ماجد زيدان
الأثنين 21/1/ 2013
تظاهرتان ونظرتان ومصلحتان
ماجد زيدان
ssabdula_(at)_yahoo.com
اليوم يتظاهر الشعب بمختلف فئاته وتلاوينه السياسية والاجتماعية محتجا ومطالبا بتوفير الخدمات وتحقيق العدالة بين المواطنين والمساواة إمام القانون ، ويقوم بالتظاهر المعارضون والموالون ويرفعون شعارات متعارضة ومتناقضة وتحاول إطراف تسييسها وإضفاء المشروعية عليها او وسمها ودمغها باللا مشروعية على وفق أجندات خاصة .
المتابع للتصريحات إن بعضا من النواب والجهات تحلل لنفسها ما تحرمه على الغير من دون مسوغات قانونية صحيحة ومقنعة .
فبالأمس اعتبرت التظاهرات التي كفلها الدستور في الانبار والمحافظات الغربية وديالى غير مشروعة وطائفية ، وهي فقاعة وطفح ومدفوعة الثمن وخرجت بتدبير قوى سياسية وأجندات خارجية وبدعم من البعض وما إلى ذلك من الاتهامات ، وفي المقابل خرجت تظاهرات في النجف وكربلاء لم تحظ بدعم من المرجعية الدينية التي دعت الى التهدئة ، واتهمت إطراف باستغلال إمكانات الدولة لتسيير تظاهرات ساحة التحرير يوم السبت الماضي ، فهي لم تكن عفوية مثل قرينتها في الانبار وغيرها ، بل وقيل انها مدفوعة الثمن ، ونظمت لدعم الحكومة ومناوئة مطالب مشروعة .اي كل طرف يتهم مظاهرات الطرف بما يقلل من شأنها .
ويلاحظ ان الاحتجاجات أخذت تتسع وتحظى بالمساندة من فعاليات متعددة بما فيها المرجعية والقوى السياسية التي أكدت على ضرورة الاستجابة للمطالب المشروعة المتوافقة مع الدستور والقانون ، والتي بدأ الجمهور المحتج والساخط على الحكومة يصوغها صياغة عقلانية ومقبولة من أوسع الفئات مما يفوت الفرصة على الذين يحاولون التشويش على حركته للتسويف والمماطلة وغمط حقوقه .
إن التظاهرات تزداد صلابة وتشترك فيها فئات جديدة بما في ذلك النساء ويتصاعد تنظيمها نحو الأفضل ، ولا يلوح في الأفق ما يجعل نهايتها قريبة ، على الرغم من التضييق ومنع لما يمكن المجتمعين في الصمود ، مالم تقم الحكومة بالتعجيل بتنفيذ ما قبلت به والبحث في خطوات وسيطة لما هو يسهل الإجراءات لتطبيق القوانين .
المشكلات عميقة وتطال جوهر العملية السياسية ، فلا بد من معالجات جذرية تمنع وتحظر الارتداد عن الديمقراطية واستئناف مسيرة بناء الدولة على أساس المواطنة ونبذ المحاصصة والطائفية وتحقيق شراكة حقيقية تتيح تفعيل كل الطاقات ، ومغادرة أساليب وبرامج الاستئثار والمساهمة الكاملة في صنع القرار بكل مراحله وتطبيقه .
من المفارقات التي نوردها اخذ نواب سلبا على حق رفع متظاهرين صورا لأردوغان ، وهي مؤاخذة صحيحة ، ولكن في المقابل الجانب الأخر كان رد الفعل عنده اشد حيث استضاف معارضين أتراك في تظاهرات ساحة التحرير .
إن التظاهر حق دستوري وتوفير الحرية للجماهير في التعبير السلمي والديمقراطي ضرورة وواجب وطني ، والتمييز بين كتلة من الناس وغيرها من شعبنا ليس صحيحا ومظلمة جديدة ترتكب بحقهم .
وأخيرا نقول ليس من سبيل لإنهاء الأزمات سوى الاستجابة لمطالب المتظاهرين المشروعة وتخليصهم من المظالم التي يعانون منها .