| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود الوندي

 

 

 

الأربعاء 10/11/ 2010



هيمن المؤسف على شبابه

محمود الوندي

بعد سقوط النظام البائد في عام 2003 يتعرض الشعب العراقي الى الارهاب المثير من قبل دول الجوار والتي ترسل أرتال الإرهابيين الى العراق ، واخذت تجري انهار الدماء الزكية للعراقيين في جميع المدن العراقية ومنها بغداد العاصمة على إختلاف عقائدهم ومذاهبهم وقومياتهم ، وهدف الارهابيون للارهاب المدنيين العزل واشاعة الخوف والرعب في صفوفهم ، حيث تكون المقاهي والمساجد والاسواق الشعبية والمجالس العزاء والشوارع المكتظة بالمواطنين الابرياء هدفا رئيسيا لهم ، واصبحت الحياة في العراق واقفة على كف عفريت ..
هذه الاعمال الارهابية مربوطة للمخططات المشبوهة التي تستهدف استقلال وسيادة العراق الجديد بنظامه السياسي بفيدراليته وديمقراطيته الحديثة ، لان معظم البلاد العربية والاسلامية غير راضين عن هذه التغيرات التي تحدث في العراق ، ويريدون قتلها في مهدها ، واسترجاع العراق الى صفوفهم السياسية في الدكتاتورية ..

واخيرا ما تشهد مدينة بغداد في اوسع تفجير متزامنا مع حادث كنيسة " سيدة النجاة " بعد نجاح المسلحون في تنفيـذ هجمات دامية بسيارات مفخخة وعبـوات ناسفة التي راحت ضحيتها مئات من القتلى والجرحى وكان من ضمن تلك الضحايا الاستاذ الجامعي" هيمن خليل محمد علي من سكنة مدينـة خانقين " الذي كان إنسانا متواضعا وحريصا على إشاعـة روح والأخاء والتسامح بين جميع فئات الشعب العراقي ومكوناته ، وكان يحمل في عقلـه وقلبـه رايـة السلم والمحبة وخطاب الثقافة البعيد عن الكراهية والبغض ..

وان استشهاد مثل هكذا شخصية اكاديمية الذي أهرقته بلا رحمة التفجيرات العابثة التي انهت تدفق قلب ينبض بالحياة ، وروح استضاءات بمحبة لعلمه وطلابه ، ولم يسمح له ان يكمل مشواره العلمي لتقديم الخدمات الجليلة الى قوميه وشعبه لان إرادة الارهاب الاعمى والقاسي اوقف حركة الفكر التنويري لدى الشهيد الراحل " هيمن " ، وان استشهاده يكون خسارة للمجتمع الكوردي بشكل خاص والمجتمع العراقي بشكل عام ، وبرحليه ينتكس العلم والمعرفة ، كما تكون خسارة كبرى على جوهر الثقافة ..

وهكذا انهت التفجيرات حياة الاستاذ الجامعي " هيمن " أحد ابرز الاكاديميين في الجامعة المستنصرية ( كلية العلوم / قسم الرياضيات ) ، وترك لاهالي مدينة خانقين قساوة الحزن وعمق الألم ، كما ترك صورة المبتسم وشفيف الروح والذكريات الحلوة لا تغيب عن ذاكرتيهم ، وطيبته وإنسانيته المرصع بثقل الاحجار الكريمة ، وبفقدانه نودع اكاديميا من قمة العطاء العلمي ومن حملة مشروع التطور والحداثـة في العراق ، هذه دلالة على مد الحقـد الظلامي الاسود ضد العقل العراقي التنويري ..

إن سبب تأزم الاوضاع الامنية في العراق تدل على تدني الاجهزة الامنية وضعف المعلومات الاستخبارية ، واهمال الحكومة وعجزها عن حماية أرواح المواطنيين الابرياء ، لانها لم تضع حلولا واقعية للازمة الأمنية ..
اما السبب الرئيسي لفسح المجال للارهاب الخارجي والداخلي والذي يكون ضحيته من ابناء شعبنا ومن ضمن الضحايا من الاكاديمين والاستاذة والمثقفين بكل انواعها .. فشل الكتل السياسية الفائزة في التوافق على شخصية رئيس الحكومة بعد حوالي ثمانية اشهر على إجراء الانتخابات البرلمانية ، لان نبتت في عقلية السياسيين وقلوبهم الدكتاتورية الطائفية والحزبية ، كما تنبت الأعشاب البرية في الخلاء ويرفضون تدوال السلطة ، وتمسكهم بالكراسي السياسية ..
 

 

free web counter