| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى صالح كريم
M_s_kareem@yahoo.com

 

 

 

 

الأربعاء 21/2/ 2007

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس



في ذكرى الفنان الذي أحبه الجميع


مصطفى صالح كريم  *
M_s_kareem@yahoo.com


* في الرابع عشر من شباط احتفل العشاق في العالم بعيد الحب أو عيد القديس فالانتاين. وفي العراق احتفل الشباب والشابات بعيد الحب رغم المفخخات والتفجيرات، بعد أن التقطوا بسرعة هداياهم الملونة وعادوا الى بيوتهم وفي كردستان كانت الورود الحمراء تنقل رسائل المحبة الى العشاق.
* وفي الرابع عشر من شباط حيا اللبنانيون الذكرى الثانية لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري ومن خلالها حيوا ذكرى شهداء الحرية مجددين العهد على أن يبقى لبنان دون وصاية من أحد وأن يظل موطن الحرية والكرامة والتآخي.
* وحيا الشيوعيون العراقيون ذكرى شهداء حزبهم يوسف سلمان يوسف (فهد ورفيقيه حسين محمد الشبيبي وزكي محمد بسم الذين اعدمتهم الحكومة العراقية في 14/2/1949 والذين كانوا مناضلين أشداء، صعدوا المشانق وهم يهتفون بحياة الشعب العراقي، مؤمنين بأن ليل الظلام سينجلي.
* وإضافة الى هذه الذكريات والاحتفالات فقد حيا رفاق وأصدقاء ملك المقامات الكردية الفنان الاصيل (حمه ي بكر) الذي توفي في 14/2/1999. هذا الرجل الذي طواه الموت فجأة تاركاً وراءه دموعاً وأحزاناً لجميع الذين عرفوه وصادقوه. لقد كان الفنان (حمه ي بكر) كردياً مخلصاً وفناناً اصيلاً ومناضلاً راسخ العقيدة، كان بحق لوحة فنية رائعة في مرسم الغناء الكردي الاصيل، ومما يذكر أن الشيخ محمود الحفيد كان من أشد المعجبين بصوته، وكان غالباً ما يدعوه مع الصديق الراحل الشاعر والمناضل محمد صالح ديلان الذي كان يملك هو الاخر صوتاً شجياً، ليستمع الشيخ محمود الخالد اليهما بشوق بالغ حين كان الفنان (كاكه حمه) يغني المقامات الكردية أو يترنم أو يشدو، فجميع مستمعيه يصغون اليه بخشوع وكأنهم يؤدون طقوسا مباركة.
* كان الراحل حلو المعشر ووجهاً اجتماعياً محبوباً، ومناضلاً مرموقاً في صفوف الحركة الوطنية، ومشاركاً فعالاً في المظاهرات الجماهيرية وقد اعتقل مرات عديدة، ذاق مرارة السجون والاعتقالات ولكنه لم يتخاذل أبداً، وظل ذا معنويات عالية مؤمناً بقدرات شعبه.
* كلما أزور صديقه المفضل مصطفى سيد مجيد الخياط وأنظر الى صورته التي تجمعه بالاستاذ جلال طالباني أتذكر علاقاته الوطيدة بالسيد طالباني ومدى معزته عنده وأتذكر خصاله الحميدة وعلاقاته الاجتماعية الاصيلة، وذكرياته التي لايمكنني أن أنساها وخاصة في الفترة التي جمعتنا معاً حجرات موقف السليمانية والموقف العام في باب المعظم وخلف السدة ومعتقل كركوك رغم كل المحن كانت الإبتسامة مرتسمة على شفتيه دائما.
* وفي هذا الصدد يتحدث الاستاذ الدكتور كمال فؤاد عنه يقول: بعد الاستقبال المهيب لجنازة الراحل الشيخ محمود الحفيد من قبل جماهير السليمانية في 9/10/1956 واشتراكنا في المظاهرات مطالبين بإطلاق سراح الشيخ لطيف الحفيد ليلقي نظرة الوداع على أبيه الراحل، واطلاق الرصاص من قبل قوات الشرطة على المتظاهرين واستشهاد السيدة اختر زوجة الفنان رشول، بدأت الشرطة بالقيام بحملة اعتقالات، فكان أن القت القبض على عدد كبير منا وكان معنا في التوقيف (كاكه حه مه ى بكر) وكان الموقوفون كعادتهم في تلك الحقبة الزمنية ينشدون الأناشيد الوطنية كنوع من التحدّي ومن الصمود منها (هبّوا ضحايا الاظطهاد) و(الشعب مامات يوماً وانه لن يموتا...ان فاته اليوم نصر ففي غد لن يفوتا) وذات يوم أنشدنا نشيدا مطلعه (طريقنا أنت ادرى صخر وشوك كثير –والموت على جانبيه..ولكننا سنسير.
قال كاكه حمه والضحكة على شفتيه، رضينا بالصخر والشوك ولكن مسألة الموت على جانبيه تحتاج الى اعادة النظر..فضحكنا لمداعبته الحلوة)
* وهكذا غاب عنا هذا الفنان القدير والمناضل الجريء - واليوم لم يبق لنا الا ان نستمع الى تسجيلاته الصوتية وننظر الى الناي الحزين الذي وضعه الفنان جمال شادان في حافظته منذ لحظة وداعه الاخير ونقول مع جميع اصدقائه وخاصة الذين مازالوا يقيمون جلسته الأسبوعية التي كان ينظمها ويتحفها بحلاوة حديثه،نقول:وداعاً ايها الصديق الكبير والفنان الأصيل.


* نائب رئيس تحرير (الاتحاد) بغداد