| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ماجد زيدان

 

 

 

الأثنين 6/7/ 2009



ضغوط بايدن

ماجد زيدان

اوكلت الادارة الاميركية مهمة متابعة الملف العراقي بتفاصيله المتشعبة ومراقبة التقدم على الصعيد الداخلي الى نائب الرئيس الاميركي جوزيف بايدن ، على الرغم من انه لايحظى بشعبية بين السياسيين العراقيين لانه طرح فكرة تقسيم العراق الى ولايات ثلاث على اساس مذهبي وقومي .

وهذه انتقالة في ادارة الملف العراقي وتركيز على الجانب السياسي في المرحلة المقبلة بعد الانسحاب من المدن ، مصحوب بتحذير من عدم التدخل اذا انتكست الاوضاع الى حرب طائفية جديدة ، اي انه لامجال الا لتقدم العملية السياسية . كما انه اكد مجددا دعم بلاده وتشجيعها على حل الملفات العالقة ، وان الولايات المتحدة ملتزمة بتنفيذ تعهداتها والانسحاب التام في موعده لاريب .

وهذا يعني انه امام القوى السياسية العراقية عام ونصف لاستكمال بناء مشروع الدولة . هذا ما رشح عن المباحثات بين الجانبين الاميركي والعراقي والرسالة واضحة واكدها اكثر من مسؤول في الدولة .

ان ضغوطا اميركية ستمارس على النخب العراقية . فهي المعنية بايجاد الحل والدعم الاميركي مشروط بممهدات في المقدمة منها تحقيق المصالحة الوطنية المختلف على اطرافها ومضمونها ، وتأكيد لهذا الضغط ستضيف واشنطن مؤتمرا للمصالحة قريبا بدلا من ان يكون في بغداد التي هي ادرى بتضاريس قواها وكتلها السياسية .

ان الملفات المطلوب حلها على نوعين الاولى منها داخلية خاصة بالعراقيين ولكن هامش المناورة فيها يقلصه الضغط الاميركي ويمكن ان يلقوا فيها تشجيعا وافكارا قد تسهم في الوصول الى توافقات سريعة بشأنها كالعلاقة بين المركز والاقليم وقانون النفط والغاز والتعديلات الدستورية . . الخ . ولكي لايفسح المجال للتدخل في الشؤون العراقية او التسليم لها على الجميع ان يظهر مرونة كافية والتزحزح عن مواقفة وطرح افكار بديلة تقدم تنازلات متبادلة فيها لتجنب الاكراه على الحلول التي لن تدعم الاستقرار على المدى الطويل . والثانية تتعلق بالتعويضات والديون والخروج من البند السابع . .

على ما يبدو ان ذلك ربط ايضا بتحقيق المصالحة الوطنية. ويتوقف على الجهد الاميركي والدعم الشيء الكثير ، فهي تمتلك امكانات كبيرة ووسائل وعلاقات مؤثرة للمساهمة الفعالة والرئيسة على الاخرين . وهذا ما ينبغي ان ينصب عليه التركيز للمعاونة في تجاوز مخلفات الدكتاتورية وازالة آثارها في المحيط الاقليمي والدولي .

ما يثير الاستغراب ان هناك اطرافا ماتزال تنتقد الزيارة والدعم الذي تقدمه الادارة الاميركية او حتى مشاركتها المطلوبة في الحلول في المشاكل التي نجمت عن الاحتلال وهذه الاطراف لا تكلف نفسها وقف وضع العصي في عجلة العملية السياسية وتوفير ما يساعد على الاستغناء عن هذا الدعم وتنمية المقومات الوطنية للاعتماد على الذات والكف عن اشغال اجهزة الدولة بما هو ضيق وفي محاولة جني المكاسب على حساب المصلحة العليا للبلاد التي هي من مسؤولية جميع القوى تحقيقها والتنافس في اطارها على افضل الوسائل للوصول اليها .







7/2/2009
 

free web counter