| الناس | الثقافية | ذكريات | صحف ومواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

د. محمد شطب

 

 

 

 

                                                                                                 الأحد 20/2/ 2011

          

نريد من بغداد أن تفرش البساط الأحمر
لإستقبال الثوار وليس الأوغاد

د. محمد شطب

نريد من بغداد أن تفتح آفاقها، أذرعتها، أجنحتها، شوارعها، أزقتها، جسورها، ساحاتها، بيوت وقلوب ساكنيها لإستقبال الثِوّار الغاضبين من أبناء العراق الطيبين، الذين تحملوا الويلات وذاقوا شتى أنواع الظلم والجور والعسف ولعقود من السنين، المطالبين بالإصلاحات، التواقين إلى حياة حرَّة كريمة، إلى غَدٍ أفضل وأجمل وأكثر أمن وأمان وسلام، أن تحميهم وتوفر لهم بعضاً من الماء والغذاء وربما الدواء ووسائل الصمود والبقاء، لا أن تستقبل الأوغاد من قتلة الشعوب، من الفاسدين المتسلطين على أموال وأرواح ومصائر ومقدّرات الجماهير والعابثين بأمنهم وحياتهم ومستقبلهم، الواقفين حجر عثرة في طرق تطورهم وتحقيق آمالهم وطموحاتهم المشروعة.

ففي الوقت الذي تستعد فيه الحكومة العراقية مجندة كل طواقمها لإستقبال الأوغاد في 29 آذار القادم، حيث تقوم بإكساء الشوارع وزرع الورود وتزيين الواجهات وإزالت العوائق الكونكريتية وفتح الطرقات، وتعيد ترتيب قواها وطواقمها الأمنية لتوفير كل سبل الراحة والأمن والأمان لضيوفها غير المرحب بهم من قبل أبناء العراق، ناسية هموم المواطنين وآلامهم، غامضة عيوانها على مشاكلهم، ومتانسيتاً ما قام به هؤلاء الأوغاد وأنظمتهم ومن يقف ورائهم من أعمال تخريب وتدمير وقتل وتشريد وترويع وإمتهان للكرامة وطمس الحريات وسلب الإرادة ليس فقط لمواطني بلدانهم، بل لمواطنينا، وذلك بتجنديهم مجاميع الإرهابيين والقتلة والمخربين واللصوص من كل حدب وصوب ليرسلوهم إلى بلدنا ليشيعوا فيه فساداً لم نعرف مثيلاً له منذ غزو هولاكو وجنوده من التتار إلينا، ويرسلوا المليارات لأقزامهم ليتسابقوا في شراء ذمم العراقيين ويتسلقوا على أكتافهم، وليتربعوا على مقاعد البرلمان ويتنعموا بموارد العراق ويخدموا أسيادهم، متجاهلين أبناء الوطن، نسائه ورجاله، أطفاله وشبابه، أيتامه وأرامله ومعوقيه، مرضاه والعاطلين فيه عن العمل.

وما الأوغاد، أمثال بن علي وحسني مبارك و معمر القذافي و علي عبدالله صالح و حمد بن عيسى، إلا نماذج بائسة لهؤلاء الحكام السفلة، الذين يصفون الثائرين من خيرة أبناء أوطانهم بالكلمات التالية:

مجموعة من المشاغبين واللصوص (زين العابدين بن علي)
مجموعة من البلطجية، تقف ورائهم جهاة أجنبية (حسني مبارك)
مجموعات غوغائية، فوضوية، مدسوسة (علي عبدالله صالح)
مجاميع غريبة من خارج الحدود تريد تخريب البلاد وتسعى للفتنة (معمر القذافي)
مجاميع من الخارجين عن النظام (حمد بن عيسى)

ويدفعون بقواهم الأمنية لتوجيه الرصاص إلى صدور الغاضبين، المحتجين، الثائرين على الواقع الفاسد، ليوقعوا مئات الأبرياء قتلى وجرحى كي يحتفظوا بكراسيهم المهزوزة ويستمروا بسياساتهم البليدة.

يتوجه في ال 25 من الشهر الجاري أبطال التنوير، أبطال الإصلاح والتغيير، من بنات وأبناء العراق، من كل مدنه وأريافه، من كل طبقاته وفئاته الإجتماعية، من كل قومياته وأديانه وأطيافه، إلى بغداد ليقوموا بمسيرات إحتجاج على ما يجري في البلاد، مطالبين بإصلاحات سياسية وإقتصادية وإجتماعية، بعد إن شبعوا من المواعيد العرقوبية ول 8 سنوات عجاف، وبعد إن تعبوا من نفس الوجوه التي تكيل لهم هذه المواعيد وتحنث بها متذرعة بأسباب غالباً ما تكون من صناعتها هي، ومنذ سقوط الصنم وتوغل الإحتلال، فعسى أن يتعلم قادة العراق الدروس ويستلهموا العبر من الأحداث العارمة التي هزَّت عروش الطغاة في تونس ومصر (وليبيا) وعصفت بقادتها وأنظمتها، وهي ماضية في البعض الآخر تفجر غضب بناتها وأبنائها ليجولوا في أوطانهم مطالبين حكوماتهم بإصلاحات طال إنتظارها، بل بإسقاط عروش جلاّديهم، نعم إسقاط أولائك السفلة الذين سيتم إستقبالهم وللأسف الشديد في بغداد.

نعم أن يتفهم قادتنا مطاليب الغاضبين ويتداولوا في كيفية التجاوب معها ووضع الحلول السريعة والجذرية اللازمة لها، ولن يلجأوا إلى سياسات التشهير والتهديد والوعيد ضد الغاضبين كما فعل غيرهم، ووصفهم بأوصاف على شاكلة (إنهم من المشاغبين أو من اللذين لم يفوزوا بالإنتخابات، أو من يضعون العراقيل) ناهيك عن عدم التضييق على الغاضبين وعدم التورط في توجيه الرصاص اليهم.

فَهَلْ مَنْ تَوَجَه إلى صناديق الإقتراع في مدن وقرى العراق، من بيوتها الخربة وشوارعها المتعبة، متحدين قوى الإرهاب والإحتلال وإنعدام الخدمات ليؤسسوا لنظام جديد تنطبق عليهم تلك المواصفات، التي أطلقها الحكام السفلة من أمثال بن علي ومبارك والقذافي وغيرهم ومن على شاكلتهم على مواطني بلدانهم،

وهل من يطالب بأساليب عَصريَّة وسِلميَّة

• بإحلال سياسة الإنتماء للوطن بدل الإنتماء للقومية والطائفة والكتلة والحزب
• بإحترام سيادة العراق وقدسية أراضيه وحرمة حدوده وعائدية موارده لأهله
• بإنهاء سياسات المحاصصة المقيته المؤدية إلى تمزيق وحدة الشعب وتفتيت وحدة وسلامة الوطن
• بتقويم الدستور وتعديل القوانين التي وضعت وفق مقاسات المحاصصة لتوضع في خدمة المواطنين
• بمكافحة الجريمة بأنواعها المختلفة وألوانها القبيحة من القتل والسطو والسرقة إلى نهب المال العام
• بمكافحة الفقر والجوع والبطالة والمرض وتدهور الخدمات الصحية والسكنية
• بتوفير مواد البطاقة التموينية والمواد الطبيّة والخدمات العامة وإعادة بناء البنى التحتيَّة
• بالقضاء على الجهل والتخلف والأميَّة والظلام وإصلاح النظام التربوي والتعليمي
• بوضع حد لنهب المال العام والفساد، الذي أخذ ينخر في جسد الدولة ليحولها إلى عصف مأكول
• بإحترام أبناء الوطن وقابلياتهم وكفائاتهم وقدراتهم
• بالإلتفات إلى إقتصاد الوطن وإعادة بناء ركائزه وتحويله من مستهلك إلى منتج
• للحد من أعمال التهجير، وللمطالبة بإعادة المهجرين والمهاجرين إلى ديارهم
• ــــــــــــــــــــــــــــ وغيرها الكثير من المطاليب المشروعة

هم من يمكن أن يوصفوا بمثل هذه الأوصاف،
أو يجري التفكير في كيفية التصدي لهم
أو وضع الخطط للإجهاض عليهم أو تعريضهم للقصاص ؟؟


التيار الديمقراطي في المانيا
 

 

free web counter