| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ماجد زيدان

 

 

 

الثلاثاء 26/2/ 2013

 

عودة التهديد بالتهجير والقتل

ماجد زيدان
ssabdula_(at)_yahoo.com

من نتائج استمرار الأزمات والأوضاع السياسية المتردية استعادت المنظمات الإرهابية والمتطرفة وفي مقدمتها تنظيم القاعدة فعاليتها ونشاطها في عدد من المناطق ، بعد أن طهرتها الدولة في وقت سابق وحاصرت هذه التنظيمات وحجمت نشاطها في أدنى الحدود ,وشعر الناس بالطمأنية والأمان ,وقد ابدوا تعاوناً ملموساً مع الأجهزة الأمنية الذي أثمر عن هذه النجاحات وتحقيق الاستقرار بدرجة ملائمة .

اليوم القاعدة وتنظيمات اخرى تتحرك علنا وتوزع منشورات وتتجول بحرية , وبعضها يتدرب بمعسكرات معلومة , حتى إن القوات الأمنية شنت هجمات على بعضها وتأكدت ان هذه التنظيمات استعادت بعض عافيتها .

من المحافظات التي ابتليت بالإرهاب مرة أخرى وبان عليها بشكل ملموس ديالي وبغداد التي وزعت خلال الآونة الأخيرة فيهما منشورات تهدد بالتهجير والقتل وتتوعد كل من يتصدى لها محاولة اعادة الاوضاع إلى ما كانت عليه قبل سنوات .

ويلقي المواطنون اللوم على ضعف الاجهزة الامنية وقلة خبرتها في ملاحقة هذه المجموعات التي تستغل الأجواء السياسية المأزومة او تصريحات بعض السياسيين المثيرة للطائفية والفتن. هناك حاجة ماسة الى بذل جهود استخبارية حثيثة ليكون التحرك الامني على اسس صلبة محققة لنتائج ايجابية تردع القتلة والارهابيين .

الواقع ان عودة الارهاب والطائفية الى البلاد اصبح معروفاً ومعلوماً لكبار المسؤوليين في الحكومة , وهاهو رئيس الوزراء يعترف بذلك وفي اكثر من تصريح , ولكنه عزا ذلك الى الغليان من قبل المتطرفين والمتشددين في المنطقة ، وقد القت هذه الموجة من الارهاب بظلالها على العراق ، ولكن هذا التفسير لوحده غير كاف ,فمن اسباب انتعاش الارهاب وتزايد عملياته الاجرامية التوترات السياسية والصراعات الحادة والتجاذبات على كل شيء ، التي تقدم أفضل الظروف لهذه القوى لتنشط وتفعل عملها وتتحرك في وضح النهار من دون خوف من الأجهزة الأمنية .!

من مقدمات تحقيق الامان والامن السير وفقا لنهج وسياسة تراعي مصالح اوسع فئات شعبنا والعمل على مصالحة وطنية حقيقية ، وتخفيف المعاناة والحرمانات التي يعاني منها الشعب , وتلبية مطالب المتظاهرين المشروعة وبالسرعة المطلوبة التي تعكس جدية لاستعادة الثقة بالحكومة وبافاق العملية السياسية الواعدة , الأمن لا يتحقق إطلاقا بإتباع الإجراءات البوليسية لوحدها فقط ، هذه مسالة أدركتها الحكومة وخبرتها منذ مدة طويلة ، بل الناس أينما كانوا يتحدثون بذلك ,لابد ان تكون هناك خطوات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية ونفسية وخدمية تصاحب ذلك بل تتقدم عليه لإسقاط الذرائع والحجج وإزالة السخط والتذمر من السياسات الفاشلة التي لم تجني منها المواطن اي مكسب .

مطاردة عناصر تنظيم القاعدة من مسؤولية الحكومة ولا يشفع لها تبرير اخفاقها بإلقاء اللوم على الظروف السياسية فهي مطالبة بان تخلق الاجواء المناسبة لاداء عملها .
 

 

 

free web counter