| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى صالح كريم

M_s_kareem@yahoo.com

 

 

 

الأثنين 5/11/ 2007



بيوتهم من زجاج ويتراشقون بالحجارة

مصطفى صالح كريم *

صلاح المختار، البعثي حتى العظم وأحد منظري مكتب اعلام العفلقيين في السابق والذي كان مكلفا بحشو أدمغة الطلبة في كلياتهم بفكر قائدهم الفاشي، ومبتكر مصطلح "صفحات الغدر والخيانة" التي ألصقها بالمنتفضين عام 1991، هذا البوق النشاز الذي كان في طليعة الطبالين للديكتاتور، كتب في الأول من الشهر الحالي مقالا في "جريدة مصر الحرة" بعنوان "من هم الشامتون باعدام قادة العراق؟" وردت فيه مفاهيم تربك حتى الذين كانوا لسبب أو لآخر متعاطفين مع ذلك النظام المأفون وتجعل الوطنيين المخلصين بل وحتى البعثيين الذي كانوا قد ارغموا قسرا على الانتماء الى حزب البعث يشمئزون من هذا الاسلوب الذي مازال ربيبو الحكم المقبور ينتهجونه في مدح رؤوس النظام الذين كانوا وراء كل الكوارث والمحن التي أصابت العراق.
* انه بصلافته المعروفة يتساءل لماذا المطالبون بعدم تنفيذ حكم الاعدام بحق سلطان هاشم يتجاهلون حكم الاعدام على رفيقيه على حسن المجيد وحسين رشيد التكريتي ويستمر في دفاعه الباطل عن علي الكيمياوي بأنه لم يستخدم الأسلحة الكيماوية، في الوقت الذي اثبتت الوثائق التي عرضتها محكمة الجنايات العراقية العليا صحة الاتهام وان علي الكيمياوي لم يطلق عليه هذا اللقب جزافا فهو المسؤول عن موت خمسة آلاف مواطن في حلبجة عدا جرائمه في الانفال والأهواروفي الكويت. اذاً اين هي البطولة التي يلصقها المختار برفيق دربه الاجرامي علي حسن المجيد.
* ولا ينسى المختار اسلوب غوبلز في الكذب فيقول "عرض بول بريمر الحاكم الأمريكي للعراق منصب رئيس الجمهورية على الفريق سلطان هاشم الذي رد العرض بأنه لا يقبل ان يكون رئيسا في ظل الاحتلال"، والذي يعرفه الشعب العراقي بأنه لم يسمع عراقي واحد بأن المرشح لرئاسة الجمهورية بعد كل سنوات الإرهاب والعذاب ان يكون احد أدواة ذلك النظام؟ بل ان الذي سمعناه هو أن أهله توسطوا لدى الجنرال باتريوس الذي لم يعده بعدم محاكمته، بل وعده بأن يحترم كإنسان وهذا ماحدث فعلا.
* ويستمر في أكاذيبه فيقول "بأن من استخدم الأسلحة الكيمياوية في حلبجة كانت ايران وليس العراق" والآن عرف العالم من خلال المحاكمات العلنية كيف ان الطائرات العراقية قصفت بأوامر من"الاستاذ" مدينة حلبجة الآمنة وايران هي التي استقبلت المصابين واستضافت المنكوبين.
لذلك فإن من يطالب بعدم تنفيذ حكم الاعدام بحق احد كبر مجرمي العصر الذي لم يشهد التاريخ مثيلا له ولرفاقه الآثمين، سيتحمل وزر الوف الضحايا، رغم ان صلاح المختار لم تكن تهمه يوما ارواح الملايين من العراقيين المهم عندهم هو بقاء سيدهم الرمز في منصبه، متربعا على كرسي الحكم.
* ان الكاتب البعثي المدافع عن الجلادين يصف في مقاله علي الكيمياوي بأنه "احد اهم الرموز التي دافعت عن عروبة واستقلال العراق، بمنع الانفصال الكردي من النجاح" اذاً فالجلاد استخدم كل وسائل الإبادة ضد الكرد ليمنعهم من الانفصال، حسب تعبير صلاح المختار، ومن هذه الوسائل "رشهم بالبودرة" أي بغاز السيانيد وبكل الأسلحة الكيمياوية الفتاكة، لجرائمه هذه اصبح عندهم رمزا مدافعا عن عروبة العراق.
* ومن اكبر مخازيه المعبرة فعلا عن التخلف وعن الاستهانة برغبات ملايين العراقيين الذين اكتووا بنار صدام حسين، يصف صلاح المختار سيده المجرم صدام حسين بأنه "سيد شهداء العصر" ومفخرة الانسانية الرشيدة".
* لكثرة الأنعام والأموال التي حصل عليها من صدام ويحصل عليها الآن من رغد، ينسى صلاح المختار حتى رفاقه الذين اعدمهم هذا الموسوم بالاجرام بالطريقة التي شاهدها كل العراقيين بمن فيهم البعثيون والذي ارتكب جرائم ستظل وصمة عار في جباه قادة ذلك الحزب والتي سيندى لها جبين الانسانية "الرشيدة".
 

* نائب رئيس تحرير جريدة (الاتحاد) بغداد


 


 

Counters