| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود الوندي

 

 

 

الجمعة 10/12/ 2010



مجلس محافظة بغداد تضع مسمارا في نعش الديمقراطية

محمود الوندي

قبل عدة ايام قامت قوة أمنية بتنفيذ القرار الجائر لمجلس محافظة بغداد بالهجوم على نوادي الاتحادات والجمعيات الثقافية والاجتماعية والنوادي الليلية والترفيهية وتم اغلاقها بما فيها مبنى إتحاد الادباء والكتاب العراقي الذي عومل أسوة بالنوادي الليلية ، انصياعا الى بعض الاصوات الشاذة والمنبوذة داخل المجتمع العراقي الذين يتمشدقون بالاسلام وفي داخلهم الامراض الخبيثة التي ورثوها من افكار البعث ، بحجة حرص المجلس على تطبيق القوانين الاسلامية ، لكن هناك أجندات سرية تستهدف حقوق الناس وتهديد العملية الديمقراطية الفتية ،، وبخيالهم !!! لان هؤلاء المثقفين يتنكرون لهوية الأمة الاسلامية ومقومات وجودها ، ويعيثون في المجتمع العراقي فسادا ، وعدم تطبيق تعاليم الدين الاسلامي ، لكن في الواقع هم مع كبت الحريات وانتهاك حقوق المواطنين ، وقمع الاقلام الشريفة التي تبحث عن الديمقراطية الحقيقة ، وغلق افواه المثقفين كي لا تنكشف حقيقتهم الكالحة ، وتنكشف اسرار إرتزاقهم على قوت الجماهير بأنيابهم السامة ، وكيفية كسبهم للمال الحرام ، وخوفا لكشف شهاداتهم المزورة ليعرفها القاصي والداني ..

لا شك ان هذا القرار لمجلس محافظة بغداد ، يبرهن لنا ان النظام الجديد في العراق ما هو إلا الوجه الأخر للنظام البعثي وهذه المرة باللباس الديني ، لذلك قوبل القرار بالاستنكار الشديد من قبل جميع اطياف الشعب العراقي الذين الحريصين على نجاح العملية الديمقراطية في العراق ، لان القرار يعتبر في منتهى التعسف والهمجية ، ومنعطفا خطيرا يهدد الوضع الثقافي والمثقفين بشكل عام ، وتعد انتهاكا صريحا للمبادئ الديمقراطية ..

إن هذه الإجراءات التعسفية التي تنال من حرية القوميات والأديان والمذاهب والتي لها تقاليدها وأعرافها الخاصة ، تنفر الناس عن الدين ، لان الحظر جاء من منظور ديني على اساس تحريم فتح الجمعيات والنوادي للحفاظ على تقاليدنا وأعرافنا وقيمنا الاجتماعية ، ومن حهة اخرى هذه الإجراءات تفتح الطريق على الارهابيين وفلول البعث الذين يريدون تخريب العملية السياسية في العراق الجديد وتفشل الديمقراطية ، دليل على جهل المسؤولين المتأثرين بثقافة النظام السلطوي في مجلس محافظة بغداد ...

لقد تبين ان اعضاء مجلس محافظة بغداد يحاولون إرجاع عجلة التاريخ الى الوراء رغم تشدقهم بالديمقراطية ، وبأن لهم عقلية لا تنسجم مع حرية الناس ولا مع روح الإبداع والتطور ، وهكذا فهؤلاء المسؤولين يسيئون للدين ، لان القرار يتخذ من الدين موقفاً مضاداً للحريات وتبتعد عن متطلبات الحياة والدولة المدنية ..

سؤال يطرح نفسه ، لماذا يعجز مجلس محافظة بغداد بأعتباره الواجهة الرئيسية للحكومة المركزية ، من وضع حد ومعالجة الفساد الاداري بحيث لا يستطيع احد إخفاؤه ، ومحاسبة المتجاوزين والمتلاعبين بالقرارات ، ووضع حد لظاهرة تسول ايتام المقابر الجماعية وضحايا الارهاب في الشوارع ، وظاهرة الكلاب السائبة ، وهي المهام الأصلية لمجلس محافظة بغداد ، فبدلا عن ذلك يتصرفون بشكل لا إنساني لاغلاق نادي ادباء العراق وتحجيم الثقافة وقمعها وتغيبها ؟؟؟ !!!! ، هذه الإجراءات ستؤثر بشكل سلبي على مستقبل العراق وتضع مسمارا في نعش الديمقراطية ...

فعلى مجلس محافظة بغداد بدلا من قيامه بهذه التصرفات ، واستغلال صلاحياته لاضطهاد الناس ، كان افضل لها ان يفكر في كيفية وضع خطة لبناء مشروع إنساني . ومن خلاله تقديم الخدمات الحياتية والانسانية للمواطن البغدادي ، وتوفير فرص العمل للعاطلين ، وتحقيق العدالة الاجتماعية ، وعليه ان يراعي الفقراء والمحتاجين ورفع مستوى معيشتهم والاستجابة لمطالباتهم ، ويتخذ إجراءاته لمنع الجريمة والانفلات الامني والاستجابة لشكاوى آلاف المواطنين الذبن بلغ بهم الضيق والآذى ، لان غلق النوادي الاجتماعية والادبية ، ومنع المشروبات الكحولية ، يعني بداية جديدة لتدمير ما تبقى من العراق بالشريعة الاسلامية ، لان هكذا الإجراءات ستفسح المجال للمجاميع الضالة بتداول واستخدام كافة انواع المخدرات ، إضاقة الى ممارسة فسقهم وفجورهم في بيوتهم الخاصة .....

للاسف الشديد هكذا المسلمين يسؤون للاسلام وأساءتهم الى سمعة الدين ، لأن إجراءاتهم التعسفية اتخذت باسم الدين والأخلاق ، بينما في الحقيقة العكس هو الصحيح ، لان تعاليم الدين لا تنص على محاربة الثقافة ومعاقبة من يحتج على الفساد وظلم الإنسان ، والتضيق على حريات المواطنين ومنع مشاركة الفنانين الموسيقين في المهرجانات الثقافية ..

أن نتائج هذه الإجراءات ستكون جد وخيمة على الدين والثقافة ، وعلى مستقبل الأجيال القادمة ، فالموسيقى هي غذاء للروح وتهذيب للنفوس ، وهي تشكل جزءً مهماً من المورث الاجتماعي ، أي ثقافة الأمة ، للاسف على هؤلاء الذين يتجاهلون ، بان الموسيقى وغيرها هي من الوسائل الترفيهية فاصبحت من الضروريات التي لا غنى عنها ، لأنها تخفف من الضغوط النفسية التي يتعرض لها الإنسان خلال عملهم اليومي المرهق ..

 

free web counter