| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى صالح كريم
M_s_kareem@yahoo.com

 

 

 

 

الثلاثاء 13/3/ 2007

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس



حقا "لقد اصبح الصمت معيبا"


مصطفى صالح كريم
*
M_s_kareem@yahoo.ocm

جريمة أخرى من جرائم الارهابيين القتلة هزت ضمائر المثقفين الذين فجعوا بأنفلة الكلمات الطيبة وتفجير التراث العراقي العريق وحملة ابادة وحشية موجهة الى الكتب النفيسة والزاد الفكري والروحي، وذلك من خلال تفجير سيارة مفخخة في شارع المتنبي، شارع الكلمة والحرف، شارع الفكر والثقافة، الشارع الذي ظل دائما وفي أحلك الظروف مصدر النور.
* ان الارهابيين الأفاقين المتعاونين مع بقايا العفلقيين وقوى الظلام حين جعلوا استهداف الجامعات والمعاهد والمراكز الثقافية من اولويات جرائمهم انما كانوا يعبرون عن مخططاتهم الرامية الى القضاء على النور من خلال اطفاء جذوة الضياء التي تشع من هذه المصادر، واقدامهم على اغتيال العلماء والاساتذة والأطباء والأدباء والصحفيين، هو تنفيذ ما يدبر في الظلام لاسكات الأصوات الخيرة والاقلام الجريئة.
* لقد بلغ حقدهم الدفين حدا أوصلهم الى اسفل السافلين من خلال الجريمة النكراء التي اقترفوها بحق الكتب والمخطوطات والتراث الأصيل، هذه الجريمة التي قال عنها الرئيس طالباني "يجب ان تهز ضمائر مثقفي العالم وخاصة العالم العربي". "وعليهم ان يرفعوا أصواتهم استنكارا لهذه الجريمة التي كانت هدفها الكاتب والكتاب" . لقد أصاب فخامته كبد الحقيقة حين قال: "لقد اصبح الصمت معيبا".
حقا انه معيب للمثقف الذي يرى هذه الجريمة ويغمض عينيه عنها، عار على الشخص الذي يعتبر نفسه مثقفا ولا يرفع صوته بأدانى هذه الجريمة البشعة حين يجد كنوز الفكر والثقافة تتعرض الى التفجير والحرق ويشعر بأن هناك من يعمل لحجب النور عنا في محاولات يائسة لبسط سلطان الظلام، متناسين ان ظلمات الدنيا بأسرها لاتستطيع حجب ضياء شمعة واحدة.
* ان المثقفين العراقيين اينما كانوا في الداخل او في الخارج والمثقفين العرب الذين يشعرون بآلام وفواجع الشعب العراقي عليهم ادانة هذه الجريمة النكراء وتسفيه آراء المتفلسفين الذين يعتبرون هذه الممارسات الوحشية "نوعا من المقاومة"!
* وفي هذا السياق وصف احد المثقفين المدللين المقيمين في الخارج أدباء العراق الذين يعيشون مع آمال شعبهم ويشاركون معاناته، بأدباء الحكومة كما حوّر " راية الثقافة الوطنية الى راية الحكومة العميلة .. كذا". هذا المثقف الذي ظهرت عليه علامات الخرف بعد سقوط الصنم، كتب يقول: "في البلد المحتل، لا ثقافة إلا ثقافة المقاومة" اذا وفقا لقياسات هذا المثقف، يدخل حرق الكتب وتفجير شارع المكتبات واتلاف المخطوطات النادرة في باب "ثقافة المقاومة" أقولها بصراحة كل من يعتبر هذه الممارسات الاجرامية نوعا من المقاومة اعتبره شريكا في الجريمة التي يتستر عليها.. اذا كانت ثقافة المقاومة هي قتل الاساتذة وذبح طلبة الجامعة المستنصرية وخطف الفتيات ومنع الطلبة من الدراسة واغتيال الصحفيين وبالتالي حرق الكتب وتفجير المكتبات اذا كانت هذه هي ثقافة المقاومة فبئست مقاومتهم وبئس المثقف الذي يضع نفسه في هكذا مستنقع.

* نائب رئيس تحرير جريدة (الاتحاد) بغداد