| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ماجد زيدان

 

 

 

الثلاثاء 11/9/ 2012

 

الفلاحون بين دعم مفقود واستيراد مسنود

ماجد زيدان

اتخذت خطوات وقرارات عديدة لتنظيم الزراعة وإنقاذها من التدهور الذي هي عليه ولكن من دون تطور محسوس ،وما زال العراق يعتمد في غذائه على الخارج ،ليس على المحاصيل الأساسية،وإنما أضيف اليها ما كان متوفر وينتج في حقوله من خضروات وفواكه بعد فتح الحدود على مصراعيها لاستيراد كل شيء وإغراق أسواقنا في منافسة غير عادلة مع المنتج المحلي الذي لا نكاد نراه في عز موسمه .

في الأسبوع الماضي نظمت السعودية معرضاً لبيع تمور منطقة (بريدة) وحسب التقديرات كان مقرراً بيع تمور بمبلغ 500 مليون دولار ،اي ان هذا البلد الذي كان يأتي بعد العراق في إنتاج التمور أصبحت تشكل مورداً مهماً في دخله الوطني في حين ان العراق تراجع وضربت تموره في الأسواق العالمية ولم يعد لها مشترين ،على الرغم من المبادرة الزراعية التي تبناها مجلس الوزراء ،وبقيت الأسباب تفعل مفعولها في كسادها ،وأضيفت إليها إشاعات تلوث التمور العراقية بالمواد النووية .

على أية حال ،لا يختلف المختصون على ان الزراعة تعاني من فقدان الخطط لزيادة إنتاج المحاصيل ومكافحة الآفات التي تفتك بها وإصلاح التربة واستخدام التقنيات الحديثة في الري وتجهيز المزارعين بالأسمدة الكيماوية ،وكذلك منع دول الجوار من اختراق الأسواق العراقية على حساب المنتج المحلي والبيع بأقل من الكلفة العراقية للمحاصيل الزراعية بكثير .

هذا غيض من فيض ، نورده لان الفلاحين والمزارعين يتهيأون إلى الموسم الجديد ، وهم بأمس الحاجة إلى الدعم لزيادة الإنتاج وتحسين نوعيته ، بل إلى زراعة أرضهم وعدم تركها بوراً وإضافة عاطلين جدد للقوى العاملة ، هناك حاجة إلى تنشيط الجمعيات والتعاونيات الزراعية وإيجاد أشكال من العمل المشترك لاستغلال المساحات الزراعية ودمجها مع بعضها البعض لتكون اكبر مساحة مع احتفاظ كل مالك بخصوصية ملكيته ،وذلك للاستفادة المكننة وتقليل كلفتها اذا ما عملت بصورة مشتركة .

ان حملة وطنية للنهوض بالقطاع الزراعي إنتاجا وتسويقاً ستأتي بثمارها وسيكون هناك دخلا مضاف ومورد يسهم في التخفيف من الاعتماد على النفط ، المورد الرئيس للدخل الوطني ،وربما يشجع الرأسمال على الاستثمار في القطاع الصناعي والزراعي .

هذه مهمة ملحة لوزارة الزراعة والدولة بدعم الفلاحين وتقليل الفاقد من أراضيهم وطاقاتهم واستغلالها بالشكل المطلوب للارتقاء بالتنمية.
 

free web counter