كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

الثلاثاء 3/3/ 2009

اين نوابنا من منهج الراشدين عمر وعلي (رض) ماجد زيدان بعد ان عجز عن ايقافه دعا احد النواب مجلس الرئاسة الى نقض القانون الذي تقدم به مجلس النواب لاضافة مكاسب جديدة لاعضائه منها منح عوائلهم جوازات سفر دبلوماسية وقطع اراض وزيادة رواتب حماياتهم وكان القانون قد نقض في المرة الاولى من مجلس الرئاسة، الا ان المجلس مرره مرة ثانية. في الوقت الذي تعاني البلاد من أزمة حادة جراء انخفاض اسعار النفط والبحث في موازنة تقشف، وشد الاحزمة على البطون وقلصت الحكومة فيها الى درجة كبيرة التعيينات في قطاع الدولة والنفقات والاستثمار في مشاريع جديدة يقر امتيازات جديدة لاعضائه على حساب الفقراء والمعوزين من ابناء شعبنا الذين لا يجدون مأوى ولا طعاماً وكساءً. اذا كان المجلس ممثلاً للشعب ويشعر حقاً بمعاناة المشردين وسكان الخيام وبيوت الصفيح والمهمشين على تخوم المدن لما اقدم على فعلته هذه. المفارقة ان النواب الذين صوّتوا لصالح منح اطفالهم جوازات سفر دبلوماسية لا يسمعون شكاوى المواطنين من الاجراءات البيروقراطية في الحصول على هوية الاحوال المدنية وشهادة الجنسية وجواز السفر اضافة الى الكلفة التي يتحملونها اثناء مراجعاتهم الطويلة للحصول عليها. اطفال النعمة يمرحون على شواطىء نهري السين والدانوب ويلعبون في ديزني لاند، اما اطفال النقمة يمرحون على حافات المستنقعات والمجاري الطافية ويقفون على القمامة ولا يذهبون الى المدارس. لا احد يعرف لماذا هذه الجوازات الدبلوماسية للاطفال والارحام هل هو استعداد وتحسب للهجرة او الفرار ساعة ما؟ كان المواطنون ينتظرون من النواب الاستجابة لدعوات بأن يتكافلوا مع ابناء جلدتهم الذين تولوا المسؤولية باسمهم بالاقدام على تخفيض رواتبهم غير المسبوقة في اي بلد من العالم قياساً بمتوسط الدخل الوطني لا زيادتها.اين نوابنا من الخليفتين الراشدين عمر بن الخطاب وعلي بن علي طالب (رض) اللذين لم يناما ليلتهما اذا عرفا ان مسلماً جائعاً او مظلوماً الا واطعماه وردا اليه حقه؟ ام انهم ارادوها أبهة والي الشام آنذاك بزعم مباهاة الروم، وحتى هذه ليس هناك مثلها في هذا العصر. اصبح النواب طبقة مستغلة لنفوذها وسلطتها بالتعبير الثوري وامراء وولاة او نبلاء القرون الوسطى الذين يمنحون انفسهم ما ليس من حقهم. ان البلاد ستواجه ازمة اقتصادية طاحنة ستزيد الفقراء فقراً وتدهور احوال فئات عديدة والنواب يثرون ويترفون. ايها الناس ... الاصوات القليلة في المجلس لم تتمكن من وقف القانون، ولكن فعالياتكم واحتجاجاتكم بأمكانها الغائه وحماية المال العام.