| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ماجد زيدان

 

 

 

السبت  11 / 10 / 2014

 

الاستثمار التركي مع داعش .. قصر نظر

ماجد زيدان
ssabdula_(at)_yahoo.com

ينشغل العالم وقبله المنطقة بقضية كوباني لان ساحة الارهاب ونشاطه لا يعترف بالحدود الاقليمية والدولية ، العالم كله مجال لنشاطه واهدافه , اينما تصل يده يتخرب ويتدمر . وللأسف على الرغم من المناشدات الدولية في مايرى بالعين المجردة البعض لايؤدي واجبه ولايحرك ضميره للكوارث الانسانية ولايمد يده الى المنكوبين , بل ان هذا البعض يسثمر في داعش . تركيا ترى مايحدث على حدودها وتقف موقف المتفرج وهي القادرة على انقاذ ناس كوباني ولكنها لتحريك الساكن تشترط شروطا تعرف حق المعرفة انه لايمكن تلبيتها وعجز من كان بمعيتها طيلة السنوات الماضية من امكانية تحقيقها . حكومة أردوغان قصيرة النظر , فهي تتصور واهمة ان كوباني الكردية ان تضررت تضعف الكورد والحركة الكوردية ولعل داعش تستطيع ان تفعل ماهو ليس بمقدورهم ان يفعلوه من قتل سافر وأبادة جماعية قد تثير العالم كله . فجاءت عملية التأديب من الارهاب والارهابيين ونست أن هولاء لن يردعهم رادع والبيت الزجاجي اول من الشروخ والنار المستعرة ستصل اليهم غدا او بعده ان لم يوضع حد لها واخمادها اينما وجدت في المنطقة والتخلص من العنف ونبذه في حل المشاكل الاجتماعية والسياسية وغيرها .

قصر النظر لدى الحكومة التركية لايقتصر على عدم رؤيتها بوضوح الصورة التي عليها مجتمعها والتناقضات في داخله وحالة الغليان التي يعيشها , بل لم يلحظ ماجرى على حدودها في الموصل حين رحب بعض الساسة القصيري النظر ايضا بدخول داعش واحتلالها ثلث العراق , والذين منوا انفسهم بأن يقوم الدواعش بتأديب الذين مرقوا عن سيطرتهم واحتجوا على افعالهم وعدم استجابتهم للمطالب المشروعة , فكان ماهو حاضر وراهن الذي لا يسر احدا ولا يتحمله وطنيا وعاقلا وحريصا على البلد .يكررون نفس الخطأ حين لاينجدون المقاومين في كوباني ويتركونهم لوحدهم ., لاحظوا المفارقة الحكومة التركية تطلب من برلمان بلدها السماح لها للتدخل في العراق وارسال قواتها اليه في محاولة لاحياء اطماع عفا عليها الزمن واصبحت اثرا لايمكن احياؤه ولملاحقه مواطنيها الكورد الهاربين من قمعها وسلب حقوقهم ليعيشوا مع الوحوش في الجبال والوديان والكهوف مفضلينها على ما يزعم اوردوعان من رفاهية وفرها حكمه .

واقع الحال حكام المنطقة وان اختلفت تسمياتهم يفكرون بذات الاسلوب ويعتمدون نفس المنهج ويشتركون ويضحون من اجل كراسيهم وليس لشعوبهم والسلام والتنمية وتوظيف الموارد وتكريسها .

لا غرابة في الموقف التركي , فمنذ فترة طويلة والمؤشرات والمعطيات تدل على ان حكام تركيا يدعمون الحركات المتطرفة وكل طامع سياسي على حساب مصلحة بلده الوطنية بالمال والسلاح والايواء من باب المندب الى زاخو بل حتى المغرب العربي لم يتخلص من هذه السياسيات المؤذية والدعم المادي والمعنوي في حلم صيف بأعادة الهيمنة العثمانية البغيضة .ان تركيا تتملص واجبها الانساني والاخلاقي , بل انها تساهم في دفع المنطقة الى حروب بدائية لها اول وليس لها اخر , كل ذلك في محاولة لأنشاء دويلات وأمارات يسهل السيطرة عليها لاحقا , واستغلالها مرة اخرى لاغرابة في ان تستثمر تركيا في المنظمات المتطرفة من كل لون لانها لا تجد من يتعاون معها لتحقيق اهدافها سوى ذلك .

 

11-10-2014

 

 

free web counter