| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى صالح كريم
M_s_kareem@yahoo.com

 

 

 

 

الثلاثاء 24/7/ 2007

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 


لاتنظروا الى دموعه بل انظروا الى جرائم يديه!


مصطفى صالح كريم  *
M_s_kareem@yahoo.com

حين كنا صغارا، كنا نسمع من امهاتنا وجداتنا في معرض احاديثهن عن مظلوميته فيقلن "لو سقطت حجارة من أي مكان لابد ان تسقط على رأس كردي". ومضت السنون وجاءت احداث كثيرة أثبتت صحة مقولة الجدات، فحين تلقت بغداد أول ضربة جوية أثناء الحرب العراقية الإيرانية سقطت القنابل على منزل مواطن كردي كان قد نقل اداريا الى بغداد، وشاء القدر أن يكون مسكنه قرب الجامعة التي كانت تسمى بـ (جامعة البكر) فاستشهد القانوني والوطني جمال رمزي معروف واستشهدت زوجته التي كانت ابنة عمه، الرجل كان نجل الشاعر المعروف رمزي معروف والزوجة كانت ابنة العقيد نوري معروف احد المشاركين في ثورة ايلول، ولم تكن لهما في تلك الحرب القذرة لا ناقة ولا جمل!!
* واليوم نسمع ان حركة حماس بعد أن قامت بانقلابها المعروف في "غزة" والتي جعلت من نفسها أضحوكة للعالم، صبت جام غضبها على مواطن كردي بسيط كل جريمته أنه كان طباخا لدى الرئيس الفلسطيني "أبو مازن"، فحين ألقى مسلحو حماس القبض عليه شدوا وثاقه وثم رموه من الطابق الخامس عشر الى الأسفل ليلقى حتفه. هل اعتبر مناضلو حماس مقتل هذا الانسان الكادح نوعا من البطولة؟. ان هذه الممارسات الاجرامية جعلت من حماس سخرية للعالم المتمدن والتي "كانت حصيلة سيطرة عقلية المراهقة السياسية" على حد تعبير الكاتب السياسي "أحمد الربعي".
* وقد ذكرتني هذه الجريمة بتخرصات اسماعيل هنية ضد بيشمركة كردستان التي أثارت غضب الكرد في حينها، وبعد ردود الفعل التي تلقاها هنية والكتابات الكثيرة التي كتبت ضده، اضطر الى التراجع وترقيع محتوى تصريحه الى حد الاعتذار عما بدر منه، وثم استغلال هذا التراجع للطلب من حكومة العراق حماية الفلسطينيين المقيمين في العراق. ناسيا ان العراقيين منذ عشرة عقود وهم يكنون كل الاحترام والود للفلسطينيين المقيمين في العراق، وان الروابط بين الجانبين امتازت بالعمق والأصالة ليس لأجل لحية هنية بل لأجل قضيتهم العادلة التي طالما ناصرناها ودافعنا عنها. وكان للسياسيين الكرد وأدبائهم وكتابهم نصيب الأسد في الدفاع عن الفلسطينيين وقضية اللاجئين الانسانية.
* ولكنه وفي الوقت الذي كان الرئيس طالباني يوعز بحماية الفلسطينيين من أي أذى ورعايتهم وضمان حمايتهم، كانت حركة حماس تقيم مجالس العزاء للدكتاتور صدام حسين الذي لقي مصيره المحتوم بحكم القانون، وكانت تنظم المظاهرات الصاخبة لاستنكار اعدام صدام وأعوانه، ولم تكن تلك الفعاليات تجري بمعزل عن ارتباطات هذه الحركة المشبوهة التي عرّاها مؤخرا الرئيس محمود عباس وقد تثبت الأيام بأن حماس تقدم العنف والارهاب على أي مقاربات أخرى لتنفيذ أهدافها السياسية وهذا ما يجعلها شديدة الترابط بتنظيمات القاعدة التي تدبر يوميا مقتل العراقيين رجالا ونساءا، شيوخا وأطفالا، فإذا أدعت "حماس" غير ذلك لا تنظروا الى دموعها أبدا بل انظروا الى ما جنتها أياديها، ولتكن جريمة قتل الطباخ الكردي بتلك الوحشية ماثلة امامنا وراسخة في الأذهان.. حتى لا نظل نصدق التراجعات والاعتذارات التي لا يراد بها إلا ذر الرماد في العيون.

ـــــــــــــــــــــــــــ
 * نائب رئيس تحريرجريدة (الاتحاد) بغداد