| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود الوندي

 

 

 

 

الأثنين 1/1/ 2007

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

صدام حسين دفع ثمن جرائمه

 

محمود الوندي

الثلاثون من شهر ديسمبر/ كانون الأول سنة 2006 سيكون يوما خالداً في تاريخ الشعب العراقي ، بل وفي تاريخ الانسانية جمعاء ، تكون بداية هذه السنة 2007 انتصار شعب المظلوم على ظالمه بأعـدام الطاغية صـدام حسين ، الذي أستحـق الإعـدام بحقه لأنه أرتكب جـرائم بشعة لا تعد ولا تحصى ضد شعبنا بجميع مكوناته ، كان سبب بكل آلامه ومصائبه ومعاناته طيلة السنوات الماضية الذي أعدم الآلاف من أبنائه بلا وجه حق خلال حكمه الجائر، لذلك يعتبر العراقيون بداية هذه السنة مع نهاية العهد المظلم في تاريخ العراق عندما وضع حبل المشنقة حول رقبة صـدام حسين،لانها اللحظة التي رسمت الفرحة على شفاه الأمهات الثكالى والأرامل واليتامى والمظلومين ، لحظة اخذ ثار كل شهداء العراق من قاتلهم وظالمهم وحافر قبورهم بدون ذنب اقترفوه، وهذه الفرحة العارمة التي كانت مجرد أمنية تطوف في خيالاتنا فقط ، لكن في النهايـة تحققت تلك الأمنية وحانت ساعة الحقيقة والقصاص ونفـذ حكم الشعب بالطاغية الذي كان يتصور نفسه أن لا إعصار يهز كرسيه مهما بلغت قوته ، والأدهى والأروع ما في ذلك أن المكان الذي أعدم صدام فيه هو مكان الذي وضع فيه ماكنة رهيبة لثرم البشر كانت ترمي لحوم العراقيين المظلومين بعد ثرم في نهردجلة لتكون طعما للأسماك وكانت أغلب تلك الأجساد لأخواننا من الكرد الفيلية الذين أحتجزهم صدام بعد أن سفرعوائلهم دون وجهة حق وتعديا على جميع الأعراف السماوية والدولية والقيم الإنسانية .

لقد كانت تلك الليلة من نهاية سنة 2006 طويلة قاسية ومملة على الشعب العراقي وهو يترقب تلك اللحظة بإعدام صدام حسين ، لأنه كان بانتظار هذا اليوم العظيم بنفوس صابرة ، وكانت أمنيته أن يشاهد نهاية هذاالدكتاتورالذي ظلمه طيلة أربعين عاماً، كان الفرح مشعاً في عيون العراقيين الشرفاء، بينما كان الحزن مرتسماً على وجوه البعثيين وأصدقائهم وحلفائهم من العرب وغير العرب عندما سمعوا بإعــدام الطاغية .

ولم نستغرب من ظاهرة التباكي على الطاغية من قبل الحكومات العربية وغـير العربية والأحزاب القومية الشوفينية والأسلامية المتطرفة،واعلان بعض زعماءهم الحداد في بلدانهم ، وأقامة التعازي بالمصاب الجلل بدون حياء او خجـل وتجـرأهم على مشاعر الملايين من العراقيين ، لقد خـشى هؤلاء الحكام ان تتكـرر التجربة معهم على يد شعوبهم المقهورة، إعدام الطاغية انما هي بمثابة ادانة لانفسهم قبل ان تكون للطاغية الذي تركهم ومصيرهم المحتوم (ان عاجلاً ام آجلاً ) ، اصبحـوا منذ اليوم يعيشون في كابوس قاتل لحين لحظة الاجل المحتوم، ولذلك فان هـؤلاء وامثالهم عملوا المستحيل من اجل ان لا يعدم صدام ، فيفلت من حكم الشعب العراقي والقصاص العادل ، ليس دفاعا عن الطاغية وانما دفاعا عن انفسهم .

وإما ما يسمى بالمثقفين والمحللين السياسين والتي امتلأت صرخاتهم ونباحهم عبرالفضائيات العربية والعالمية، ويعتبرون إعدام الطاغية إهانة للعروبة والأسلام لانه رمزعزتهم وكرامتهم،هؤلاء يعانون من مرض في العقول ونقص في الشعور، وخلل في نوعية الثقافة التي يحملونها ، وشلل في طريقة التفكير، وسرطان في وعيهم الثقافي والمعرفي .

كان خبر إعدام صدام حسين كالزلزال على صدور هؤلاء الرعاع الذين تستروا على جرائمه بحق الشعب العراقي ، ولم نسمع صوتاً واحداً من بين هؤلاء المنبوذين إزاء الجرائم البشعة الذي أرتكبها صدام حسين ضد الإنسانية وإعدام الاف من العراقيين من قبل جلاوزته بدون أية محاكمة عادلة كما هو معروف لدى القاصي والداني خلال حكمه الأسود ، ولم يذرف أحدهم دمعاً واحدة على ضحايا الآنفال وحلبجة واهوار وضحايا المعتقلات السرية وضحايا الأنتفاضة الشعبانية .

من الطبيعي أن تكون محتومة هكذا نهاية صدام ، متوقعة لأي مجرم و سفاح كبير، وليكن درس جديد وعبرة لكل الطغاة في العالم العربي والإسلامي، على حكام العرب ان يأخذوا العبرة مما حصل لصدام حسين الذي انتهى ذليلاً بحبل المشنقة وإلى مزبلة التاريخ وبئس المصير، ومَن يستخف بمقدرات شعبه ويستهين بكرامته و يصادر حريته ، فأن مصيره أولا و أخيرا سوف ينتهي مشابها بمصير الطاغية ، وهذا هو حكم التاريخ الذي لا يرحم مهما تجبر وتكبر الظالم، ومهما بنى ترسانة هائلة من الأسلحة وعسكرة المجتمع، فلا بد أن ينال جـزاءه العــادل .