| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ماجد زيدان

 

 

 

الثلاثاء 17/11/ 2009



محاولة اغتيال المربية (صفاء الخفاجي)

ماجد زيدان

مربية فاضلة - لم تكتف بأتقان صنعتها ومهنتها وجديتها مثلما تذكر عنها طالباتها ، بل تربوية بمعنى الكلمة ، صافية ونقية مع نفسها ومع الآخرين ، ليس همها ان توصل المادة واستظهارها فحسب ، وانما تعمل على تغيير انماط السلوك في العمق والجوهر سواء في تدريسها او ادارتها ، لكي يكون التعليم منتجاً ومحققاً لأهدافه المنشودة. فهي متابعة لطالباتها في شؤونهن ومسيرتهن لتترك اثراً كبيراً وواضحاً على مستقبلهن في بناء شخصيتهن وحياتهن.

علمت بأن يداً آثمة امطرتها برصاصات غادرة وهي تغادر المدرسة لتصيبها بجراح خطيرة ، لينتقل الخبر ويصبح حديث اهالي بغداد الجديدة واسفهم واستنكارهم للجريمة ، والتنديد ليس بين طالباتها والاسرة التعليمية فقط ، وانما بين جميع من عرفها مباشرة او بشكل غير مباشر من خلال سمعتها العطرة.

فأنا عندما سمعت بالحادثة البشعة من صديق لا يعرفها وانما سبقته سيرتها التربوية لتتوالى الاتصالات ، فهذا عرف في السوق وذاك في العمل عن النبأ المشؤوم.

لم تكن لها عداوة مع احد ، اينما تحل يحل معها اللطف ودماثة الخلق والتعاطف مع الآخرين والنصائح التربوية في التعامل بمرونة والتحذير من التطرف والعنف في حل المشاكل.

تعاطفت وساعدت المعوزات وتابعت مشاكلهن لتسهل لهن اكمال دراستهن وتشجيعهن على التحصيل والاجتهاد والعناية والالتفات الى ما هو قادم من السنين.

ربما عندما همت (ام فرات) بالخروج من المدرسة كان ذهنها مشغولاً في كيف توفر للغد الدراسي افضل الاجواء وادراك اهداف العملية التربوية او انها تخطط لدرس نموذجي يحقق الفائدة المرجوة ويرتقي بمستوى مدرستها التي كرست كل وقتها اليها.

هكذا عندما نلتقيها ليس لديها ما تحدثنا به سوى ما تطمح اليه من ضخ العلم والمعرفة ، وتحيط طالباتها بجناحها الفياض ، او كما تسميهم هي ببناتها.

لا نملك الا ان نقول سلامات ل"صفاء الخفاجي" والصحة المديدة وبشخصها للذين نذروا انفسهم لإعداد وتربية بناتنا واولادنا في معركة المعرفة والعلم والتقدم وسلاحهم الورقة والقلم ضد الجهل والتخلف الذي يحاول اغتيال الكفاءات والقدرات المبدعة في مختلف الميادين.

نحن وغيرنا ممن يحترمون حق الانسان في الحياة ونبذ العنف ترنوا ابصارنا الى الجهات المسؤولة لتعقب الجناة اياً كانوا وتقديمهم الى القضاء العادل .

 


 

free web counter