرق الوصول الى هذا الاعلان وقتاً طويلاً وتجربة مريرة دفع المواطنون لها ثمناً باهظاً. فقد عقدت مؤتمرات وحوارات واتخذت توصيات وقرارات، ورغم ان البعض رآها غير كافية وناقصة ، فأنها لم تأخذ طريقها الى الممارسة والتنفيذ، وبقي الصراع على ضراوته، واستخدمت المصالحة وسيلة ضغط ومساومة لانتزاع تنازلات حتى بين اصحاب التوجهات المشتركة.

الان، الظروف ملائمة لتتخذ المصالحة مدى اوسع واشمل، فالعراقيون تصالحوا مع انفسهم ومع بعضهم البعض، بعد ان ادركوا خطر المحاصصة والطائفية على حاضرهم ومستقبلهم ومتاجرة امراء الحرب بدماء ابنائهم ونهب ثرواتهم وتسلل الموت الى بيوتهم، فساعدوا على تحقيق الامن واجراء انتخابات حملت اتجاهات التغيير.

المصالحة الوطنية ليست بالامر الهين ولكنها ممكنة وواقعية اذا احتكمت القوى الى الديمقراطية وغذ السير نحو الاسراع في بناء الدولة المدنية العصرية على اساس المواطنة واحترام القانون والتقييد بأحكامه والخضوع له وملاحقة منتهكيه والخارجين عنه.




 

free web counter