| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى صالح كريم
M_s_kareem@yahoo.com

 

 

 

 

الأربعاء 14/2/ 2007

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

حين يفقد الفنان مصداقيته

 

 مصطفى صالح كريم *
M_s_kareem@yhaoo.com

تربطني علاقات وثيقة بعدد من فناني العراق التقدميين الذين ابدعوا في مجالات عملهم بشكل متميز، وكانت هناك روابط وجسور بين فناني كردستان والفنانين العراقيين على مر السنوات. وحتى في سنوات القهر كانت السليمانية تحتضن كبار الفنانين الذين كانوا يحضرون للمشاركة في المهرجانات المسرحية التي كانت تقام عندنا وستظل كلمات الاساتذة طه سالم وياسين النصير وفاضل ثامر ومحي الدين زنكنه وجليل القيسي وعبدالستار ناصر وعواد علي وصلاح القصب وغيرهم ترن في آذاننا حين كانوا يصفقون بحرارة للفنانين الكرد الذي كانوا يقدمون فنا هادفا رفيع المستوى دون تهريج ، بحيث اصبحوا موضع تقدير واعجاب عمالقة الفن العراقيين.
*وقبيل تحرير العراق بسنوات ايام القطيعة بين بغداد وكردستان التي فرضها نظام صدام قدمت الى مدينتنا فرقة فنية لتصوير مسلسل تلفزيوني، استقبل الكادر بحفاوة لم يكونوا ينتظرونها وابدت القيادة السياسية الكردستانية منتهى الدعم لهم لانجاز عملهم ولكنهم حين عادوا الى بغداد للأسف قدموا للجمهور شيئا مغايرا تماما لما سمعناه منهم، لقد سموا المسلسل بـ (الملاذ الآمن) وصوروا السليمانية كأنها وكر للموساد والسي. آي. أي، وان عملاء هذين الجهازين بحسبهم يصولون ويجولون في كردستان، على اي حال لا اريد ان اجرح احدا كما أني لا أبغي الخوض الآن في هذه المسألة التي آلمتني كثيرا في حينها، ساترك ذلك الى فرصة أخرى، لابد ان اعود اليها تبيانا للحقيقة.
*اما الآن فإن الشيء الذي دفع بي الى كتابة هذه الأسطر هو ما شاهدته من مغالطات احد الفنانين من خلال برنامج بين جيلين الذي قدمته فضائية الحرة. لقد تحدث عدد من الفنانين المشاركين في البرنامج عن الفساد المالي والاداري واتهموا بعض الجهات بابتلاع المبالغ المخصصة لمساعدة الفنانين وطالبوا بالاستماع الى اصواتهم. كل هذه الأمور مقبولة والفنانون يستحقون كل التكريم والتقدير والرعاية، وعلى وزارة الثقافة ألا تهمل هذه الشريحة الممتازة وخاصة اولئك الفنانين الذين افنوا زهرة شبابهم من خلال تقديم رسالتهم السامية، ولم يبيعوا فنهم للنظام الديكتاتوري وبقوا مرفوعي الرؤوس، بيد ان الشيء الذي آلمني هو خروج احدهم عن الموضوع وتحويل مسار الندوة صوب التهجم على اقليم كردستان، وكان هو الوحيد الذي غرد خارج السرب وكان تغريدا نشازا لا يستحق حتى الاستماع اليه. كان المخرج عبد علي كعيد ينفث السم والحقد، فمن جملة ما قاله: "ان الفنانين في كردستان يتقاضون شهريا اضافة الى رواتبهم الاصلية مبلغا يتراوح بين 750 الف دينار الى مليون دينار" وتساءل باستغراب! لم ذلك؟ انهم يأخذون فلوس النفط" وبعد ان استمر في مغالطاته تلك قال: من اين هذه الرواتب؟ هل هي من الجبل؟
*أود ان اوضح الى كل الذين استمعوا الى عبد علي كعيد واقول لهم، ان كل ما قاله كذب وافتراء، فالفنان في كردستان كرم من قبل حكومة اقليم كردستان بتخصيص مرتب شهري تكريمي له يتراوح بين 150 الى 300 الف دينار فقط، وهذا القرار صدر قبل تحرير العراق بسنوات، وقد صرف من ميزانية الاقليم وليس من ايرادات النفط التي تسرق في المنطقة الجنوبية امام اعين كعيد ورفاقه الذين لا ينبسون ببنت شفة.
اذا المبلغ لم يكن كما ذكره وانه لم يخصص من "فلوس النفط"، كما لم يكن خاصا بالفنان العائد من الجبل بل شمل كل الأدباء والفنانين الذين قدموا عطاءات ادبية وفنية لشعبهم، وبالطبع كانت رواتبهم قليلة لا تسد احتياجاتهم بعكس اشباه الفنانين العراقيين الذي كانوا يتقاضون مكرمات سخية من مسؤول الوسط الاعلامي والثقافي والصحفي عدي صدام حسين.
والذي اود ان اؤكد عليه هو انه يجب على من يعتبر نفسه فنانا ان يتحدث بموضوعية دون الدوافع الشوفينية المقيتة والطائفية البغيضة. عليه ان يكون رسول الخير لا بوقا لإثارة البغضاء.
*وعلى المخرج عبد علي كعيد ان يعرف جيدا بأن الفنانين العراقيين منذ تحرير العراق لم ينقطعوا عن زيارة كردستان وهم يعرفون كل ما يتعلق بالفنان والفنانين في كردستان وكان عليه ان يسألهم قبل ان يخوض في هذا الموضوع.

* نائب رئيس تحرير جريدة (الاتحاد) بغداد