كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

الاربعاء 11/3/ 2009

المنح الاجنبية تزيد اعداد الفاسدين ماجد زيدان اخر الاتهامات بسرقة اموال اعادة الاعمار وجهت الى الضابط الاميركي مايكل دانغ الذي عمل في العراق بين نيسان 2007 وشباط 2009 ، حيث تمكن من اختلاس اكثر من 690 ألف دولار . يقدر متابعون المبالغ التي ادّعت الدول المانحة انفاقها في العراق بـ 60 مليار دولار ، ولكن هذه المنح لم تترك اثرا ملموسا على الاقتصاد الوطني ، فهي انفقت من دون رقابة ومعرفة مؤسسات الدولة وليس في الاماكن التي تمس الحاجة اليها ، مما اتاح مجالا واسعا للفساد فيها ، حتى ان بعضا منها لا وجود له الا على الورق . فضلا عن التنفيذ الرديئ وفقدان الجودة وخرابها بعد فترة قصيرة . كان الاميركان والاخرون من المانحين يتفقون مع مقاولين اجانب وعراقيين على تنفيذها من دون مناقصات رسمية ومعلنة ، تمنح للبعض مكافأة لقاء خدمات لدعم القوات متعددة الجنسيات والسياسة الاميركية ، فشابها الفساد والبطء واخرى لم تنجز وتركت على الاساس . والواضح ان امثال دانغ وقبله كانوا يتقاضون رشى لغض النظر عن سرقة المال السائب . واذا كان الفساد وما يزال يلاحق عندما تفوح رائحته وليس بالامكان (طمطمته) بالنسبة للمقاولين والشركات الاجنبية بدرجة ما ، ويكشف عن مختلسين ومحتالين ويقدمون الى القضاء وتسترد اموال منهم ، فان الامر بالنسبة لنظائرهم وشركائهم العراقيين يكاد يكون معدوما ، فلا يكشف عن حجم الفساد ولم يقدم فاسدون الى المحاكم ولم يسترد دينارا واحدا من الذين اهدروا هذه المنح والمساعدات . اصبحت هذه المنح والتخصيصات للمشاريع غنيمة ينفذ بها الذين يعرفون من اين تؤكل الكتف ، ويزداد ابطالها غنى وتنفتح شراهتهم على مصراعيها للحصول على المزيد وابتكار وسائل جديدة لحلب المال العام وتوريط آخرين وازاحة كل من يقف في طريقهم . بين ليلة وضحاها اصبحت لدينا فئة من حديثي النعمة الاميركية ، يملكون المليارات ويضاربون في السوق ، وامتلكوا جبروت المال والسلطان . ليعيثوا فسادا . صحيح ان هذا الانفاق من مسؤولية المانحين ، ولكن ذلك لا يمنع من بذل الجهد للتنسيق والتخطيط والمتابعة معهم لتحقيق الاستفادة القصوى من هذه المشاريع التي تقدم باسم مساعدة الشعب العراقي وتضييق الخناق على الفاسدين والمفسدين .