كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

الأحد 15/8/ 2010

حالة الاستعصاء تثير شهية المغامرين ماجد زيدان شعر شعبنا بالقلق والخوف من النقاش وتضارب التصريحات بشأن جاهزية القوات العسكرية الوطنية ما بعد انسحاب القوات الامريكية سواء على مستوى تسلم الملف الامني الداخلي او على صعيد الدفاع عن سيادة العراق وحياضه . تقديرات العسكريين تناقضت مع تقديرات السياسيين فرئيس اركان الجيش يرى ان القوات العسكرية لن تكون جاهزة قبل عشر سنوات ، وهو رأي مهني وفني من داخل المؤسسة ، وخبير في ميدان عمله ولم تخفف من وقعه المثبط توضيحات رئيس الوزراء والناطق الاعلامي بأسم وزارة الدفاع التي حاولت اخفاء تفسيرات مغايرة لمقاصده وحقيقته الواضحة الخلل في الاسس الاستراتيجية التي اعيد بناء المؤسسة العسكرية بموجبها من المحاصصة ودمج المليشيات في بنيتها الى البطء في استكمال مقوماتها واصلاح الاخطاء التي وقعت فيها النخب السياسية . وهذا ما خلق صعوبات وعراقيل امامها حدت من طاقاتها وقدراتها على اداء مهامها الدستورية والاهداف التي رسمت لها . كما ان الصراع السياسي بين الكتل السياسية شاءت ام آبت يؤثر على الجاهزية سلباً بل ان هذا الصراع اذا استطال او استعصى الى الحل قد يؤدي الى زج الجيش في العمل السياسي المباشر اليومي وهنا مكمن الخطورة فالسلطة مغرية والتعقيدات والاضطراب يشجع على اتخاذ مثل هذه الخطوةالراديكالية التي قد تعيدنا الى الوراء ويصبح النظام الديمقراطي في خير كان ان الاوضاع الامنية اذا ما انتكست وتدهورت ترفع من نسب وقوع هذا الاحتمال الذي قد يبدو بعيدا لدى بعض الكتل الان ولكنه اخذ يلقي هوى بين فئات اجتماعية سأمت من التجاذبات والصراعات غير المبررة لا سيما انها تتركز على المنصب الرئيس في البلاد القوات المسلحة التي تتعرض الى ضغط هائل ويلقي اللوم عليها لا تخلو من طامعين في هذا المنصب ،وهو امر ليس بمستبعد حتى في الانظمة المستقرة انه احتمال واقعي في كثير من البلدان عندما يتعرض امنها ومؤسساتها الى الاضطراب اقل مما هو واقع في بلادنا لقد اصبح ملحا البحث عن توافق سريع بين العقلاء والحكماء لتكشيل الحكومة واعادة النظر في صلاحيات هذا المنصب وتفعيل العمل الجماعي والشراكة الحقيقية في صنع القرار لقطع الطريق على مغامرة محتملة.