| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ماجد زيدان

 

 

 

الأربعاء 22/4/ 2009



انتصار المحاصصة

ماجد زيدان

انتهت ازمة اختيار رئيس البرلمان بعد مرور اربعة اشهر لصالح الحزب الاسلامي، كان من الممكن ان تفض من جلسة واحدة لو جرت على غير مبدأ الحصص. ليس من اعتراض لدى المعترضين على شخص الدكتور اياد السامرائي ولا عن كفاءته ، وانما على المبدأ الذي ينفي قولاً ويكرس فعلاً وعملاً .

الجميع يدين هذه المحاصصة التي تلعن وتحمل مسؤولية تعثر العملية السياسية والاخطاء والاثام الواقعة على الشعب والوطن ولكنه حين تمس امتيازاته تصبح المحاصصة ديمقراطية وحقاً شرعياً وسلوك كل السبل للتشبث بها، والزعم ان تجاوزها انتهاك لحقوق مكون من المكونات.

ازمة الدستور والمواطنة والتمسك باتفاقات وصفقات خلف الكواليس هي سبب ما نحن فيه من فشل في بعض جوانب مشروع بناء الدولة الحديثة المدنية.

الظاهر في هذه الولاية لمجلس النواب لن نشهد تغييراً مؤثراً وحاسماً في آليات وبنية العملية السياسية، ربما مع المجلس المقبل ستشهد انعطافة اذا ما تغيرت الخارطة السياسية لمقاعده. مع ذلك ان الازمة كان لها فائدة ، وان كانت خطوة صغيرة تمثل في الاختيار من هذا المكون ورفضاً لمبدأ المرشح الوحيد منه.

وايضاً فتحت باباً للنقاش الجماهيري الواسع وكشفت عيوب التركيبة السياسية على حقيقتها من دون رتوش، ازاحت الستار الذي تتلفع به بعض القوى المؤيدة والمعارضة على السواء.

الواضح ان الكتل النيابية الرئيسة لغاية الان غير مستعدة لتخطي المحاصصة في الجوهر، وان كان بعضها قد انتقدها ووقف موقفاً معارضاً الى النهاية ولكن من منطلقات اخرى.

كانت فرصة للتأسيس او بالاحرى لاعادة العملية السياسية لمجراها الطبيعي بتوزيع المناصب على اساس الترشيح الحر لمن يريد من اي لون سياسي او كيان ولكن ضيعتها المحاصصة المقيتة والخوف مما هو آت في الانتخابات المقبلة



22/4/2009

 

free web counter