| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ماجد زيدان

 

 

 

السبت 14/3/ 2009



الحوار مع بعض اجنحة البعث

ماجد زيدان

كانت بعض المجموعات المنتمية الى حزب البعث او الحاملة لأسمه من القوى المعارضة لنظام صدام وحزبه، ومن ابرزها قيادة قطرالعراق التي عملت ضد النظام منذ استيلاء البكر - صدام على السلطة، وهذه حقيقة معروفة لجميع أطراف المعارضة آنذاك ولجماهير واسعة من العراقيين.
وساهم هذا الجناح في تحالفات سياسية وشارك في لجان تنسيقية واجتماعات مع اغلب القوى السياسية المشاركة في العملية السياسية الان، ومثل التيار القومي عندما كانت القوى والاحزاب تقسم على اساس تيارات (قومي ، ديمقراطي ، اسلامي ، قومي كردي).

الحوار مع هذا الحزب ومع المجموعات الاخرى ليس وليد اليوم، ولم ينقطع لا قبل سقوط الدكتاتورية ولا بعدها، وهو لا يشكل خطأ او خطيئة، بل انه مطلوب وضروري لكسب قوى جديدة وجمع الصفوف واعادة الوحدة فيما بينها للمساهمة في بناء الدولة العصرية، لاسيما من يؤمن بالديمقراطية وسيلة وآلية للوصول اليها، وليس بالاحتراب وتقاسم الحصص والاتفاقات النخبوية.

وعلى ما يبدو فان الحكومة انطلقت في دعوتها للحوار (الذي سبقته لقاءات وحوارات بعيدة عن الاعلام) من ظروف ملائمة ومواقع قوة بعد النجاحات التي تمت على مختلف الأصعدة، فالاطراف المقابلة اخذت وقتاً كافياً لادراك ذلك وتيقنت ان التغيير لن يحدث في البلاد الا من خلال صناديق الاقتراع والمؤسسات الاشتراكية وبالطرق الساعية ، وقد ولى زمن البيانات الاولى وحرب العصابات الثورية وما الى ذلك من الوسائل العنفية والقهرية وانفراد جهة مهما كان شأنها في ادارة البلاد.

وهي تعرف وتلمس ان اعداداً ليست قليلة من رفاق الامس الذين تزعم انهم جمهورها قد غيروا قناعاتهم وتخلوا عن ماضيهم المثقل وطهّروا انفسهم منه، فمنهم من انتمى الى الاحزاب المشاركة في الحكومة المنتخبة او انخرط في تشكيلات سياسية جديدة وتبوأ معظمهم مراكز حساسة في النظام الجديد بعد ما تصالحوا مع ذواتهم اولاً ومع شعبنا ثانياً.

تطور الدولة المدنية وانتظامها وتعزيز المصالحة الوطنية يساعد هذه القوى التي فيها املاً ان تراجع مواقفها الفكرية والسياسية وتغيير قناعاتها وتدخل العملية السياسية من اوسع ابوابها الديمقراطية تنافس على اصوات العراقيين الذين بهم وحدهم تتحقق التطلعات والبرامج والاهداف.
لقد انتظم كثير من المواطنين في حزب البعث المنحل خلافاً لرؤياهم خوفاً او مصلحة ، فالناس ليس على ذات الدرجة من الوعي ولا بالمقدرة على مواجهة الحاجة.

فالمساعي لكسب هذا الوسط واعادة تثقيفه وانخراطه مجدداً في الشأن العام والتنافس على جذبه كل لناحيته امر طبيعي، فهم مواطنون لهم حقوق وعليهم واجبات يمكن ان يؤدوها اذا رغبوا في تأطير انفسهم بالشكل الديمقراطي الذي يرتأون سواء بالانضمام الى القوى القائمة الآن او ايجاد تشكيل خاص بهم على وفق القانون والشرعية الدستورية.

علاوة على هؤلاء كان في صفوف البعث وخارجه وحمل اسمه من عارضه على ما استطاع وعمل على اسقاطه ، فلا ينبغي ان يتركوا او يضيق عليهم ، شعبنا وحدة يقرر حجم مساهمتهم بما يوليه لهم من ثقة في الانتخابات وحدها.

الدولة الديمقراطية لا تستبعد اصلاً او مجموعة من الشعب برغبة ارادوية او تضع فيتو على من يرغب في المشاركة في بناء العراق الجديد.


12-3-2009
 

free web counter