| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ماجد زيدان

 

 

 

الأثنين 24/12/ 2012

 

الحكومة على شفا الانهيار

ماجد زيدان
ssabdula_(at)_yahoo.com

تصاعدت حدة توتر العلاقات بين بعض اطراف الحكومة والعملية السياسية وتفاقمت المشاكل وتعمقت الاختلافات ولا يبدو ما يلوح في الافق حلحلة الازمة ، بل انها تشتد وتستعر ، ويجري نفخ في الجمر الذي يتلظى تحت الرماد.

فيما نفى رئيس الوزراء علاقته بمداهمة مقر وزارة المالية ومنزل وزيرها واعتقال حمايته جميعا ، وان القضية قانونية وتتعلق بالارهاب ، كان العيساوي يتهم المالكي بقيادة عصابة وانتهاك القانون والدستور ومحاولة تصفية الخصوم وشبهت القائمة ما حدث مع العيساوي بما حدث لطارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية السابق .

كما دعا رئيس الوزراء الى الاستقالة ومجلس النواب الى حجب الثقة عن الحكومة لان الاول لم يتصرف كرجل دولة ، على الرغم من أن المالكي اصدر امراً بالتحقيق مع قوة المداهمة لسوء تصرفها في تنفيذ الواجب .

الواقع ان الحكومة على شفا التصدع والانهيار للفشل الذي تعانيه على مختلف الصعد ، وعدم قدرتها على تفكيك الازمات واعادة الثقة بين الشركاء .

ان الحكومة تعاني من خلاف مستمر بين المركز والاقليم ليس على المادة 140 لوحدها وانما على جوهر بناء الدولة ومجموعة من قوانين الهامة والرئيسة لهيكلتها وتباين في تفسير الدستور ، والاهم فقدان الثقة بين الشركاء .

كما ان الخلاف طال التيار الصدري الذي يتظاهر مندداً بسياسات الحكومة وبالموقف منه وهو شريك رئيس في الائتلاف الوطني والعملية السياسية ويبدو ان المسائل قد وصلت الى نقطة اللاعودة .

ومما تعانيه الحكومة ايضا الانتهاكات المستمرة لحقوق الانسان في السجون والمعتقلات ووقوع حالات اغتصاب وتعذيب ووفاة بعض المعتقلين في السجون وإضرابات عن الطعام ، حتى إن ممثلية الامم المتحدة في بغداد والمفوضية السامية لم تستطع الصمت عنها واثارتها علنا في المؤتمر الاخير لحقوق الانسان ، والاخطر في الفلتان ان ضابطا اغتصب فتاة بعد اختطافها في داخل الثكنة العسكرية في حادث له دلالته فيما وصلت اليه الأمور من استهتار .

وعلاوة على ذلك يضرب الفساد أطنابه في كل المفاصل وبلغ درجات غير مسبوقة في صفقة السلاح الروسية ، وادعاءات جديدة بخصوص صفقة الطائرات الامريكية وغيرها .

وفي المدن والمحافظات ، المرجل يغلي ووصل الى درجة حرجة ، فليس هناك من يوم لا تتم فيه تظاهرة تذمرٍ واستياءٍ تطالب بتوفير الخدمات الغائبة والإيفاء بالوعود الانتخابية او انصاف المتقاعدين وايجاد فرص عمل وتعديل الرواتب لمواجهة الغلاء الفاحش ، وهي تعبر عن الغالبية الكبيرة من السكان .

ان هناك الكثير مما يمكن تعداده لبيان تردي الاحول العامة في البلاد ولكن المجال لا يتسع اليه، بحيث ان دولا بدأت تحذر منه ، واخرها الرئيس الروسي فلاديمر بوتين الذي اشار الى ان العراق ينهار واقليم كردستان شبه مستقل ويتمتع بسيادة ..

هذه العوامل وغيرها أكلت من الحكومة ونخرتها وتؤجج الطائفية من جديد والتي قد تؤدي الى فوضى عارمة اكثر مما هي عليه الان وربما تقسيم البلاد أو احتراب مكوناتها واحتراقها على حساب المواطنة .

لابد من حلول جذرية من خلال اجراء انتخابات مبكرة لعلها تفرز خارطة نيابية جديدة او اعادة تأليف الحكومة على اسس صحيحة ديمقراطية وتحالفات مختلفة بعد استعادة الثقة بين قواها السياسية واستبدال بعض الوجوه المتشددة والمتطرفة في مواقفها السياسية والتي تنصلت عن مبدأ الشراكة والتوافق .

 

 

free web counter