| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود الوندي

 

 

 

 

الخميس 18/1/ 2007

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس



إشكالية مفهوم الإنسانية في خطاب العقل العربي

 

محمود الوندي

وما أريد الحديث عنه اليوم بالذات هو ما يكتبه بإستمرار بعض الكتاب من كُتّاب العرب ( من اقصى اليمين الى اقصى اليسار الذين سبق وأن كانوا أبواقاً في الإعلام البعثي ) في كتاباتهم سواء على صفحات الجرائد أو الإنترنت ، وصف النظام البعثي بالنظام الوطني والانساني رغم مرور كل هذه المصائب والآلام والاحداث على الشعب العراقي بكل اطيافه خلال حكم البعث ، وتمجد الطاغية صدام وتجعل منه رمزاً .. بل يشبهنه بعمر المختار رغم ما لاقاه العراق على يديه من مآس لم يعرفها بشر على إمتداد التأريخ ، كل هذا الوصف من اجل الطعن في العملية السياسية في العراق الجديد والتشكيك في قدرات شعبنا في بناء دولة القانون والعدالة الأجمتاعية وصيانة حقوق الإنسان العراقي من خلال تبني النهج الديمقراطية والفيدرالية .

لايزال الكثيرون منهم يرون صدام حسين كان رمزا للعرب والاسلام والإنسانية والتفدمية والشجاعة ، أليس من حقنا أن نسأل.. أي تقدمية أو إنسانية اوالشجاعة ، أهي تقدمية أستخدام الأسلحة الكيمياوية بحق الشعب الكوردي الذي رشه بأنواع المبيدات الكيمياويه ليزهق أرواح أكثر خمس آلاف الإنسان من المدنيين العزل بين طفل رضيع وشيخ مسن وامرأة في خلال دقائق معدودات أم قتل وتهجير الكورد الفيلية ، أهي إنسانية دفن المئات بل آلاف في مقابر جماعية التي كان في الكثير منها يدفن الناس فيها وهم أحياء وفي ملابسهم العادية من غير محاكمات ولا مرافعات أم قسف مكانات المقدسة في النجف وكربلاء ، أهي شجاعة تدمير وتخريب القرى والأرياف في كوردستان العراق أم تجفيف الأهوار في الجنوب ، هذه في وصف التي يدعيها بعض كُتّاب العرب في بكائهم ودفاعهم عن الطاغية صدام حسين وحزبه الدموي الذي حكم العراق بعملية سياسية متخلفة ومعوقة ومشوهة ، للأسف الشديد إستمرار هولاء مداحين وطبالين ومروجين حتى هذه اللحظة في وصف صدام حسين ( الذي كان أكثرأجراما ودكتاتوريا في المنطقة العربية والاسلامية ) بالانسانية والتقدمية والوطنية الذي عث في أرض العراق فسادا بعد إنقلاب 17 تموز المشؤوم ، وسن شريعة الغاب داخل العراق ، في حين نرى هولاء العروبين والعنصرين المتغلغلة في نفوسهم ( كما وصفهم الدكتور لطيف الوكيل هذه الأبواق المنافقة تتدعي وتتاجر بالمصطلحات السحرية مثل القومية أو الطائفية { شبيه شيء منجذب اليه } ) يبالغون حد التخمة والتزلف في كيل المديح وسبغ صفات الوطنية والانسانية والتقدمية على صدام حسين الذي تعامل مع الشعب العراقي خلال فترة حكمه بالحديد والنار .

يبدوا واضحاً بأن لدى هولاء الكتاب ضبابية وإشكالية واضحة في فهم الوطنية والإنسانية وتقدمية سببها طبيعة التوجه الآيديولوجي والعقيدة السياسية التي إعتنقوها لان كل المشاريع الإجرامية التي تم تنفيذها من قبل جلاوزة صدام حسين على الشعب العراقي في نظر هولاء الكتاب مشاريع إنسانية ووطنية وتقدمية ، لقد تبين الغباء عند هولاء الكتاب لأنهم يجهلون أو عدم معرفتهم ما معنى التقدمية والوطنية والإنسانية ، لذلك يطلقون هذه الصفات على الطاغية صدام وكان يقوم باعدام وقتل الناس وتدمير المدن والقرى في اي وقت يحلو له !!

اتعجب عن سفاهة العقل العربي وتماهيه مع الجريمة !! عندما أقرأ كتاباتهم وهم يشيدون بشجاعته وإنسانيته الطاغية المقبور وبدون خجل أو جحل ( يا للسخرية والتفاهة ) !! وأين شجاعته عندما صادوه بحفرة مثل الفأر ودون ان يبدي اية مقاومة ولم يفكر حتى بالانتحار المشرف ، وأين إنسانيته وآلاف من الوثائق التي أدانته وأثبتت جرائمه بحق أبناء شعبه والشعوب الأخرى ، وأفلام الفيديو تيب بالصوت والصورة قد صورت جرائمه البشعة بحق الإنسان العراقي وأرضه ، فهم يريدون أن ينكروا هذه الجرائم ونحن نعيش الزمن الذي وقعت به الجريمة ولم يجف دماء الضحايا والشهداء بعد ، إن الحقيقة الدامغة كالشمس والتي لا يمكن حجبها بغرابيلهم مهما حاولوا ، هي إنه إذا كان هنالك يوماً تعسة في تأريخ العراق الحديث فهي في عهد صدام وحزبه الفاشي ، الذي أذاق شعبه ما لم يذوقه أي شعب على الكرة الارضية .

أن كل هذه الادعاءات والكتابات المشبوهة تأتي ضمن الحملة التي تقوم بها كتاب العرب لمساندة قوى الظلام والإرهاب والطائفية في العراق ، علما أن هذه الحملة الشرسة التي يقوم بها الإرهابيون لفلول حزب البعث في الداخل مع حلفائهم المتسللين العرب عبر الحدود العراقية وأذنابهم في أوربا وفي البلدان العربية والإسلامية بحجة مناصرة أهل السنة ، ويدعون بهاتانا أنهم يتعرضون الحملة تطهير من قبل الحكومة العراقية ، لكن الحقيقة معروف ومعلوم لدى الجميع يراد منها عرقلة تجربة الديمقراطية وإفشال الفيدرالية في العراق وصولاً الى إنهائها .