محمد توفيق
الثلاثاء 3/8/ 2010
شغف الطفولة
محمد توفيق
من ابعد الاقاصي
ارى شجرة التوت شاخصة في باحة دارنا العتيقة
تقاوم بعنفواها قهر الزمن
وارجوحوتنا التي علاها الغبار
ما زالت تضم تحت جناحيها دفئنا الطفولي
ومازال خبز امنا ساخنا
ينتظر صباحنا الطفولي المشاكس
ومعول ابي ساخن هو الاخر
تنبع من بين كفيه مياه البئر رقراقة
تؤمها دوما فتيات الجيران
بعيونهن الشبقة
وبكل دلالهن يحرقن قلوبنا الفتية
وباب حوشنا الكبيرمشرع بوسع دلفتيه
للضيوف القادمين من الاطراف
ليناموا ليلهم على اسرة قلوبنا
واغاني عمي لاتزال رطبة في اسطبله
وخيوله تطلق مع الفجر صهيلها
تومئ لفارسها ان يعدو على صهوتها
نحو احلام كهولته
وعمتي بظهرها المحودب
توقد من حطب بستاننا نارها الابدية
لتعد شاي الصباح لاطفال مشاكسين
الذين يطوفون حول موقدها
ليشربوا الشاي من اقداح بركتها
ومن ثم يتراكضون بكل صخبهم نحو مدارسهم
املين ان يصطادوا حرفهم المسمر على المقاعد
وانا رغم كل ثقل سنوني
لازلت اجري نحو مترع طفولتي
لالملم من بين جنباته كركارتي
واحلامي الضائعة