| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ماجد زيدان

 

 

 

الأحد 30/12/ 2012

 

تظاهرات علتها العملية السياسية

ماجد زيدان
ssabdula_(at)_yahoo.com

لليوم السادس على التوالي تتواصل التظاهرات في محافظة الانبار واتسعت لتشمل مدن اخرى من البلاد على خلفية ازمة اعتقال حمايات العيساوي التي فتحت ملفات اضافية اخرى وتجديد مطالبات قديمة الا ان التطور الأبرز فيها تهديد الشيخ علي حاتم السليمان باستخدام السلاح إذا لم تستجب الحكومة لمطالب المتظاهرين .
وهو أمر متوقع عندما تهمل الاحتجاجات ، ولكن حذار منه ، فأنه يشكل انفعالا شخصيا وفرديا ، ومغامرة سياسية مخالفة للقانون والدستور .

وهذا انحراف خطير عن الجمع وتطور لا بد ان يكبح من العقلاء من خلال الحوار والاقناع بان قوة التظاهرات في سلميتها وتعبيرها القانوني والدستوري الذي يكسبها تأييداً وتعاطفاً في عمق البلاد وعرضها وطولها لأهمية مطالبها والشراكة فيها ، والمعاناة من ذات العلل .

كلما ابتعدت التظاهرات عن الشعارات الضيقة والتي لا تمثل الا أنفارا وأعدادا ضئيلة ازدادت سعة وديمومة واستمرارية وقطعت الطريق على الذين يشنعون عليها ويتربصون بها ويتهمون قواها بالطائفية وتسيس الاهداف لأجندات خاصة.

واقع الحال ان هذا البعض لا يمكن منعه من الخروج والتعبير عن اهدافه وأرائه ومشاركة الجموع الغفيرة ،ولكن يمكن التأكيد باستمرار والدعوة للجمهور العريض الى تجنب هذه الأقلية والنأي بنفسه عنها، والإيضاح المبين إنها لأتمثل الا نفسها ، وليس هناك من تطابق في الاهداف , وليس من المنطق والمعقول ان تدمغ تظاهرة كبيرة بفرد اومجموعة افراد يرفعون هذا العلم او ذاك .

يمكن للتظاهرة ان تنتهي في كل مرة ببيان يكون الفرز به واضحاً بين التطرف والمطالب المشروعة والمعبرة عن حاجة المواطن التي يتجاوب ويشاطر جمهور من خارج المناطق المحتجة معها وسعيها لتحقيقها، فالفساد آفة يعاني منها كل شعبنا وبلدنا وكذلك مسألة حقوق الانسان وكفالتها وضمانها في كل مكان وزمان ، وتجريم انتهاكها ، إضافة الى الحريات العامة واستقلالية القضاء والمساواة امام القانون والحق في محاكمات عادلة وإدانة واستنكار التعذيب ، وضرورة تكافؤ الفرص والالتزام بالاتفاقات بين القوى السياسية وماالى ذلك من القضايا الاخرى.

إن كثيراً من المطالب يمكن ان تقدم إلى الحكومة ومجلس النواب والقضاء لحلها قبل أي حوار بشأن المسائل الشائكة والمعقدة ,فهي باتت واضحة ومعروفة ومتوافق عليها ، غير انه تم التراجع عنها من دون مبرر سوى محاولات الكسب الضيق ,
كما ان الحوار بحاجة الى اجراءات تعيد الثقة بالجدوى منه وامكانية ان يكون ايجابياً ، وليس للمماطلة والتسويف وإبقاء الأوضاع على ما هي عليه من ترد ،إذا صدقت النيات ,وان لايكون الى مالانهاية وبين طرشان وانما منتج وبناء وهادف للوصول الى حلول .

ان ترك هذه التظاهرات لتخمد ذاتياً ، ومن تعب ,فهذا خطأً كبير ، هذه المرة لن تسلم الجرة ، فالقلوب والعقول تشعر إنها ظلمت وهضمت حقوقها ، إذا أخمدت بوسيلة ما من دون إزالة هذا الشعور , فإنها قد تتفجر في مناسبة أخرى بشكل أقوى واعنف وهو ما شخصه الائتلاف الوطني في بيانه محذرا من تطور التظاهرات المطالبة بالإصلاح والخدمات إلى ما لا تشتهي الحكومة .
 

 

free web counter