| الناس | الثقافية | ذكريات | صحف ومواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

د. محمد شطب

 

 

 

 

                                                                                                 الأثنين 21/3/ 2011

          

ماذا لَوْ؟؟؟

د. محمد شطب

ماذا لو يأس المتظاهرون،
وزادت صرخات الضمائر والبطون،
وإقتنعوا من عدم الإستجابة إلى مطاليبهم الشرعية،
وسحبوا الثقة بممثليهم، وأعلنوا القطيعة معهم ونادوا إلى محاربتهم،
وطالبوا بأناس غيرهم، غير فاسدين، أو مُزَوِّرين، أو سارقين، أو ملَوَّثين.

ماذا لو رفعوا شعار إسقاط الحكومة بدلاً من شعار إصلاح النظام،
وطالبوا بإلغاء الإنتخابات وحل مجلس النواب وإعادة كتابة الدستور،
والقيام بإنتخابات جديدة وفق قانون إنتخابي جديد، تحت إشراف دولي،
وسن قانون للأحزاب وفق مبادىء العدالة والديمقراطية والسلم الإجتماعي.

وماذا لو أصَرّوا على إحترام صوتهم، وطالبوا برفع الحواجز والحدود،
وبحرية التعبير، والصحافة والإعلام، والذود عن الوجود.

ستزداد بكل تأكيد أعداد المشاركين في التظاهرات الإسبوعية،
وستتجاوزأعدادهم يوماً ما أعداد المشاركين في الإنتخابات البرلمانية،
وَسَيُكَوِّنوا سيلاً جرّاراً تعجز جحافل السلطة بكل أصنافها،
وتوجيهات ونداءات وصلاوات المرجعيات من كل منابعها،
وتصريحات فطاحل الأحزاب السياسية الشيعيَّة والسُنِّيَّة بكل تلاوينها،
من وقفه، سيلٌ، سوف لا يَعرف أحداً طريق منحاه ولا درب مجراه.
جارفاً لا تقف في وجهه حواجز أو موانع، مدرعات أو مجنزرات أو دبّابات،
تلتحق به كل فئات وطبقات المجتمع، ذكوراً وأناث ومن كل الأعمار والمستويات.

ماذا لو أرادوا سن قوانين جديدة للبلاد خالية من التمييز بين مكونات الشعب العراقي،
يتساوى فيها الجميع رجال ونساء بغض النظر عن إنتمائاتهم القومية والدينية والطائفية،
مضمونها الوطن بأرضه وسمائه ومياهه وبكل خيراته ملكاً للجميع، فالدين لله والوطن للجميع.
قوانين تُبْنى على أساسها دولة المؤسسات المدنية العصرية،
بعيداً عن المحسوبية والمنسوبية والمحاصصات اللاأخلاقية.

ومطالبة كافة المسؤلين من الرؤساء والوزراء والمفتشين والمدراء العامين،
والمتنفذين بتقديم معلومات شاملة وعلنية عن سيرهم الذاتية وتحصيلاتهم العلمية.

وماذا لو طالبوا بتقديم كافة المسؤلين بدءاً بمن رافق الغزاة في حملتهم الصليبية،
مروراً بأعضاء مجلس الحكم الإنتقالي، اللذين أتى بهم الحاكم المنزل من السماء،
وكل من رؤساء الجمهورية ومجلس الوزراء ومجلس النواب ونوابهم وحاشيتهم،
وكافة أعضاء مجلس البرلمان لدورتيه السابقة والحالية إلى المحاكمات العلنية
بعد رفع الحصانات عنهم، وكشف الأسباب والمبررات لذلك، وما أكثرها.

ماذا لو نادوا بحل وتحريم كافة الأحزاب المبنية على أسس قومية أو دينية أو طائفية أو مناطقية أو عشائرية
وتقديم كافة قادة هذه الأحزاب وأعضائها المتنفذين إلى المحاكمات العلنية،
ومسائلتهم عن كافة الخروقات والإنتهاكات والممارسات اللاقانونية واللاأخلاقية واللاشرعية،
التي إرتكبوها تحت أغطية رفع المظلومية وألأحقيّات والمنافع والمصالح القومية والدينية والطائفية،
وهي بمجملها أغطية وهمية تتخفى ورائها منافع شخصية أو مصالح أجنبية.

ماذا لو أصَرّوا على ضرورة حجز الأموال والممتلكات المنقولة وغير المنقولة
لهذه الأحزاب ولهؤلاء المسؤلين وحاشياتهم وعوائلهم وإحالتها إلى خزينة الدولة
على أن تشمل هذه إجراءات مصادرة الأرصدة المتواجدة في البنوك العراقية والأجنبية
بالإضافة إلى العقارات ووسائط النقل ودور الصحافة ودور الطباعة ومحطات الإذاعة والتلفزة
وصولاً إلى الهدايا والإكراميّات والرشاوي والممتلكات الخاصة وحتى مصرف الجيب بما فيه الخردة،
لأنها بمجملها أموال مسروقة من المال العام، ومن قوت الشعب المظلوم، ولا غطاء قانوني أو شرعي لها.

ماذا لو طالبوا بفرض منع السفر على هؤلاء ووضعوهم تحت الإقامة الجبرية،
وطالبوهم بتقديم كشوفات تفصيلية عن إصول ألأموال والممتلكات التي بحوزتهم،
وكذا مطالبتهم بالكشف عن إرتباطاتهم الإقليمية والدولية، بِمَنْ؟ ومتى؟ وكيف بدأت؟
بالإضافة إلى أشكال الدعم التي يتلقوها منهم وأنواع الخدمات التي قدَّموها ولا زالوا يقدموها؟

وأن يقدموا إيضاحاً مفصلاً عن رأيهم بالمحتل،
ومواقفهم من غزوه وتواجده وتصرفاته وخروقاته بحق العباد والبلاد.

وماذا لو نادوا بتحويل قصور المنطقة الخضراء إلى بيوت وساحات لنزهة الفقراء،
وطالبوا بأن يعيش ساكنيها في بقية الأحياء،
وأن يخضعوا لنفس قوانين الرعاع؟؟؟

وماذا لو رفع المتظاهرون في المحافظات شعارات مشابهة بتلك التي يرفعوها في ساحة التحرير،
ويدعوا فيها إلى إسقاط المحافظين ورؤساء مجالس البلديات وحل المجالس البلدية الفاسدة،
وتقديمم إعضائها إلى المحاكمات العلنية بعد مصادرة كافة أموالهم المنقولة وغير المنقولة؟؟؟

وماذا لو نفذ صبر المتظاهرين، وهاج غضبهم، وإندلعت ثورتهم،
وقاموا بالهجوم وإكتسحوا مراكز الشرطة وإستلموا السلاح؟
ماذا لو فتحوا السجون وأطلقوا سراح السجناء بما فيهم المجرمين والخارجين على القانون؟؟؟

ماذا لو تمت سرقة البنوك ومؤسسات الدولة من جديد؟
وماذا لو حرقوا آبار النفط ومنشئاتها؟
وأشاعوا الخراب والدمار في مرافقها،
وطبعاً في المتبقي من مرافق الدولة من غيرها؟؟؟

وماذا لو سالت الدماء، وسقط الأبرياء، وزُهِقَت الأرواح؟

وتحولت سياسة المحاصصات القومية والطائفية والحزبية إلى واقع حال، إلى خراب ودمار،
وتمت على أثرها تصفية الحسابات، التي تَشَعَّبَتْ أشكالها وتلونت مشاربها وتداخلت مصائبها.

وماذا لو حلَّت كارثة الحرب الأهلية؟

فهل تنفع حين ذاك سياسة المحاصصة القومية والطائفية والحزبية؟
وهل تنفع سياسة الحواسم والسرقات والفساد ونهب المال العام؟
وهل تنفع سياسة التمييز والذل والإكراه والإقصاء؟
وهل تنفع أساليب المراوغة والمخاتلة والكذب والإفتراء؟
وهل تنفع سياسة التعتيم والتكفير والتشهير والجهل والظلام؟
وهل تنفع الخطب الجرارة، وأساليب التهديد والوعيد؟

ألم يحن الوقت لضمان كافة الحقوق وإطلاق كامل الحريات؟
وإلغاء كل المعوقات والإجراءات القديمة منها والجديدة، التي تعيق هذه الضمانات؟؟؟
وإحترام إرادة المواطنين في الإصلاح والتغيير،
والكف عن سياسات النفاق والتبرير والتزوير؟؟؟

فقد تعب المواطنون، كَلّوا ومَلّوا من مصائب الأيام والسنين، ومن تشويه وإرباكات المتنفذين،
وهم يبحثون عن الأمن والأمان، عن السلم والسلام، مع بعضهم البعض ومع الجيران،
يريدون العيش الكريم، وبناء الوطن بجهود الخيرين، وتقدم وخير الأجيال القادمين.

فلا بد من الإستعجال في ردم الفجوات،
وإنهاء مظاهر الفوضى وإنهاء دور الميليشيات،
وتقليل الفروقات، وإعتماد العدالة في توزيع المواقع والثروات.
فتموز قادم، وشدة الحر وزيادة ساعات إنقطاع التيار الكهربائي متوقعة،
ولتموز في قلوب العراقيين موقعه، ولصحوته طعمها، ونكهتها ومذاقها.

فهل من عقل يستفيق؟؟؟
وهل من صحوة ضمير؟؟؟
وهل من إرادة لوقف التدهور؟؟؟
وهل من أصالة لصوت حق يعلو؟؟؟
لينقذ الأهل والوطن بعد هذا السبات الطويل.

لنستفيد من تجارب الآخرين قبل فوات الأوان.

فأمثلة ليبيا واليمن والبحرين وغيرها شواهد قائمة
تروي لنا بالصوت والصورة فداحة وقباحة ما يمكن أن تؤل إليه حمم البراكين الغاضبة.

كفى الله العراق والعراقيين المزيد من الشرور.

 

free web counter