| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود الوندي

 

 

 

 

الثلاثاء 2 / 10 / 2007

 




المسيحيون في العراق .. من يحميهم ؟!

محمود الوندي

تمر على الشعب العراقي المظلوم أياماً عصيباً منذ أن تسلمت الاحزاب السياسية مقاليد السلطة في العراق بعد سقوط نظام البعث عبر الحرب الامريكية ، يوم بعد يوم تكبر الماساة ويعلوا صوت الخوف والرعب بين اهلنا الأبرياء في كل العراق ، لذلك سرت موجة من الاحباط والقلق ممزوجة بالغضب بين المواطنين العراقيين ، لأن أصبحت جميع المذاهب والاديان والقوميات ضمن أهداف العصابات والخونة الحاقدين على أبناءنا ، وأنتهاك حرمات المدن والقصبات العراقية ، عكس ما أنتظره العراقيون من تحقيق المزيد من السلام والأخاء والتكاتف بين جميع أطياف شعبنا والأمان والحرية الحركة في المدن العراقية ، ومد جسور المحبة والتعاون بين مكونات شعبنا العراقي كافة .

للأسف الشديد أخذت بعض الأحزاب والتيارات الأسلامية المتشددة يمارسون جرائمهم بأسم الدين والدين يبرئ منهم ومستغلين تردي الاوضاع الامنية في البلاد لتصفية وإبادة وتهجير أبنـاء شعبنــا العراقي بشكل عـام وابنـاء شعبـا المسيحي بشكل خاص الذي يعيش من أجواء الذعروالخوف على نحو يومي في العاصمة بغداد ومدن أخرى ، وتصر هذه الجهات على قتل المسيحيين وتهجرهم ، لذلك هذه الطائفة تعاني وضعاً صعباً ومأساوياً لأنها ضحية تطهير اثني وديني في خضم الفوضى التي تسود العراق منذ سقوط النظام البائد ولحد الآن ، الى حد يهدد وجودهم القومي والديني وطمس هويتهم بين الفسيفساء العراقي بفعل قوة و وحشية العمليات الاجرامية التي يتعرض لها هذه الطائفية المسالمة على يد ميليشيات المتطرفين والأرهابيين والغرباء الوافدين الى البلد على حد السواء ، وتعرضت نسائهم للحرق بالأحماض والمواد الكيمياوية الحارقة لعدم لبسهم الحجاب ، ولم تستثن حملات الأبادة حتى أطفالهم وصبيانهم الذين لقوا مصرعهم لمجرد أرتدائهم بناطيل الجينز .

هناك جماعات مجهولة الجنسية تشن على المسيحيين حرباً عشوائياً اشبه بحروب الإبادة وتطالبهم ان يعتنقوا دين الاسلام او يدفعوا الجزية 300 دولار شهرياً أو يغادروا منزلهم ، بعد أن أطلقوا أمراء الطوائف وشيوخ الجهلة أعداء الانسانية والسلام فتاويهم ، فأن دم المسحيين مباح ومالهم مستباح إذا لم يدفعوا الجزية أو اعلان عن أسلامهم عليهم ان يرحلوا من ديارهم وإلا أن يقتلوا ، واصبح كل المسيحي مهدد بالقتل والتهجير ، ولا حامي يحميهم من حكم القصاص ، ولا الحكومة العراقية تقوم بحمايتهم فقد أهملت وتم تجاهلهم بكل بساطة ، مما تسبب بنزوح جماعي للطائفة المسيحية التي يمتد وجودها في العراق الى زمن بعيد الى أقليم كوردستان التي يجدون فيها أمناً أكبر لحياتهم أو الى دول الجوار ، في أعقاب حملة من القتل والتهديد وأعمال العنف التي أستهدفت حياة أفرادهم . فان المصير نفسه يتهدد الآن حياة غيرهم من الأقليات الأخرى ، هذه الأقليات العراقية لا تتمتع بأي سلطة سياسية في البلاد . بل هولاء القتلة وجدوا هذه فرائس في أفراد الأقليات العرقية الدينية سهلة لهم يمكن أقتناصها .

المسيحييون في العراق شريحة مهمة من أبناء العراق ومكوّن أساسي وبدونهم لا يكون العراق عراقا ، المسيحيون في العراق هم جزء اصيل من النسيج العراقي ، تمتد جذورهم التاريخية الى اكثر من7000 سنة ، وهم ورثة اولى حضارات وادي الرافدين التي مدت البشرية والتطور الانساني بالكثير من الانجازات العلمية والمعرفية كالزراعة والري والكتابة وعلم الفلك ، هم دائما الوجه المشرق للعراق وهم الذين اغنى العراق بما فيه من تمدن وتحضر، وعاشو دائما بسلام مع مكونات الشعب العراقي وخصوصاً مع المسلمين حيث يشاركونهم حتى في تناول وجبة الفطور في شهر رمضان مبارك ، و لم تكن لهم اذية على اي شخص من اي ديانة اخرى ، لقد ضحّوا بالغالي والنفيس على مر الزمان وفي كل الأوقات في سبيل العراق ، عاشوا معانات و ضيم الذي عاشه العراقيين في ظل الأنظمة المتعاقبة على حكم العراق ، ولذلك كانوا سباقين للدفاع عن الوطن وفي العمل من اجل حريته وتقدمه وازدهاره في كل العصور والظروف التي مرت على العراق العزيز.

لقد ان الاوان لكي يتحرك اصحاب الضمائر الحية لنجدة مسيحيي العراق وطوائف أخرى ، و انقاذ وجودهم ومقدساتهم و بات من الضروري جدا ان تتكاتف كل الجهود الخيرة و على كافة المستويات من اجل اسقاط هذا المشروع الطائفي الذي يهدف الى تهجير المسيحيين قسريا و الاستلاء على أملاكهم وميراث اجدادنهم بقوة ، حق وواجب مقدس لكل عراقي مسلما مسيحيا صابئا يزيديا ان يتضامن ليرد هؤلاء الدخلاء المتخلفين الطامعين في بلاد الرافدين . وعلى الحكومة العراقية لاخذ التدابير العاجلة لايقاف هذه الاعمال التي لا تمس للتحضر بصلة ولا تعرف اي قيمة انسانية ودينية ولا النابعة من ضمائر.. وايقاف تهجير المسيحيين من مناطق سكناهم وخاصة في بعض مناطق بغداد والموصل والبصرة وبقية مناطق العراق ، كذلك القيام بمحاسبة مرتكبي مثل هذه الافعال ، وحماية من تبقى من العوائل في مناطق سكناهم ، وارجاع المهجرين الى مناطقهم ، وكذلك تعويضهم الخسارة التي اصابتهم من جراء ذلك ، وايجاد حل دائم لمشاكلهم ومعاناتهم ، وكذلك القيام باصلاح وتعمير الكنائس المتهدمة .

ان علماء المسلمين في العراق اليوم يقفون امام مسؤلياتهم الدينية و امام الله جل جلاله وان اليوم لديهم الكلمة الفصل لبرهنوا للعالم بان ديننا يدعوا الى المحبة والتعايش ليس الى الأكراه والظلم ، ويستنكروا الأعمـال الأجرامية التي يقوم بهــا الأرهـابيين والميليشيـات المسلحة من قتل وتشريد لأبناء شعبنا وبكل طوائفه . ان الهجمه البربريه تحجج بالتشريعات الاسلامية لتمرير خطط تهدف لاذكاء روح الكراهية بين قوميات العراقية التي تقودها تيارات خارجه عن الاطر الإسلامية والأنسانيه ، مبدئها التخلف والطائفيه وأهدافها قلع جذور لبناة العراق في جميع الميادين .