| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

د. محمد شطب

 

 

 

 

الخميس 4/2/ 2009

 

قارّات العالم

د. محمد شطب
 
قبل التطرق إلى القارات، أسمائها، مساحاتها، عدد دولها، أوعدد القاطنين فيها، تجدر الإشارة إلى بعض المعلومات الأساسيَّة، التي تتعلق بالكرة الأرضية.

تُعْتَبَر كرتنا الأرضية موطناً لكل أنواع الكائنات الحيَّة التي نعرفها، وهي الكوكب الثالث في مجموعتنا الشمسيّة، ويقدر عمرها بحسب المعطيات العلمية المتوفرة حالياً ب 4.6 مليارد سنة، كما تقدر المسافة التي تفصل هذا الكوكب عن الشمس ب 149.6 مليون كيلومتر. يبلغ قطر الكرة الأرضية عند خط الإستواء 12.700 كيلومتر. يدور هذا الكوكب حول نفسه، وتكتمل دورته اليوميَّة خلال مدة مقدارها 23 ساعة و 56 دقيقة و 4.09 ثانية، كما يدور حول الشمس وتكتمل دورته السنوية خلال مدة مقدارها 365 يوم و 6 ساعات و 9 دقائق و 9.45 ثانية.

تشكل مساحة القارات ما مقداره (29.3) من مجموع سطح الكرة الأرضية، أما النسبة الباقية من مساحة معمورتنا (70،7)، فهي ما تشكله مياه البحار والمحيطات والجزر المنتشرة فيها. ويحيط بالكرة الأرضيَّة غلاف غازي تكون فيه نسبة الأُزوت (النِتْروجين) 78،08% ونسبة الأوكسجين 20،95% و0،09 من غاز الآرغون بالإضافة إلى نسب ضئيلة جداَ من غازات النيون ـ الهيليوم ـ الآوزون و ثاني أُكسيد الكاربون.
إختلفت الآراء فيما يخص عدد القارات وكذا في ترسيم حدودها، وبخاصة فيما يتعلق بأمر القارة الأمريكيَّة والقارتين الأوربية والآسيوية، فمنهم من يعتبر أمريكا قارة واحدة، وآخرون من يعتبرونها قارتين مستقلتين، الشمالية والجنوبية، وكذا الحال بالنسبة للقارتين الأوروبية والآسيوية، فمنهم من يعتبرها قارتين مستقلتين وآخر من يعتبرها قارة واحدة، القارة الآسيا ـ أوروبية، أما القارتين الإفريقية والأسترالية فأمرهما يختلف، حيث أن حدودهما واضحة ولا لبس عليها، وفيما يخص القطب الجنوبي فإن الإختلاف يتمثل في حجم المساحة التي يتكون منها، فلم يتم تحديد هذه المساحة بعد بفعل تراكم الجبال الجليدية على هذا القسم من الكرة الأرضية.

القارة المساحة/ كم2 السكان
قارة آسيا 44.400.000 4.010.000.000
قارة إفريقيا 30.300.000 1000.000.000
قارة أوروبا 10.500.000 733.000.000
قارة أمريكا (الشمالية) 24.900.000 523.000.000
قارة أمريكا (الجنوبية) 17.800.000 381.000.000
قارة أستراليا 8.500.000 34.000.000
القطب الجنوبي 13.200.000 4000 (فقط، وينخفض إلى ال 1000 في الشتاء)
المجموع 136.400.000 6.681.000.000

أسماء القارات:
كثيرا ما يُطرح السؤال عن مصادر اسماء القارات أو عن مدلولات هذه الأسماء، وفيما يلي شرح لها:
آسيا (Asien):
وهي في اللاتينية (
Asia)، إشْتَقَّ الرومان هذه التسمية من الكلمة الأشوريَّة الأصل (آسو ـ Assu)، التي تعني "شروق الشمس" أو "الشرق"، وتعتبر هذه التسمية موازية للتسمية اللاتينيَّة "orient"، التي تعني "الشرق" أيضاً، وكثيراً ما يستخدم الأوربيون مصطلح بلاد الفجر، للدلالة على بلدان الشرق، أي على البلدان التي تشرق عندها الشمس ليميزوها عن بلدان الغروب.

إفريقيا (Afrika):

أطلق قدماء الرومان اسم إفريقيا (
Africa) على المنطقة التي تسمى اليوم الجمهورية التونسية، وجاءت هذه التسمية بالإعتماد على اسم لإحدى القبائل القاطنة في منطقة قرطاج في تونس الواقعة شمال هذه القارة، والتي كانت تسمى قبيلة " أفري Afri "، بعدها إستُخْدِمَت هذه التسمية لتشمل منطقة شمال أفريقيا وبالتحديد المناطق الواقعة غرب نهر النيل، التي كان يطلق عليها اسم "ليبيا" سابقا، وتطور إستخدام هذا المصطلح حتى شمل في وقت لاحق القارة بأكملها. وهناك من يقول بأن التسمية مشتقة من الكلمة الفينيقيَّة "آفار ـ Afar"، التي تعني "الغبار"، وآخر من يقول بأنها مشتقة من الكلمة اليونانيَّة "aphrike"، التي تعني "غير باردة"، ويقابلها في اللغة اللاتينيَّة كلمة "aprica"، التي تعني "مُشْمِس"، وربما وردت هذه الآراء إرتباطا بظاهرة الصحراء وما يترتب عليها من عواصف الغبار المنتشرة هناك، أو بالأجواء المُشْمِسَة في عموم القارة، وقد إسْتُخدِمَ هذا المصطلح في كتب التأريخ منذ القرن الثالث قبل الميلاد، أي منذ فجر الإمبراطورية الرومانية.

أوروبا (Europa):
أغلب الضن بأن هذه التسمية مأخوذة من الكلمة اليونانيَّة (
Erebos)، التي تعني "الظلام"، وبمعنى آخر "بلد الغروب"، ويقال إنَّ هذه التسمية جاءت كنقيض لتسمية آسيا "الشرق"، أي بلاد الشمس أو النور أو الشروق. وحسب إحدى الحكايات اليونانيَّة القديمة فإن التسمية مشتقة من اسم لفتاة فينيقيَّة تسمى"اوروبا ـ Europa"، والدها الملك الفينيقي "Agenor"، أحد ملوك زمانه، ووالدتها "Telephassa"، التي أنجبت من الملك أجنور كل من "Europa, Kadmos, Phoinix , Kilix". وبحسب الميثيولوجيا اليونانيَّة، فقد وقع أكبر آلهة أولومبيا المسمى الإله "سيوس ـ Zeus"، إبن الإله "كرونوس ـ Kronos"، التي تطلق عليه هذه الميثيولوجيا لقب إبن الأرض والسماء، وأمه الآله "ريتا ـ Reta"، ملكة "الجريان"، وقع هذا الإله بحُبْ الفتاة اوروبا، وبسبب الخوف الشديد من زوجته المتكبرة الآله "هيرا ـ Hera" قام بتحويل نفسه إلى "ثَوْر" وخطف الفتاة " اوروبا ـ Europa" وهرَّبَها عن طريق البحر على ظهره، سابحاً بها إلى قرية "ماتالا ـ Matala" الواقعة في جزيرة "كريتا ـ Kreta " اليونانية، وهناك حَوَّل نفسه إلى صقر وجلب الفتاة معه إلى مدينة " غورتس Gortys" التأريخيَّة وسط جزيرة كريتا. وفي هذا المكان قام بإغرائها ومداعبتها. وكلمة "اوروبا ـ Europa"، هي من الكلمات المستخدمة في إحدى اللغات الساميَّة، التي إنتشرت على سواحل البحر المتوسط، والتي تعني الظلام أو المساء، ونُقِلَتْ هذه المفردة كما هي إلى اللغة اليونانيَّة "erob" ثم جرى تحويرها، وبالتالي ضمها إلى المفردات اليونانيَّة، لتصبح "erobs"، بمعني المساء أيضاً، ومنها إشْتُقَّت كلمة "eroba"، التي تعني بلاد الغروب.

أمريكا (Amerika):
جاءت هذه التسمية من اللاتينية أيضا (
America)، وهي مأخوذة من اسم التاجِر والبحّار الإيطالي (أمريجو فسبوتشي، Amerigo Vespucci، المولود في 9/3/1451 في مدينة فلورنسا إلإيطالية، والمتوفي في 22/2/1512 في إسبانيا)، وقد تمكن أمريجو من إكتشاف السواحل الشرقية لجنوب القارة الأمريكية عام 1499، أي بعد فترة قصيرة من قيام البحار الإسباني (كريستوف كولومبوس ـ Christoph Kolumbus 1451 ـ 1506) بتأريخ 12/10/1492 من إكتشاف هذه القارة، حين تمكنه من الوصول إلى جزيرة البهاما في البحر الكاريبي، التي تسمى اليوم جمهورية السلفادور. قام كولومبوس بعد ذلك بثلاث رحلات مختلفة تمكن من خلالها إكتشاف أجزاء أخرى في وسط وشمال القارة، إلا أنه كان يضن بأن هذه الأراضي الجديدة ما هي إلا إمتداد لشبه القارة الهنديَّة (كانت هذه التسمية تطلق سابقا على قارة أسيا)، بينما تمكن أمريجو فسبوتشي من تبيان كون هذه الأراضي، أراضٍ جديدة في الجانب الآخر لأوروبا ولا علاقة لها بشبه القارة الهندية. ولم تتوفر معلومات دقيقة بمعرفة أمريجو عن الإكتشاف الذي حققه كولومبوس أو عن رحلاته اللاحقة بإتجاه القارة. وقد سُمِّيت القارة بإسم البحّار الإيطالي بناء على مقترح قدمه الشاعر الألماني (ماتياس رنكمان Matthias Ringmann) إلى صديقه (مارتين فالد سيموللر Martin Waldseemüller)، عندما كان هذا منهمكاً في إصدار طبعة جديدة لمجموعة الخرائط التي رسمها العالم اليوناني بطليموس (Claudius Ptolomaeus 100ـ175 للميلاد) بخصوص الكرة الأرضية وقارّاتها، بعد إن إطَّلع هذا الشاعر على الرسائل التي كتبها فسبوتشي عن إكتشافه الجديد، مما دعى السيد فالد سيموللر من أن يكتب وصية بهذا الشأن وينشرها في طبعته الجديدة لخرائط بطليموس، وتم الأخذ بهذه الوصية لاحقاً.

أستراليا (Australien):
هذه التسمية مصدرها أيضا من اللاتينية، (
Australia)، وهي تعني "بلاد الجنوب (Terra Australis)"، وذلك لوقوع هذه القارة إلى الجنوب من قارة آسيا. إكتشفها البحّارة الأوربيون نهاية القرن السابع عشر، وبتأريخ 28.04.1770 تم إحتلالها من قبل القوات البريطانية وأطلقوا عليها اسم "ويلز الجنوبية الجديدة". حكمت بريطانيا سيطرتها عليها حتى مطلع القرن العشرين.

حدود القارت:
هناك الكثير من الملاحظات التي يمكن إثارتها، والتي تتعلق برسم الحدود الفاصلة بين القارات، فتارة تكون هذه الملاحظات ذات طبيعة جغرافية وأخرى سياسيَّة، وفي الغالب يتم ربط هذا الجزء أو ذاك من هذه القارة أو تلك بغيرها لإعتبارات سياسيَّة وليست جغرافيَّة، ومن الأمثلة على ذلك:
ـ التداخل الجغرافي:
• تعتبر الجمهورية التركية جزء من قارة آسيا، إلا أنَّ جزء من مدينة إسطنبول التركية يقع ضمن الحدود الجغرافية لقارة أوروبا.
• تعتبر جمهورية مصر العربية جزء من القارة الأفريقية، إلا أنَّ شبه جزيرة سيناء تقع ضمن الحدود الجغرافية لقارة آسيا.
• تعتبر جمهورية كازخستان جزء من قارة آسيا، إلا أنَّ جزء كبير من أراضيها يقع ضمن الحدود الجغرافية لقارة أوروبا.
• وتعتبر روسيا جزء من القارة الأوربية، إلا أنَّ جزء كبير من أراضيها يقع ضمن الحدود الجغرافية لقارة آسيا.

ـ التداخل السياسي:
• إرتباطا بالحقبة الإستعماريَّة التي بدأت بإكتشاف القارة الأمريكية ومن ثم الإسترالية من قبل البحّارة الأوروبيين، وما تبع ذلك من بدايات للثورة الصناعية في أوروبا وما ترتب عليها من زيادة الطلب على المواد الأولية، الذي فتح بدوره شهية البعض من قادة الدول الأوربيَّة على ركوب البحر والقيام بغزو بلدان القارات الأخرى وبالتالي فرض سيطرتها على أجزاء مختلفة من العالم، هذه السيطرة التي إستمرت قرون من الزمن، ورغم تحرر الكثير من هذه المستعمرات إلا أن البعض من دول أوروبا لا تزال تحتفظ بقسم من مستعمراتها السابقة، لا بل أنها تعتبر البعض من هذه المستعمرات جزء من أراضيها، رغم وقوع هذه الأجزاء ضمن الحدود الجغرافيَّة لقارات أخرى، ورغم بعدها عنها بمسافات تتجاوز أحياناً آلاف الكيلومترات، وقد يبلغ حجم بعض هذه المستعمرات أضعاف مساحة الدولة المُسْتَعْمِرَة ذاتها. (التفاصيل في جدول ضمن مقال القارة الأوروبيَّة.)

ومن الأمثلة على ذلك:
• إحتفاظ إسبانيا بأجزاء من إفريقيا أو ببعض الجزر عند السواحل الإفريقيَّة.
• إحتفاظ البرتغال بجزر شمال قارة إفريقيا أو عند السواحل الشرقية لقارة أمريكا.
• إحتفاظ فرنسا بالعديد من الجزر المنتشرة في بحار ومحيطات العالم بالإضافة إلى مناطق في القطب الجنوبي.
• إحتفاظ مملكة هولندا بالعديد من الجزر في البحر الكاريبي.
• إحتفاظ مملكة الدانمارك بجزر تعتبر جزء من القارة الأمريكيَّة، وتعتبرها جزء من أراضيها.
• إحتفاظ الولايات المتحدة الأمريكية بمجموعة من الجزر المنتشرة في كافة بقاع العالم.

أما الجزر التي لا تزال تحت سيطرة بريطانيا العضمى، والذي يعتبر القسم الأكبر منها مناطق مغلقة للبريطانيين فقط، فهي تستخدم كقواعد عسكرية أو كمحطات إرصاد لطرق الملاحة العالمية أو لأغراض القيام بتجارب علمية مختلفة، وقد تجاوز عددها الآلاف، ويعتبر البعض منها جزء من أراضي المملكة المتحدة. هذا ناهيك عن ما يسمى بالحقوق المكتسبة لبريطانيا في مستعمراتها السابقة، التي تم تنظيمها في دول الكومنويلث والدومنيون.
Commonwealth of Nations، Dominion، وهي تضم في عضويتها أكثر من 54 دولة ويبلغ عدد سكانها أكثر من 1.7 مليارد من البشر.

وأخيراً فإن خط الحدود الفاصل بين قارة آسيا وقارة أستراليا يمر داخل الأراضي الإندونيسيَّة.

يتبع ذلك مقال منفرد لكل قارة.


المصادر:

http://de.wikipedia.org/wiki/Erde
  http://de.wikipedia.org/wiki/Kontinent
 http://de.wikipedia.org/wiki/Asien
  http://de.wikipedia.org/wiki/Afrika
http://de.wikipedia.org/wiki/Amerika
http://de.wikipedia.org/wiki/Europa
http://de.wikipedia.org/wiki/Australien
http://de.wikipedia.org/wiki/Antarktis
http://de.wikipedia.org/wiki/Dominion
http://de.wikipedia.org/wiki/Commonwealth_of_Nations
 

 

free web counter