| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود الوندي

 

 

 

الأربعاء 30 /1/ 2008



الكورد الفيلية :
من جحيم الأرض الى الهروب نحو الفضائية الإلكترونية

محمود الوندي

ما أريد الحديث عنه اليوم بالذات هو ما يكتبه بإستمرار بعض الكتاب من إخواننا وزملائنا على صفحات الجرائد أو الإنترنت ، حول مأساة ومعاناة الكورد الفيلية التي لا تبدو خافـية عـلى كل متتبع للشأن العـراقي ، حيث تعرض اخواننا على مدى عقود طويلة الى المجازر وحالات الاختطاف والتخريب المبرمج من قبل الانظمة المتعاقبة التي توالت على سدة الحكم في العراق .

وفي هذه المقالة أريد الحديث حول عمليات التهميش والاهمال التي يتعرض لها الكورد الفيلية في الظرف الراهن . كان يوم سقـوط الطاغية صدام حسين ونظامه الدموي يوماً عظيماً في التاسع من نيسان سنة 2003 ميلادية ، بل كان حدثاً تأريخياً مهماً ، واستبشر به الكورد الفيلية خيرا كبقية أطياف الشعب العراقي لإنقاذهم من تلك الحقبة المظلمة ، وعودة الإبتسامة على شفاه أطفالهم وأمهاتهم وآباءهم في ظل عراق الحرية والمحبة والتآخي ، تنقلهم من حالة الرعب والفقر والبؤس والغربة الى حالة الأمان والرفاهية ، وكلهم أملاً في إقامة دولة دستورية قوامها العدل والحرية و الديمقراطية وإرساء العدالة الإجتماعية التي تعيد لهم كامل حقوقهم المشروعة التي سلبت منهم أيام الحكم البائد وعلى رأسها حقهم في المواطنة .
ولكن مع الأسف الشديد لم تفي السلطة الحاكمة بما تمثله من الاحزاب بمختلف تواجهاتها السياسية من الوفاء بوعودها لتمكين الكورد الفيلية من استعادة حقوقهم الوطنية المشروعة ، بعد ان تمت الإستفادة من أصواتهم في الأنتخابات الأخيرة لصالحهم ، حيث تناسوا كل التعهدات التي قطعوها على أنفسهم قبل وصولهم الى سدة الحكم ، فلم تبادر أي جهة كانت بأي عمل من أجل رفع المظلمة على هذه الشريحة من الشعب ، ولم تعد النظر في حقوقهم ومشاكلهم ، ومعالجة الملفات القانونية العالقة ، وكأن ملفات الكورد الفيلية دخلت خانة المنسيات وتركت فوق الرفوف الى أشعار آخر قد تكون الأنتخابات القادمة موعدا جديدا لفتحها ، الى جانب ذلك هناك بعض الأوساط السياسية والشخصيات المسؤولة في العراق تحاول طمس الهوية القومية للكورد الفيلية ، لأهداف معروفة خدمة لقوى خفية غير خافية على كل ذي بصيرة وهي ليست ببعيدة عن النظرة العنصرية والشوفينية التي حملتها القوى العنصرية العربية .
ويدرك الجميع في العراق بما في ذلك الاحزاب والتيارات الوطنية ان الاسباب الحقيقة لآلام ومشاكل الكورد الفيلية ناتجة عن مقاومتهم للأنظمة الاستبدادية التي مرت بها الدولة العراقية وتمسكهم بهويتهم القومية ، ناهيك عن أنتمائهم المذهبي وقوتهم الأقتصادية .

وعندما شعرت هذه الشريحة المجروحة بان مأساتها لم تجد الحل ، ولم يسعى ايا كان بجدية لدعمها ولملمة جراحها والإهتمام بشؤونها . خاصة بعد فشل مؤتمر أربيل في تطبيق القرارات والبنود المتعلقة بحل مشاكلهم . رغم العديد من النداءات لان اذان المسؤولين مسدودة بدولارات من المال الحرام ، رسمت لنفسها طريقا اخر لينتقل من جحيم الارض الى عالم الفضائية الالكترونية لإيصال صوتها الى الرأي العام العالمي والمحافل الدولية حول مظلوميتها داخل العراق ، وأسترجاع حقوقها المشروعة وكرامتها المهدورة من خلال عقد مؤتمر كبير على الشبكة العالمية للبالتاك الذي دعت اليه صحيفة صوت العراق الالكترونية لتشكيل لجنة منتخبة من الجمعيات المدنية والشخصيات الوطنية المستقلة بهدف جمع الاطياف السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية لأخوتنا الكورد الفيلية للضغط على الحكومة العراقية للاعتراف بقضيتهم الوطنية والبحث عن مخرج مشرف لها .

وهي في الحقيقة دعوة صادقة وخطوة في الاتجاه الصحيح لبناء الصرح الحقيقي لاعادة الحقوق المشروعة للكورد الفيلية ، إذا استطاعت ادارة صوت العراق والمعنيين بشأن المؤتمر ان يوحدوا المكون الاجتماعي والسياسي للكورد الفيلية بعيدا عن المحسوبية والمنسوبية والحزبية الضيقة . ونأمل ان يشكل المؤتمر كيان سياسي للكورد الفيلية ويوحد صفوفهم ويحقق اهدافهم وطموحاتهم . بودنا ان نشير الى بعض النقاط والآليات الاساسية لنجاح المؤتمر وخروجه بنتائج ايجابية تحقق مكاسب للكورد الفيلية لعل من اهمها :-
- ان يكون للمؤتمر اهداف واضحة المعالم ترتكز على الحقوق المشروعة للكورد الفيلية بما في ذلك الحقوق السياسية والاجتماعية .
- ان يختار المؤتمر الاشخاص الاكفاء في ادراة المؤتمر وتكون الانتخابات داخل غرفة البرلمان بصورة علنية وشفافة مع ترجيح مصلحة الكورد الفيلية وغيرها من المصالح .
- ان تشكل لجنة قانونية لمتابعة ملفات الكورد الفيلية بصدق واخلاص بعيدا عن المتاجرة وخدمة المصالح الخاص .
- العمل باستقلالية في معالجة القضايا الملحة وفتح صندوق تبرعات مالية بأشراف اللجنة الخاصة لدعم عملي للجنة القانونية المكلفة بمتابعة الملفات ، وعدم تهميش اي طرف داخل المؤتمر لاي سبب من الاسباب .
وللاشارة فإن هناك مجموعة من المتطلبات الضرورية يجب طرحها على المؤتمر منها : أنشاء مدارس باللغة الكوردية وباللهجة الخاصة لفسح المجال للكورد الفيلية للتواصل مع لغات وثقافات أبائهم وأجدادهم والتعرف على تاريخهم الى جانب نواديهم الثقافية والرياضية والفنية ، بالإضافة الى العمل على تأسيس دور نشر لهم لإصدار صحف ومجلات ورقية وكتب باللغة الكوردية ، وإفتتاح محطات إذاعية وتأسيس قنوات تلفزيونية فضائية باللغة الكوردية لتكون إحدى وسائل قنوات الإتصال بينهم وبين الكورد في أقليم كوردستان ، لتحافظ هذه الشريحة على هويتها ، دعما لروح الأنتماء القومي والعلاقات فيما بينهم .

واخيرا ارجو من اصحاب الضمائر الحيه و المخلصه من الكورد الفيليه واصدقائهم أن يبذلوا قصارى جهدهم لنجاح اشغال المؤتمر .
 


 

Counters