| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود الوندي

 

 

 

الأربعاء 5 /3/ 2008



أجندة طهران في العراق
سلاحها بوجه الردع الامريكي لمشروعها النووي

محمود الوندي

تعرض الإنسان العراقي بعد التغيير في 2003 الى معاناة وآلام وتزداد يوما بعد يوم بفعل الإرهابيين والمليشيات الدينية المستمرة في تدمير العراق وقتل أبنائه تحت ذرائع مختلفة وبدعم من قبل الاطراف الدولية والاقليمية وبشكل خاص إيران ، التي إستطاعت بأساليب مختلفة وتكتيكية متغيرة ان تحقق من اهدافها وأجندتها على الساحة العراقية وخاصة من ناحية اقتصادية وسياسية التي نبتت كالفطر السام . ومن المعروف ان لإيران دوراً ملحوظاً ورهيباً في دعم المجموعات الارهابية وايواء المليشيات وهولاء يتسابقون على تقديم خدماتهم إلى الجانب الإيراني ويبحثون على مصالحهم سواء لإعانته على التدخل لتأجيج الصراعات العرقية والطائفية والنزاعات المسلحة داخل العراق وبالأخص في المناطق الجنوبية ، أو التسترعلى نهبها لموارد العراق .

انها مستفيدة من الفوضى الأمنية وعدم سيطرة الدولة على مناطق واسعة من البلاد وإفراغ الساحة العراقية من مختلف القوى الوطنية عن العملية السياسية بقوة السلاح واحلال القوى السياسية الدينية المرتبطة بالمشروع السياسي الإيراني ، يمكن القول إن إيران سعت وتسعي الى قيام نظام حكم في العراق على صورتها او لإقامة نموذج سياسي في العراق على غرار نظامها الحالي .

سخرت إيران من خلال العصابات من رجال المخابرات الايرانية بفروعها المختلفة الذين دخلوا العراق للوصول الى غاياتها وطموحاتها قفزاً على مآسي أبناء شعبنا الذين يقدمون دماءهم لبناء العراق وأرساء مقومات مجتمع إنساني ووطني ، وهولاء يعملون ليل نهار داخل مدن العراق لكي يؤججوا نار الفتنة والتحريض ما بين مذاهب وطوائف الشعب العراقي من أجل اهدافها واجندتها الخاصة ، واستخدام السلاح الطائفي والديني لاستغلال الناس البسطاء والضحك على ذقونهم بواسطة رجالها وعملائها داخل العراق بحجة حمايتهم والمساند الاكبر لهم من ناحية ، ومحاربة الاحتلال من ناحية أخرى ، لأنها القلقة من التواجد الامريكي على ارض العراق لذلك تسهل مرور الارهابيين عبر أراضيها الى داخل العراق والاحتفاظ ببعضهم كأوراق مهمة في الصراع مع أمريكا داخل العراق ، إضافة الى تسليح وتمويل المتطرفين الغرباء لقتل ابناء شعبنا على الهوية وتخريب البنية التحنية لبلادنا وإرباك الوضع في العراق وأغراقه في فوضى . والسبب الحقيقي لهذا التدخل لأنها تحب دوما ان يبقى العراق ضعبفا ومنهوكا لكي تصول وتجول بحريتها في طول وعرض البلاد ، ويبقى دائما البقرة الحلوب لها ، والسبب الثاني وإذا ما انتفت هذه المشاكل والنزاعات بين أطياف الشعب العراقي أنتفي نفوذها وقوتها داخل العراق وفي المنطقة لأن تنتقل المشاكل والنزعات الى داخلها . والسبب الاخير تحاول تكريس هيمنتها على السلطة العراقية وعلى قرارها السياسي من أجل اكتساب مزيد من عناصر القوة لزيادة نفوذها وتواجدها في منطقة الشرق الاوسط وبالاخص منطقة الخليج والمساومة على الوضع العراقي لتخفيف الضغط الدولي عنها بسبب برنامجها النووي ، وتبين من خلال تصريحاتهم على لسان بعض مسؤولي إيران علنيا ان تكون بديلا للولايات المتحدة الامريكية ونستطيع سد الفراغ الامني داخل العراق بعد ترحيلها.
أتضحت الرؤيا والحقائق الدفينة النيات الحقودة التي تضمرها إيران ضد الشعب العراقي من خلال دعمها لوجستياً الى مرتزقتها لتدمير العراق خوفا على نفسها ومصالحها لأنها تدرك الحقيقة سيكون الدور عليها لا محالة من خلال محاصرتها من كل الجهات مع دول ترتبط بها التي تحكمها الإدراة الامريكية ، أي نجاح أمريكي في العراق يعني إحكام الطوق عليها ، فإن الحكومة الإيرانية تدرك تلك الحقيقية أكثر من غيرها . ولا يخفي على أحد مدى النفوذ الإيراني المتزايد في الشأن العراق من خلال دعمها السخي التي تقدمها بكل قوتها المخابرتية والاعلامية للمليشيات العراقية بفرعيها الشيعي والسني لتحقيق مصالحها الذاتية والموضوعية ، ومن خلالهما بنت لنفسها جماعات على اسس طائفية وبنت أسوار وتخندقات وتمكنت من جعل العراق بأسره بمثابة خط الدفاع الاول لها .

مستفيدة من حالة " السيولة " التي يعيشها العراق في المرحلة الراهنة وتردي الأوضاع فيه . وتسعي بكل ما اتيت من قدرة لزرع الفرقة والفتنة بين مكونات الشعب العراقي وإثارة الفوضى والبلبة لخلق الحرب الاهلية من خلال تعاونها مع القوى الظلامية من مختلف الفرقاء على الساحة العراقية خدمة لنواياها .

هنا يدفعني بتقديم السؤال الى حكومتنا لماذا لم تنتقد او تستنكر هذه الدولة مثل غيرها وتكشفها على حقيقتها امام المجتمع العالمي وليس دفاعا عنها كما حدث ويحدث من قبل بعض المسؤولين الذين يظهرون امام شاشات التلفزيون يدافعون بحماس في تبرئة النظام الإيراني لعدم تدخلها في شؤون العراق والتسترعلى إنتهاكاتها ، مما يثير ظلال الشك على مدى حرص هولاء المسؤولين على مصالح الشعب العراقي . إن أكثر ما يثير الاستغراب هو التضارب الصارخ في تصريحات بعض المسؤولين العراقيين ، مثلما حدث قبل الايام عندما اعلنت وزارة الخارجية العراقية بأنها سلمت المذكرة الى الحكومة الايرانية عن طريق سفارتها في بغداد بشأن تجاوزات إيرانية على الحقول النفطية المشتركة بيننا في جنوب العراق ، بعد طرد الكوادر العمالية والهندسية العراقية والعاملين في تلك الحقول بقوة السلاح ، ولكن ما أن مرت ساعات وربما دقائق حتى ظهر السيد موفق الربيعي مستشار الأمن القومي أمام الفضائيات العراقية والعربية في مؤتمر عقده في النجف الاشرف لإبلاغ الصحفيين معلنا ، لا يوجد دليل ولا معلومات على قيام إيران باستخدام آبار نفط عراقية . برغم تقاريرعراقية تؤكد تجاوزات إيرانية على أبارنا النفطية كما جاء على لسان السيد موسى فرج نائب هيئة النزاهة العراقية في تصريحاته صحافية . وحكام إيران أنفسهم لا ينفون تدخلهم بل يؤكدونه بين الحين والآخر بحجج واهية والتي ينفيها مستشارنا القومي ويحاول حجب الشمس بالغربال لتبرئة إيران وعدم تدخلها في شؤون العراق ويحاول تبيض ملفها . إنها ليست المرة الأولى التي ينبري فيها أحد المسؤولين العراقيين إلى نفي التدخل الإيراني أو الدفاع عن حقوق لإيران على حساب العراق ، علما في هذا الصدد تشير المصادر المخابراتية العراقية الى أن الأجهزة الامنية الإيرانية تلعب دورا رئيسيا لتهريب النفط العراقي عبر شط العرب وبمساعدة قياديين في الاحزاب المسيطرة على البصرة ، إضافة الى جماعات متخصصة في تنفيذ الاغتيالات وترهيب الناس بهدف تهجيرهم من سكناهم او إخضاعهم لسلطتهم ، وهذه العمليات تعتمد على شبكة عنكبوتية متعددة التي يقودها تجار ومسؤولون إيرانيون . هذه الحقيقة تظهر وتتلبور في الاواسط المدن العراقية بشكل خاص في مدن الجنوب والوسط كالبصرة والعمارة والنجف الاشرف وكربلاء .
اصبح واضحا للإنسان العراقي ان كثير من المشاكل داخل العراق تقف خلفها الحكومة الإيرانية ومنها تصفية علماء وأستاذة جامعات وأطباء وضباط طيارين وصحفيين وهي وراء اختلاق العديد من جماعات القتل والنهب والاعتداء على الفرد العراقي والسلب حريته ، هذه الحكومة التي اهدت إلى أهلنا ألاف الأطنان من المواد الغذائية والأدوية الفاسدة والمخدرات السائدة والمتفشية في العراق ، ورفع علينا العصا الغليضة لكي ندفع لها مليارات الدولارات بسبب الحرب الإيرانية العراقية بهدف تحويل العراق الى " شريعة الغاب " وتغيب أي شكل من أشكال الامن والاستقرار واستقلال القرارالعراقي بواسطة الطيف المهيمن على الشارع العراقي والمهيمن على المؤسسات الدولة . وهناك في الحكومة العراقية الذي يعمل لحسابها في مواقع خطيرة وحساسة والمتمركزة في مفاصل السلطة يعمل خصيصا بشرعية هذا الطلب الذي سوف يقسم ظهر اقتصاد العراق المريض اصلا ، لو نأتي الى الحقيقة فإيران ملزمة بدفع التعويضات للعراقيين لأنها اصرت على إطالة الحرب وعدم قبولها لوقف الحرب في بداية محاولات دول عدم الانحياز والامم المتحدة والمؤتمر الاسلامي .
هذه من عجائب وغرائب الزمن تدافع بعض الجماعات العراقية عن إيران وتفضل مصلحتها على مصلحة الشعب والوطن وتغض النظر عن تدخلها في شؤون العراق . وتتستر على ما تقوم بها من عرقلة للعملية السياسية واثارة الفوضى والدمار والقتل وتشجيع التطرف والعنف في بلادنا . التدخل الإيراني في الشأن العراقي واضح جداً ولا جدوى من انكاره وإذا سألت اي إنسان عراقي عن النفوذ الإيراني في العراق سوف يتحدث إليك عن حقائق وجوده بصورة مفصلة ، كما ان أكثر العراقيين الذين يعانون من التدخل الإيراني هم عرب الجنوب .

 


 

Counters