| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى صالح كريم
M_s_kareem@yahoo.com

 

 

 

 

الثلاثاء 8/5/ 2007

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

بحثاً عن صديق


مصطفى صالح كريم  *
m_s_kareem@yahoo.com

كانت فرصة نادرة هيأتها مؤسسة (المدى) ليلتقي فيها أصدقاء قدماء ورفاق الدرب الطويل وكتاب وأدباء وفنانون وباحثون بارزون وأصحاب الأصوات المتميزة في الشعر والأدب، وأن يتعانق خلالها كل الأحبة الذين فرق الدهر بينهم وشتتهم نظام البعث العفلقي الدموي.
أسبوع المدى الثقافي كان تظاهرة أدبية، علمية، فنية تناول المشاركون فيه اهم الموضوعات المطروحة على الساحة، وبعد تعب النهار والمناقشات وطرح الأوراق والمداخلات كان الفنانون الأصلاء يتحفون الحضور بأصواتهم الشجية ومعهم استعاد العراقيون أيامهم الماضية وسهراتهم الحلوة قبل أن يخيم الظلام على بغداد.

بالنسبة لي كنت سعيداً جداً بلقائي عددا من اولئك الأصدقاء الذين تربطنا معاً ذكريات السنين الخوالي، وعلى سبيل المثال لا الحصر لم أكن قد التقيت ياسين النصير منذ سبعة عشر عاماً، لأن الفرصة لم تسنح له سابقاً للمشاركة في الفعاليات الثقافية التي كانت تجرى في كردستان في سنوات مابعد الإنتفاضة والتي كان يحضرها العديد من الوجوه الثقافية العراقية والعربية البارزة، بشوق بالغ بحثت عن محمد سعيد الصكار وفاضل العزاوي وعبدالمنعم الأعسم فلم أجدهم رغم أني قبل شهر واحد كنت قد التقيت الأعسم وكان مقررآ حضوره في اسبوع المدى والعزاوي و الصكار اللذان حضرا مهرجان الجواهري قبل سقوط الصنم التقيتهما ثانية العام الماضي في (دوكان) ولكنهما غابا هذه السنة وكان هناك عدد من أدبائنا متلهفين مثلي لروءيتهما وخاصة شيركو بيكه س وحسين عارف ولم نعرف الأسباب التى أدت الى حرماننا من اللقاء بهما.

الآن وبعد ان تعانقت مع كل من أعزهم ومع الذين تعرفت عليهم والذين لم أكن قد تشرفت سابقاً باللقاء بهم رغم أنى أعرفهم من خلال نتاجاتهم وابداعاتهم، الآن بقي علي البحث عن صديق عزيز وعدني باللقاء في اربيل فقد كتب يقول مؤكدا " سنشد الرحال، تلبية لدعوة اسبوع المدى الثقافي"
وبحثت عنه في فندقي شيراتون والسفير وسألت عنه كل من يعرفه، واستنجدت بالصديقين العزيزين الدكتور كاظم حبيب والاستاذ زهير كاظم عبود فطمأناني بأنه لابد أن يحضر، مضت الأيام ولم يحضر، وحاولنا الإتصال به هاتفياً ولم نفلح.
وبعد انتهاء المهرجان وعودتي الى السليمانية تلقيت منه رسالة بالبريد الأكتروني يقول فيها " تحياتي وتقديري لكم جميعاً، يؤسفني جداً أننى لن أكون في اللقاء معكم في السليمانية، لأني لم استطع الحضور الى اربيل بسبب حادث سيارة حصل معي صباح يوم السفر، ولم أتمكن من الحصول على اي حجز جديد بعد أن تأخرت عن موعد اقلاع طائرتي".
وهكذا حرمنا من زيارة صديق عزيز نقدره ونجله، والذي كان بوده المشاركة مع المؤمنين بعدالة القضية الكردية والسائرين في درب العمل الجاد لبناء العراق الجديد وفضح اولئك الذين يحرضون على الكراهية والعداء للشعب الكردي و أن يلقم أحجارآ في أفواه العملاء المأجورين الذين أصلوا المثقفين المخلصين الجادين بنار أسلحتهم الخبيثة كما فعلوا مع الناشط التونسي الدكتور محمد المرزوقي لأنه قال عن مذبحة حلبجة (وصمة عار في جبين الأمة العربية وانه يجب علينا كعرب وحدويين أن نذهب يوماً لوضع باقة زهور على ضريح الضحايا) .
ولكن للأسف غاب الصديق العزيز عن اسبوع المدى الثقافي ولم تكتحل أعين رفاقه برؤيته وأعني به الدكتور احمد ابو مطر الكاتب والباحث الفلسطيني المقيم في النرويج والذي سخر قلمه منذ سنوات عديدة للدفاع عن الشعب العراقي عموماً والشعب الكردي بصورة خاصة، وما انفك يفضح الإرهابين وكل من يتعاون معهم وكل الذين يصفون القتلة بالمقاومة الشريفة لعل الأيام القادمة ستهيئ لنا فرصة استقباله في كردستان مرة أخرى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
* نائب رئيس جريدة(الاتحاد) بغداد