| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود الوندي

 

 

 

الخميس 14/1/ 2010



العدوان الإيراني ومحنة الحكومة العراقية

محمود الوندي

حيث أبتلى العراق بجيرانه في جميع العهود السابقة ، ولم يسمحوا له بالاستقرار عبر التاريخ وبالاخص في عهد الشهيد عبد الكريم قاسم اي بعد نجاح ثورة الرابع عشر من تموز 1958 وحاولوا إلحاق أشد الأضرار بثورة الشعب العراقي وتحت مختلف الذرائع والواجهات ( ولا اريد ان اشر الى الاحداث تلك الايام الذي عاشها الشعب العراق ويتذكر كل تفاصيله ، فكيف عملوا على خلق المشاكل للثورة وتخريبها ، وخلق الصرعات بين القوى السياسية انذاك وبتخطيط من المخابرات الأجنبية ، البريطانية والأمريكية تحديداً الى ان أثمرت جهودهم بالانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963 والأتيان حزب البعث الى الحكم الذي حول العراق الى حالكة الفترات المظلمة ) .

والشعب العراقي يعرف مواقف الدول المجاورة غير المنصفة طوال العقود الماضية ولا يريدون للعراق خيراً عندما أراد يسير نحو البناء وتقدم المجتمع ، وإيقاف مسيرته الاصلاحي عندما يتوجه نحو الحياة الكريمة والعيش بالرغد والامان ، وتحاول هذه الدول منع استقرار وتطور العراق وإفشال المشروع الوطني الديمقراطي وبناء المجتمع المدني ، وادخال الشعب العراقي دائما في نفق مظلم من خلال زرع الفرقة والشقاق في صفوف العراقيين واغراقهم في فوضى عارمة ، والتاريخ حافل بالشواهد .

بعد سقوط النظام البعثي في العراق لقد تحركت دول الجوار ضد مصلحة الشعب العراقي ( كسابق أوانها ) والعمل على اجهاض المشروع الديمقراطي الذي تبعه نظام العراق الجديد ، وانها تعيد نفس السيناريو الذي عملته بعد ثورة 14 تموز 1958 فهذه المرة حجتهم لدرأ الخطر الشيعي تارة ، وتارة اخرى محاربة الاحتلال الامريكي او الدفاع عن العراق ووحدة أراضيه ، ولكن الغاية في الحقيقية تخشى الديمقراطية والتطور في العراق وإبقاءه ضعيفا ومحروما من ثرواته الغزيرة اي يبقى العراق كالبقرة الحلوب ، إضافة الى تكاثر ملفات التعويضات عن حروب النظام البائد الجنوني ، وصمت الحكومة العراقية هو السبب الذي جعلت هذه الدول ليس فقط تصول وتجول في الشأن العراقي وانما تخوض في الدم العراقي ، وعن كل ما يحصل من مآسي في العراق .

ولا شك ان يكون النظام الإيراني ضمن هذه الدول الذي التقى مصلحته مع المصالح الانظمة العربية رغم التناقض الأيديولوجي بينهم ، والنظام الايراني له دورا مهما في التدخل في الشأن العراقي ونفوذه يتصاعد من خلال الإمكانيات الكبيرة لشراء الذمم وتسربها الى داخل الميليشيات والمد نفوذه داخل هياكل الدولة ، بالاضافة الى دخول فرق الموت الى العراق وقيامها بعمليات اجرامية بحق ابناء الشعب العراقي على مدى سنوات الماضية ، ويحاول ضعف الدولة العراقية عسكريا واقتصاديا والهيمنة على سياسته ، حيث يعبر النظام عن مطامعه بأرض ومياه وثروة العراق على حساب دولة متأزمة كالعراق ، والاستحواذ على ثرواته النفطية لا سيما تلك الحقول المتاخمة للحدود العراقية الأيرانية .

ولا أثارت أعجابي !!! كيف التقت مصلحة إيران مع مصلحة الدول العربية ومنها السعودية برغم الخلافات الأيديولوجية فيما بينهم ، لان هناك وحدة الهدف وهو إجهاض الديمقراطية في العراق رغم التناقض الأيديولوجي بينهم .

واحذر الحكومة العراقية من قبل الشخصيات الوطنية والسياسية أكثر من مرة من تدخل إيراني كبير في الشؤون العراقية للاسف استمر المسؤولون في الحكومة بتجاهل هذه المسألة وينفون التدخل الايراني في شؤون العراق وكما يصرحون ان العلاقات الإيرانية العراقية باحسن أحوالها ، وقائلين إن ليس هناك أدلة دامغة على ذلك .

تساءل وتعجب !!! هل نحتاج إلى دليل أكبر مما نشهده اليوم ؟
ومنذ سقوط النظام البائد في العام 2003 نفوذ إيراني يتزايد في العراق وتعمل حثيثا على استغلال حالة الفراع الامني واستغلال كثير من القادة العراقيين الذين نصبهم الأميركيون في الحكم أمضوا سنوات في المنفى في إيران ، وتمكنت تحت اشكال وصيغ مختلفة من الهيمنة على الشارع العراقي وخاصة في الجنوب من خلال المليشيات التي تسرب لها عملائها والعصابات الارهابية التي تتمركز في مواقع خطير بالدولة العراقية ، إضافة الى شبكات تهريب المخدرات والمواد غير المشروعة من ايران التي تسرح وتمرح داخل المجتمع العراقي بدون خوف او عقاب لانها ترتبط بالمليشيات المسلحة وثيقة الصلة بايران وان حالات الادمان باتت اكثر انتشارا وخطورة بين المراهقين .

التدخل النظام الايراني في الشان العراق ، وأطامعه التوسعيه على ارض العراق ، بات واضحا جدا ولا جدوى من انكاره من قبل المسؤولين ، وراح المال الإيراني والسلاح وعملاء المخابرات يمر عبر حدود الى داخل العراق لأهداف المختلفة ، فاستراتيجية إيران تقضي بتوجيه عمليات متنوعة داخل العراق عن طريق عملائها هناك من مليشيات مسلحة ومن الذين يعملون داخل الاجهزة الامنية ، واخيرها عملية التوغل الإيراني في الجنوب بصورة علنية واحتلت وحدة إيرانية حقل الفكة النفطي والذي يقع ضمن حدود محافظة ميسان .

وزيادة المخاوف العراقيين من نفوذ إيراني كبير في العراق ، وحيث يخشون من أن يصبح بلدهم بحكم الأمر الواقع دولة عميلة لإيران وبالاخص عندما تغادر الولايات المتحدة . ويثير القلق لديهم من الدور الايراني في العراق لان لم يصدر بيانا حكوميا صريحا من قبل السلطة العراقية كعادتها حول تجاوزاتها واحتلالها لحقل الفكة النفطي وصمتها التي لم تتعدى دورها سوى التغطية والتكتم على تلك التجاوزات التي اخرها احتلال الحقل النفطي في الفكة ، وبات تلمس الحلول الجانبية لرضا الجانب الايراني ، ومحاولة التغطية والتستر على الاحتلال من قبل المسؤولين اعلاميا ونكران هذا االامر .

نعم ، فالاختراق الايراني للعراق ارضا وثقافة وسياسة بلغ اعلي درجاته منذ عام 2003 ولعل الذين يعيشون في العراق يعلمون الي اي مدي تصدق رؤية وانطباعات يشر بشان النفوذ الايراني في العراق ، واذا سألت اي مواطن عراقي عن التدخل الايراني في شؤون العراق سوف يتحدث لك عن معاناته من التدخل وبالاخص في جنوب العراق .

في كل الأحوال ، يجب على الحكومة العراقية وأن تنتهج الطرق الديبلوماسية في البداية وتلجأ الى الامم المتحدة او مجلس الأمن حول انتهاكات إيرانية ، ان تأخذ موقفا صارما ازاء تلك الانتهاكات ، وتحاول ان يضع حدا لها وفي مقدمها احتلال حقل الفكة النفطي وقصف قرى كردستان بالمدافع ومشكلة الأنهار والمصبات المائية التي تحاول إيران تحويل مجراها الى داخل اراضيها ومنع تدفقها إلى داخل الأراضي العراقية .
 


 

free web counter