| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ماجد زيدان

 

 

 

الأثنين 4/5/ 2009



تعيينات وكلاء الوزارات وسفراء المحاصصة

ماجد زيدان

ما تزال قائمة المرشحين لاشغال مناصب وكلاء الوزارات والسفراء لم تقر في مجلس النواب الجهة المسؤولة عن تعيينهم . ويتهم بعض النواب ان هذه التعيينات التي تمت غير قانونية لانها لم تمر عبر المجلس او ان بعض الاطراف تشعر انها غبنت وحصتها اكبر مما اعطي لها . المشكلة في ان هذه التعيينات افتقد بعضها ان لم نقل كلها لمعايير الخبرة والكفاءة والتخصص لانها جرت على اساس داء المحاصصة مما اثر في الاداء الحكومي والسلك الدبلوماسي .

ونترك الحديث عن الاداء الاداري في دوائر الدولة ، لان المواطن يلمسه يومياً ويكوى بناره ، وتشهد عليه الطوابير المتجمعة امام مكاتب الدوائر الرسمية والموظفين الذين ينظموها لانجاز المعاملات والمعاناة من اهدار الوقت والمال والاضطرار الى سلوك مسالك غير شرعية للحصول على الحق وبالتالي نمو جذور الفساد عميقاً . اما الملاحظ على سفاراتنا في الخارج ، فان كسر العزلة الدبلوماسية وعودة العراق الى المجتمع الدولي جاءت من المركز ، اي من الحكومة الاتحادية ، والانعطافة احدثتها زيارات الوفود الحكومية المتكررة الى عدد من البلدان ، وليس عن عمل مؤثر ومحسوس من السفارات العراقية ، بل ان هذه السفارات حتى العراقيين يشكون من ادائها وتعاملها معهم .

فالمحاصصة المذهبية والقومية انعكست على تعاملها معهم ، ففئات تنجز اعمالها بيسر وسهولة واخرى تقع تحت طائلة الانتظار . فالسفير لطائفته وقوميته وليس لعراقيته لقد صدرت عن الحكومة قوانين واعلنت عن مشاريع ووقعت اتفاقيات ولكن هذه السفارات لاتعطي جواباُ شافياً عند الاستفسار منها ، واغلبها لايلعب الدور الذي يشار اليه او ينسب لها .

ولا غرابة في ذلك فبعد التغيير تمت التعيينات على مبدأ المحاصصة والنفوذ في السلطة ، وكأنك يا أبا زيد ما غزيت ، فالاستبدال جرى من الحزب الواحد الى مجموعة احزاب سيطرت على السلطة وتحكمت بأمرها ، وكل ما جرى هو توزيع الغنيمة على عدد اكبر من المجموعات السياسية . واكثر من ذلك حتى الاعداد للكوادر الجديدة في المعهد الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية يتم على اساس المحاصصة بين الاحزاب الحاكمة وحصره بالابناء والاقارب والذوات الجدد ، وعلى مبدأ الاقربون والمحاذيون اولى بالمعروف .

ان بناء دولة وجهازها الاداري على هذه الاسس والشاكلة لن يكون متيناً ومنتجاً ، بل انه يحمل في داخله بذور تفسخه واهترائه اذا كان ولا بد من تمييز لبعض الشرائح فلا يجوز مطلقاً ازاحة العناصر الضرورية للاداء في حده المطلوب ، فالتفضيل ممكن ولكن على ان لايكون سائباً ومؤذياً للمصلحة العامة .



2/5/2009









 

free web counter