| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود الوندي

 

 

 

 

الجمعة 20/7/ 2007

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

كركوك بين سندانة الحكومة ومطرقة الإرهابيين


محمود الوندي

يوم سقوط نظام البعث ، كان حدثاً تأريخياً مهماً ، ولكن ما تبقى من فلول النظام البعثي الدموي وحلفائهم من المرتزقة ، حاولوا أن يجعلوا من هذا اليوم التأريخي المجيد يوماً أسوداً ، وتحويله الى مأتم وحزن وألام ، ودفع العراقيون نحو الهاوية ، وكرسوا كل جهودهم لأشعال نيران الحرب الأهلية ، للحيلولة دون وصول العراق الى شاطئ السلام والأمان ، وفعلاً جعلوا من هذا اليوم يوماً أسوداً بمساعدة دول الجوار التي ما انفكت تغذي الأرهاب وتتدخل في الشأن العراقي . لقد أزدادت معاناة شعبنا بفعل أعمالهم الأجرامية المستمر في تدمير البنية التحتية والقتل اليومي لجميع الشرائح المجتمع العراقي ، التي باتت تطغي على المشهد العراقي الراهن ، لأن هؤلاء المنبوذين يتمنى أن يغرسوا خنجر الحقد في قلب كل العراقي ، من أجل أن يشفي غليلهم من الحقد والكراهية ضد كل العراقيين .
لذا نرى الشعب العراقي يعاني من فقدان الأمن والأستقرار والضعف التام في توفير ما يحتاجه الأنسان يومياً من كهرباء وماء ووقود منذ سقوط النظام البعثي ، بسبب تعرضه الى العمليات الأرهابية التي تقوم بها تنظيمات وعصابات وتيارات ألتزمت الخط الدموي والأجرامي بشكل كثيف تحت أغطية وستائر متعددة ، ويتوجه هؤلاء من قبل أستخبارات دول الجوار التي تثبت تورطها بالشأن العراقي يوم بعد يوم ، حيث يمارسون بعمليات القتل والأعتقالات الكيفية والتعذيب وحتى المحاكمات خارج القضاء العراقي بأسم الدين ، والدين يبرئ منهم في محاولة منهم للهيمنة على مقدرات الشعب العراقي ، وهناك الاف الحوادث المؤسفة التي تحصل يومياً داخل الأسواق الشعبية وتجمعات الناس البسطاء بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة لتحصد العشرات بل المئات من ابناء هذا الوطن الجريح . دون أي رادع من قبل الجهات المسؤولة ، دون أن تتخذ أية أجراءات صارمة بحقهم ، والذهول الفضيع من الأجهزة الأمنية وغياب أو تغييب دور القضاء العراقي في هذا الميدان أزاء الجريمة المنظمة وشيوعها المفرط ، ، وهناك من يدافع عنهم داخل البرلمان ، ويسمى هذه الأعمال الإرهابية التي تطال المواطن البرئ (المقاومة الشريفة) ، وتدافع عنها دفاعاً مستميتاً بحجة أنها تقاوم الأحتلال .
لم تمر أيام على المجزرة الشنيعة التي أرتكبها الأرهابيون والقوى الظلامية في ناحية آمرلي ، والتي راح ضحيتها أكثر من مائة شهيد ومئات الجرحى من أبناء شعبنا التركماني . حتى قامت الأيادي القذرة والقوى الأرهابية بمجزرة أخرى داخل مدينة كركوك فأستهدفت المدنيين العزل من أبناء شعبنا ومكوناته المتحابة ، وقد راح ضحية هذه المجزرة أيضاً أكثر من مائة شهيد ومئات الجرحى من الأطفال والنساء والشيوخ ، أذن لا يمكن السكوت عن هذه المجازر التي أستهدفت المدنيين من أبناء وطننا في كركوك وناحية آمرلي ، والجميع يرى أجسادهم تتناثر أشلاء ، بل علينا ان نبحث عن الحقيقة الواضحة حول أستهداف هاتبن المنطقتين في نفس الفترة تحديداً ، فمن الواضح ان هناك أطرافاً عديدة لها اجندات خاصة في كركوك ، تحاول بشتى الوسائل خلط الأوراق أمام المجتمع العراقي والعالمي للايحاء بان مدينة كركوك لا يمكن تطبيع الأوضاع فيها من خلال تنفيذ المادة ( 140 ) من الدستور العراقي ، لذلك فان الحكومة العراقية مطالبة الآن أكثر من أي وقت مضى بالتعامل مع هذا الموضوع بجدية وجرأة بعيداً عن المجاملات ، وأنهاء هذه المرحلة التراجدية ، وعليها ان تتحرك من أجل أيقاف نزيف الدم وقتل الأطفال والنساء والشيوخ ، وعدم ترك ساحة العراق ومنها مدينة كركوك مرتعاً للصراعات الدولية والأرهاب السياسي ، وعدم ترك شعبنا فريسة لعمليات القتل والخطف والسرقة وسفك الدماء من قبل عملاء دول الجوار ومرتزقتهم المأجورين ، وعليها تشخيص أسباب الأرهاب في العراق بشكل صريح وواضح ، وفضح الجهات التي تقف وراءه بشكل مباشر أو غير مباشر .
لهذا يتطلب من الحكومة العراقية جمع قواتها ، وتبدأ بتطويق المدن والمناطق المنكوبة بالأرهاب ومنها مدينة كركوك ، وأعلان منع التجوال في المدينة الهدف ، وتفتيش البيوت بيتاً بيتا والقبض على كل غريب لا يحمل الأوراق الثبوتية العراقية الصحيحة {غير المزورة} وكل من تشتبه به ، وتشكيل محكمة ميدانية بعد القبض على هؤلاء الجناة وأعدامهم في ساحة الجريمة ، وعدم زجهم في سجون أو بألاحرى وضعهم في فنادق خمس نجوم ... وعلى الحكومة أيضاً أن تتخذ الأجراءات الصارمة والعقاب الشديد بحق من يقف ورائهم ويؤيدهم ويقدم لهم المساعدات اللوجستية ويتحالف معهم .
فالجماهير في مدينة كركوك ومدن أخرى في عراقنا الحبيب التي أصبحت بين سندانة الحكومة ومطرقة الإرهابيين وعملاء دول الجوار ، لا تريد ان تسمع تصريحات وبيانات فارغة بعد وقوع كل جريمة تؤدي بحياة المئات من الابرياء . فالمصيبة اكبر من ان تكون موضع ادانة او بيان استنكار. فالجماهير اليوم تطالب بأجراءات جدية تعالج الأرهاب من الجذور وتستئصال هذا الورم الخبيث الذي ينهش جسد المجتمع العراقي . إذن لا يمكن محاربة الأرهاب والقضاء عليه من خلال الأدانة و الأستنكار فقط . بل لابد من وقفة جادة لبيان الحقيقة وكشف الاسباب الحقيقية والجهات التي تقف وراء هذه العملية والمكاسب التي تبغي تحقيقها ليس في كركوك فقط ، بل في جميع انحاء العراق .