| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ماجد زيدان

 

 

 

الأحد 21/6/ 2009



الهجوم على وسائل الاعلام

ماجد زيدان

تصاعد خطاب بعض المسؤولين الحكوميين والسياسيين حدة ضد وسائل الاعلام واتهموها بأنها تلهب المشاعر وتسهم في توتر الاجواء بشأن القضايا التي يواجهها شعبنا وبلادنا وتحديداً في مسألتي استجواب الوزراء والفساد! الاتهام الصريح هو دعوة لا تفهم الا على انها توجيه للتضييق على حرية وسائل الاعلام ودورها وحق الحصول على المعلومات الذي هو اصلاً ليس بالمستوى الملائم والمناسب لنظام ديمقراطي يفترض ان تكون وسائل الاعلام السلطة الرابعة فيه.

فالاعلامي يواجه في اغلب الدوائر بالحذر ويجد صعوبة في الوصول الى المعلومة او انها لا تتوفر له. ولا يأخذ حريته في الاتصال بالمصادر التي يرغب معرفة الحقيقة منها، وينظر اليه نظرة شك، هذه شكوى يرددها كل الاعلاميين في مؤسساتهم، فهو مقيد ببيانات المكاتب الاعلامية.

ان مكافحة الفساد ليست مهمة الحكومة لوحدها وانما مسؤولية المجتمع كله، كل من موقعه ووسائل الاعلام في كل الانظمة الديمقراطية تلعب دوراً مهماً ورقابياً وتنبه وتكشف مواقع الفساد وانواعه ومرتكبيه، وتعبئ الناس ضده وتثقفهم بشروره ومضاره وتعمل على توعيتهم بمخاطره.

كما ان الاعلام جهاز لمساندة الاجهزة الحكومية ومجلس النواب في حملة مكافحة الفساد في عامها الذي استبشر به المواطنون خيراً حين طال كبار المسؤولين في الدولة وفهموا بأن ليس هناك من يكون محمياً من طائلة المسؤولية عن اعماله المخالفة للقانون فأن هيبة القانون واحترامه ستتعافى مما اصابها.
ولكن يفهم من التصريحات ان ذلك كان فقاعة خصوصاً انها طالت وستطال رموزاً سياسية في كتل نافذة في السلطة ، وان الحملة على الفساد برسم التأجيل وانها ستكون محدودة.

نخشى ان نعود الى قيم ثقافية تصورنا اننا اسقطناها في نيسان عام 2003، هذه القيم التي أكدت على ضرورة عدم نشر”الغسيل الوسخ” وذلك لان وجود الفساد عند بعض المسؤولين ليس هو الامر المشين في حد ذاته لكن معرفة الاخرين بالفاسدين والجهات التي ينتمون اليها هي العار نفسه.

ان الكتمان ومعالجة الامور بالصفقات مبدأ ثقافي عريق واسلوب تتبعه الانظمة اللاديمقراطية.
وفي عقلية المحافظين الذين يريدون محاربة الفساد ويقتصون من مرتكبيه من دون ان يشاع او يعرف ان الحزب الفلاني والدائرة العلانية ظهر فيها فاسدون ونهابون للمال العام ومزورون ومتعاونون مع الارهاب..
وتغافلوا ان حديث الفساد على كل شفه ولسان ومثلهم مثل النعامة التي تخفي رأسها في الرمال.
اسوار وقلاع يحاول البعض بناءها حول وسائل الاعلام وكبح وتحجيم دورها فيما هي عمود من اعمدة النظام الديمقراطي لا يشمخ الا بوجودها.
نعم ترتكب اخطاء ولكن ساعدوها لتقوم بمهامها وتجاوز صعوباتها وسيجد الجميع فيها صوتاً لافكاره ورؤاه ووسيلة يصل الى المواطن من خلالها  .






 

free web counter