| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى صالح كريم
M_s_kareem@yahoo.com

 

 

 

 

الجمعة 2/3/ 2007

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس



من المستفيد من تحوير حكاية "زينب عباس"؟


مصطفى صالح كريم *

قضية زينب عباس الجميلي التي ادعت ان اسم شهرتها او اسمها الحركي "صابرين الجنابي" التي استثمرتها بخبث قناة "الجزيرة" المحترمة جدا والتي نفت عشيرة الجنابي ان تكون منتمية اليها، للأسف الشديد تصرف ازاءها بعض المسؤولين بلا مسؤولية من خلال تصريحاتهم التي بلغت حدا غير معقول، ذكرتني بحادثة تدل على ستراتيجية بعض القنوات الاعلامية التي لا تبحث عن الحقيقة بل يهمها اثارة الفوضى فقط.
*في عهد الزعيم الراحل عبدالكريم قاسم كانت اذاعة (صوت العرب) تحاول بشتى الوسائل اثارة العراقيين على حكم قاسم من خلال فبركتها اليومية عن خروج التظاهرات المطالبة باسقاط الحكم وعن ازدياد قوى المعارضة و"المقاومة" وكانت تبث كل خبر او تقرير يردها من العراق، المهم ان يكون ضد السلطة. وذات يوم بعث احد الخبثاء بتقرير جاء فيه "اثناء المظاهرة الحاشدة التي جرت اليوم في بغداد والتي تصدت لها اجهزة الشرطة باطلاقها النار على المتظاهرين استشهد المناضلان "عباس بيزه وحسنة ملص" وبدأ المذيع يعدد صفات ومزايا الشهيدين المناضلين".
بينما في الواقع لم تكن هناك أية مظاهرة ولا شهيد ولاهم يحزنون، وبدأ العراقيون الذين سمعوا الخبر يضحكون لأن حسنة ملص كانت من بائعات الهوى المعروفات اما عباس بيزه فقد كان سمسارها وكلاهما كانا على قيد الحياة ويمارسان عملهما.
* لأعد الى الموضوع الأصلي الى هذه المسألة التي كادت ان تفجر ازمة سياسية وخلفت وراءها تساؤلات عدة: منها: من كان وراءها؟ هل يعقل ان تكون لصابرين هذه القدرة على ايصال صوتها بهذه السرعة الى "الجزيرة" المعروفة لدى الخاص والعام بعدائيتها للعملية السياسية في العراق؟ هل يصدق اي عاقل ان امرأة تعرضت توا للاغتصاب يمكنها ان تدلي بهذا الاسلوب بأقوالها؟ أين كان احباطها؟ اين الأذى الذي تعرضت له؟ ام ان هناك تنسيقا منظما بين الذين لا يروق لهم نجاح الخطة الأمنية في الداخل وبين المشجعين والممولين للارهاب في الخارج؟
* لقد اصبح واضحا لكل ذي بصيرة بأن هناك من يريد ان يسكب النفط –مع شحته- على النار التي اشعلها الارهابيون والتكفيريون والصداميون، في الوقت الذي تحاول القوى المخلصة ورجال الجيش والشرطة الباسلون اطفاءها والقضاء على مصادرها.
ولكن المؤلم حقا ان يلجأ البعض الى المزايدات السياسية على حساب شرف رفيع لم يسلم من الأذى! ولم يكتف البعض بهذا فقط بل سارعوا الى وصفها بأنها من المجاهدات، كيف اعتبروها من المجاهدات؟ ألأنها كانت تعد الطعام لعدد كبير من "الزلمة" وهي وحدها في الدار؟ ام انها كانت على علم بالمختطف الذي وجدت ملابسه في غرفة وجثته مدفونة في مكان آخر ضمن الدار التي كانت تعيش فيها مع الأدوية المخصصة لمعالجة الارهابيين، أهذا كان جهادها؟
* لماذا تسرّع مسؤول كبير باطلاق تصريحات للفضائيات والصاق التهمة برجال حفظ الامن دون الاعتبار للتقرير الطبي الصادر عن مستشفى ابن سينا الذي اثبت كذب ادعائها علما بأن هذه القضية لا تدخل في اطار مسؤولية ذلك المسؤول ولا في نطاق عمل دائرته ثم لماذا لم يستفسر هذا المسؤول او لماذا لم يحقق في امر يعتبر هاما جدا وهو لماذا قالت المدعية عن زوجها الذي تزوجها بحسب قولها "عرفيا" انها لا تعرف اسم ابيه؟ هل هناك امرأة تتزوج من رجل دون ان تعرف اسم ابيه ولماذا خرج زوجها ذلك اليوم منذ الصباح الباكر خوفا من قوات الشرطة كما قالت الزوجة، لماذا كان الزوج يخاف من الشرطة؟ بالتأكيد انه متورط في قضايا أمنية لذلك يخشى ان يقع في قبضة العدالة.
* واخيرا اود الاستشهاد بما صدر عن الرئيس طالباني بهذا الصدد والذي أكد على ان "القضاء هو الساحة الشرعية الوحيدة للنظر في مثل هذه الدعاوى واصدار حكم قانوني موضوعي في شأنها" وعلى هذا لا يجوز لبعض المسؤولين استغلال مواقفهم الوظيفية والتسرع في اصدار تصريحات قد تؤدي الى الحاق الضرر بالعملية السياسية وبالخطة الأمنية التي باتت أمل جميع العراقيين والتي نتمنى جميعا نجاحها.

* نائب رئيس تحرير جريدة(الاتحاد) بغداد